وصف المستشار مجدي العجاتي وزير الشئون البرلمانية مجلس النواب في جلساته الأولي بأنه "غير متزن" بينما اكتفي د.علي عبالعال رئيس المجلس بالتعبير عن عدم رضاه عن أداء النواب "المحترمين".. أما الفضائيات والصحف فقد تبارت في وصف المجلس بأوصاف سيئة لا تليق بأعرق برلمان عربي. والواقع ان بعض أعضاء المجلس الموقر قد سقطوا في أول اختبار سياسي لهم تحت قبة البرلمان. ولم يكونوا علي قدر المسئولية. وأعطوا الفرصة للجماهير المصرية في الداخل والخارج لتسخر منهم.. وما أكثر ما حملته مواقع التواصل الاجتماعي من صور السخرية من هؤلاء الذين اعتقدوا ان جلسات البرلمان فرصة للشو الإعلامي وقام بعضهم بحركات "غريبة وصغيرة" أمام الكاميرات.. ودخل البعض الآخر في وصلات ردح وتشويح واستعراض عضلات كما لو كانوا في مشاجرة بلدي في حي شعبي. لذلك كان طبيعيا ان يتعامل معهم رئيس المجلس بعد انتخابه بكل حسم وان يطالب بعضهم بالجلوس في أماكنهم وعدم الكلام إلا بإذن كما يفعل المدرس مع تلاميذ الابتدائي وان يهددهم بتطبيق لائحة العقوبات من أول جلسة. لكل هذا.. نناشد أعضاء المجلس الموقر أن يأخذوا العبرة والعظة من آدائهم في اليوم الأول وان يعيدوا لنا الثقة فيهم بأداء راق وسلوك متحضر. وان يدركوا ان قوة العضو ليست في صوته العالي ولا طول يده التي يشوح بها ولا في إسفافه.. لكن في اتزانه وقدرته علي التعبير عن رأيه بأدب وعلم ووعي. نناشد كل نوابنا الأفاضل ان يحمونا - نحن الشعب - الذي انتخبهم وذهب الي صناديق الاقتراع من أجلهم من السخرية والإهانة فقد أكد كثير من المراقبين والمحللين السياسيين وخبراء الاجتماع والطب النفسي ان هذا المجلس إفراز للواقع والبيئة المصرية فأصبحنا جميعا مسفين وفوضويين كما رأينا في سلوك بعض النواب!! كما نناشد رئيس المجلس ان يتقبل المخالفين له في الرأي وأن يؤكد قدرته علي إدارة برلمان متنوع الفكر والتوجهات السياسية والفكرية دون مصادرة لرأي أحد من النواب. يا نوابنا الأفاضل: أرجوكم لا تحبطونا وتشمتوا فينا وفيكم الكارهين للوطن الذين سخروا منا ومنكم وأكدوا ان مجلسكم سيكون سيركا كبيرا ومسرحا مفتوحا لكل السلوكيات الفوضوية والتجاوزات الأخلاقية. أناشد "نائب الجزمة" أن يتخلي عن رعونته. وأطالب "نائب الكاميرا" الذي انشغل طول وقت الجلسة بالتلويح لأفراد أسرته بأن يدرك أننا جميعاً نراقبه ونتطلع الي ما يقدمه للشعب ولأهالي دائرته وليس الي صورته داخل المجلس. كما أطالب نائب الصعيد الذي وقف "يشوح" بيديه لرئيس المجلس ان يراجع سلوكه ولا يعود الي هذا السلوك الذي لا يتفق مع أصالة وأخلاق أبناء الصعيد. يا نوابنا الكرام: المتآمرون علي هذا الوطن - وأنتم تعرفونهم جيدا - يراقبون سلوككم داخل المجلس وخارجه ولن يكون لهم شاغل خلال الأيام القادمة سوي التشكيك في قدرتكم علي التعبير عن آمال وتطلعات شعب مصر.. فخيبوا ظنونهم وأعيدوا سهامهم الي نحورهم وافرضوا عليهم وعلينا جميعا الافتخار بكم والثقة فيكم والاطمئنان إليكم. الشعب كله ينتظر أداء راقيا ومتحضراً لنوابه تحت أعرق قبة برلمانية في العالم العربي.. فكونوا علي قدر المسئولية.