كان العدو الصهيوني يروج جاهداً أن العرب لا يقرأون. وإن قرأوا قد لا يفهمون. وإن فهموا قد لا يتابعون. وإن تابعوا فحسبهم أن يشجبوا ويستنكروا. فتسمع لهم جعجعة ولا تري لهم طحناً. فقد كان يعمد بذلك إلي تشويه صورة العرب من جهة. وتمرير أجندات دولية خاصة به من جهة أخري. غير أن الأمر قد تغير تغيراً جذرياً في كل مؤسساتنا الفكرية والثقافية. ففي نطاق الثقافات الدينية أخذت المؤسسات الدينية المصرية مجتمعة تشق طريقها نحو متابعة الأحداث والحركات الفكرية العالمية. ورصد ما ينشر في هذا الشأن. والرد علي ما ينبغي الرد عليه منه. علي نحو ما يحدث في مرصدي الأزهر الشريف. ودار الإفتاء المصرية. بما لهذين المرصدين من جهد كبير بدأ أثره يظهر إقليمياً وعالمياً. بحيث اتخذ البرلمان الأوروبي دار الإفتاء المصرية مرجعاً معتمداً له في شئون الإفتاء. واستكمالاً لعمل المرصدين وتكاملاً معها. أخذنا في وزارة الأوقاف والمجلس الأعلي للشئون الإسلامية بها منحني آخر مكملاً لعمل المرصدين. وهو العمل علي تصحيح المفاهيم الخاطئة. وتوصيل الصوت الإسلامي الوسطي. من خلال إنشاء سبع عشرة صفحة رسمية لوزارة الأوقاف بسبع عشرة لغة. ونشر ترجمة معاني القرآن الكريم بعشر لغات هي "الانجليزية. والفرنسية. والألمانية. والأسبانية. والروسية. والصينية. والإندونيسية. والسواحلية. والكورية. والألبانية". مع نشر فقة العبادات بعدة لغات أجنبية. تيسيراً علي المسلمين في فهم وأداء شعائرهم الدينية. في سهولة ويسر. مع ترجمة خطبة الجمعة دورياً إلي عدد من اللغات. وبخاصة الخطب ذات الطابع الإنساني. إضافة إلي التنسيق المستمر مع وزارة الخارجية لمد المراكز الإسلامية بالخارج بمجموعات كبيرة من منشورات المجلس الأعلي للشئون الإسلامية وإصداراته باللغات المختلفة. وبخاصة في مجال تصحيح المفاهيم الخاطئة. ونشر الفكر الإسلامي الصحيح. وفي سبيل تطوير ذلك قمنا بإنشاء وافتتاح أكاديمية الأوقاف لتدريب الأئمة وإعداد المدربين. مع التركيز علي إعداد الأئمة إعداداً متميزاً في مجال اللغات الحية الرئيسية. حيث بدأنا بأربع دورات باللغة العربية. والانجليزية. والفرنسية. والألمانية. وانتقينا في مجال اللغات المتميزين من الأئمة خريجي كليات اللغات والترجمة بجامعة الأزهر الدارسين للعلوم الشرعية باللغات الأجنبية ومعظمهم من الحاصلين علي الماجستير أو الدكتوراه باللغة التي يدرس بها. حتي لا نبدأ من الصفر. وإنما نبني علي أرضية صلبة قابلة للنماء. قادرة علي التعامل مع الآخر بلغته. خطابة. وتدريساً. وكتابة. وتواصلاً إلكترونياً. وعبر وسائل التواصل الحديثة والعصرية المختلفة. كما أننا ولأول مرة في تاريخ الأوقاف المصرية سنخصص قسماً من صالتي العرض والبيع المخصصتين للمجلس الأعلي للشئون الإسلامية بوزارة الأوقاف في معرض الكتاب القادم بإذن الله تعالي لمنشورات الأوقاف المصرية باللغات المختلفة والتي بلغت خمس عشرة لغة. مما يكسر حالة الجمود. ويؤكد أننا قادرون علي استرداد الريادة العالمية في مجال الثقافة الإسلامية. وعلي إعداد جيل من الأئمة والعلماء والمفكرين المستنيرين في نهضة جديدة نأمل أن تؤتي أكلها في القريب العاجل. ويتعاظم دورها تباعاً في المدي المتوسط والمدي البعيد. "وما ذلك علي الله بعزيز". كما أننا استجابة لاقتراح صحيفة "الجمهورية" قد قررنا عقد دورات في الثقافة الإسلامية باللغات المختلفة لشباب الإعلاميين. وبخاصة في مجال الإعلام الديني. لتتكامل جهود الأئمة والإعلاميين والمثقفين والمفكرين في مواجهة التطرف ونشر الفكر الإسلامي الصحيح.