علم الإدارة هو أحد العلوم الإنسانية الحديثة. وقد اهتم بالطريقة المثلي للقيام بالأعمال في المؤسسات من منطلق أن القيادة ليست أمراً سهلاً كما يعتقد البعض. فلا يمكن لأي شخص أن يملك القدرة علي التأثير علي الآخرين بسهولة. ولا تأتي هذه القدرة للشخص من فراغ لأنها نتاج تجارب يحصل عليها الفرد من عدة مصادر. وربما يمكن القول أن الفرد هو قائد لأنه يتصف بصفات شخصية تميزه عن غيره وتجعله قائداً. وقد تبنت الجامعات المتميزة في الدول المتقدمة العديد من البرامج في التغيير مثل مقرر إدارة التغيير ومقرر التطوير الإداري. وكلها قائمة علي أساس التغيير الهادف والفاعل ويقوم تخصص إدارة التغيير علي تطويرالفرد وفريق العمل والمؤسسات بما تتطلبه المنافسة في الحاضر والمستقبل وهناك متطلبات يجب توافرها لتنفيذ التغيير المطلوب بسلاسة ونجاح بأقل ما يمكن من مقاومة التغيير من الموظفين وأبرز هذه المتطلبات أهمية التزام الإدارة العليا بدعم التغيير معنوياً ومادياً وذلك بتوفير الموارد اللازمة لتنفيذ خطة التغيير التي تحقق الأهداف المخطط لها بما يعود علي المؤسسات الخدمية الحكومية بالفائدة. إن الاختيار الناجح لقيادة التغيير له أهمية كبيرة في نجاحه. لذلك يجب أن يكون مدير أو قائد التغيير ملماً بالعملية وواضحاً في رسالة التغيير ومقبولاً لدي الموظفين المنفذين للتغيير حتي لا يواجه مقاومة تؤثر في النتائج المأمولة للتغيير. وقد يختار مدير التغيير أو قائده عناصر بشرية مؤهلة لتنفيذه بحيادية وموضوعية لما لذلك من أهمية في مصداقية خطة التغيير. إن التطوير لأساليب العمل مطلب ملح علينا وحاجتنا إليه شديدة وواجبنا جميعاً أن نشارك فيه بالرأي والفكرة والتجربة والمعلومة والتشجيع والمباركة لكي ننهض بواقع عملنا والعاملين معنا وتحقيق مستويات عالية من الإنجاز لنلحق بركب التقدم الذي تأخرنا عنه كثيراً لأسباب عدة. ولقد حرص القرآن الكريم في غير موضع والسنة والنبوية الشريفة علي التطوير والتنمية في مختلف المجالات بدءاً من تطوير الذات إلي أفراد الأسرة إلي المجتمع وصولاً إلي تحقيق قيمة الإنسان وعلو شأنه ورفعة قدره قال تعالي: "هو الذي بعث في الاميين رسولاً منهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وإن كانوا من قبل لفي ضلال مبين". والحكمة هنا تعني معرفة أصول العلم. ومباديء الفقه التي يعرف الإنسان بها حكم كل حادثة وواقعة وهذا يعني أن الحياة تتطور والشريعة خالدة. لأنها تعطي المؤمنين الحكمة التي تؤهلهم لمعرفة الاحكام التي تقودهم إلي تحقيق الأهداف المثلي في دينهم ودنياهم وفي تنمية الإرادة ضد من يصادرون العقل. وبعد عودة الإمام الزاهد فضيلة الإمام الأكبر الأستاذ الدكتور أحمد محمد الطيب شيخ الأزهر الشريف من دولة الكويت الشقيقة التي كرمته ممثلة في أميرها الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح. بحضور الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح ولي العهد. وعدد من كبار الشخصيات بمناسبة اختياره شخصية العام فوجئنا بفضيلته بيننا في مجلس الجامعة المنعقد برئاسة الدكتور إبراهيم الهدهد القائم بعمل رئيس الجامعة يوم الأربعاء 27/1/2016م رغم أن المجلس انتوي زيارته لتهنئته بالتكريم وسلامة الوصول. تحدث فضيلة الإمام في المجلس مطالباً الجميع بتحمل أمانة الدين والوطن غير أن مالفت نظري في كلمته هو مطالبته لمجلس الجامعة بضرورة التطوير والانطلاق بالأزهر والتلاحم مع المجتمع وشدد علي ضرورة قيام الكليات بترشيح ستة من أعضاء هيئة التدريس من كل كلية في درجة أستاذ وأستاذ مساعد لتدريبهم في وزارة التنمية الإدارية بعد تفريغهم لهذه المهمة لمدة لا تقل عن ستة أشهر وإذا استدعي الأمر يمكن مدها لعام كامل بهدف إكسابهم مهارات الإدارة والقيادة لخلق الصف الثاني لإدارة الجامعة وكلياتها وأقسامها العلميةوفق أسس إدارية وعلمية متطورة تقود الجامعة والأزهر نحو العالمية.. تحية لفضيلة الإمام علي خطواته ونظرته الثاقبة نحو التطوير وننتظر من فضيلته المزيد.