التعادل الايجابي بهدف الذي انتهت به مباراة بتروجت مع الزمالك جاء منطقيا وعادلا خاصة بعد الأداء المتوسط للفريقين ونجاح كل فريق في استثمار الفرصة التي سنحت للاعبيه حين تقدم احمد جعفر لبتروجت في الشوط الأول وتعادل معروف يوسف للزمالك في الشوط الثاني ليرتفع رصيد الزمالك إلي 17 نقطة وبتروجت إلي 12 نقطة وبالتالي فهي مكسب لفريق بتروجت وخسارة للزمالك الذي فقد نقطتين في صراع المنافسة علي اللقب الذي يملكه من الموسم الماضي. المباراة جرت بملعب السويس وادارها الحكم محمد فاروق وكان رائعا في ادارتها. لم يقدم الفريقان العرض المنتظر رغم النشوة التي يعيشها لاعبو الفريقين بعد الفوز الكبير للزمالك علي المحلة وبتروجت علي الاتحاد لكن أهمية المباراة اضاعت كل الفوارق وكان التعادل منطقيا بالمرة وعادلا للفريقين.. بتروجت كان الأفضل في الشوط الأول والزمالك الأحسن في الشوط الثاني. رغم البداية المتواضعة من الفريقين إلا أن الرغبة كانت متوافرة للاعبين من أجل السبق واحراز هدف مبكر يربك حسابات المنافس ومع ذلك لم ترتق المباراة في شوطها لحد المتعة والاثارة. لاحت فرصتان مؤكدتان لكل من اسامة محمد بتسديدة قوية مرت بجوار قائم أحمد الشناوي والثانية لمعروف يوسف من انفراد تام أنقذها محمد الشناوي وحولها لركنية. اعتمد طلعت يوسف المدير الفني لبتروجت لسياسة الضغط المبكر علي حامل الكرة من لاعبي الزمالك بهدف احداث زحمة مرورية في وسط الملعب وعدم تمكين لاعبيه من الحوار المباشر مع المرمي السويسي من التمريرات الصعبة التي دائما ما انتهت أمام الخط الدفاعي.. ولعبت المرتدات دوراً كبيراً خاصة من خلال جميس وشيبو مع انطلاقات أحمد جعفر الذي افتقد لمن يمرر له. الزمالك اعتمد علي اللعب المباشر السريع من خلال تمريرات عمر جابر من الخلف ومعه إبراهيم صلاح وتحركات أيمن حفني الذي حاول كثيراً الافلات من ظله عمرو حسن في حين لم يقدم محمد سالم المطلوب منه بسبب بعده عن المباريات. مال الأداء للهدوء الشديد خاصة وأن الدقائق التي مرت من عمر الشوط لم تبشر بتفوق فريق علي آخر نتيجة الحرص الزائد للحفاظ علي نظافة الشباك. تحول الهجوم لصالح الزمالك بعد الزيادة العددية لمهاجميه والنشاط الملحوظ للاعبي الوسط بقيادة طارق حامد ومعروف يوسف وإبراهيم صلاح بالاضافة للدعم من الصفوف الخلفية لعمر جابر وايضا حمادة طلبة. عاب لاعبو الفريقين التمرير السلبي وغير المجدي للغالبية مما أفقد اللعب طابع الايقاع السريع وجعل الشوط بلا طعم أو لون. تألق علي جبر من الزمالك والمعتصم سالم من بتروجت في الحفاظ علي الهدوء داخل منطقتي جزاء الفريقين وتأمينها الكامل للمنطقة الدفاعية بقطع الكرات العرضية العالية الخطيرة. قطع أحمد جعفر حالة الملل والزهق من الاداء بتسديدة قوية للغاية لم يرها الشناوي حارس الزمالك إلا في المرمي وبصراحة كان هدفاً عالمياً وجميلاً للغاية. ارتفع الاداء فجاة من قبل لاعبي الزمالك بهدف التعويض ولاحت الفرصة لأحمد حمدي المنفرد لكنه سدد في جسم الحارس الشناوي لتعود لعمر جابر الذي سدد بعيداً عن المرمي بغرابة شديدة وكانت اللعبة بمثابة الانذار المبكر من لاعبي الزمالك مما اضطر لاعبو بتروجت للعودة تجاه مرماهم من أجل الحفاظ علي الهدف لنهاية الشوط الأول. ومع ذلك اضاع جعفر هدفاً محققاً من رأسية تصدي لها القائم الأيسر للشناوي. قدم الحكم محمد فاروق اداءاً طيباً للغاية ومعه أيمن دجيش وتحسين السادات في ادارة المباراة وبشكل لافت للنظر. الشوط الثاني جاءت البداية قوية من جانب لاعبي الزمالك بغية الدخول المبكر في المباراة وتعديل النتيجة من أجل خطف نقاط اللقاء وبالفعل كانت السيطرة للأبيض منذ البداية مع تحفظ دفاعي للاعبي بتروجت والاعتماد علي الهجمات المرتدة القليلة والضغط علي لاعبي الزمالك من منتصف الملعب. من الطبيعي ان تتعد الركنيات علي مرمي بتروجت خاصة مع الانطلاقات القوية لعمر جابر الذي شكل جبهة هجومية افزعت لاعبي بتروجت. اضطر طلعت يوسف لاجراء أول تبديل بنزول كريم طارق بدلا من شيبو لتنشيط الناحية الهجومية بعد الضغط الأبيض القوي علي لاعبي بتروجت. نجح معروف يوسف لاعب الزمالك من تعديل النتيجة عندما تلقي هدية من حمادة طلبة وسدد كرة قوية علي يمين محمد الشناوي مسجلا هدف التعادل رغم ان باكيتا كان يستعد لاجراء التبديل الأول واخراج معروف لكنه تراجع وابقي علي اللاعب في أرضية الملعب. اجري باكيتا تبديله الأول بنزول ابراهيم عبدالخالق بدلا من ابراهيم صلاح لتدعيم وسط الملعب وتنشيط منطقة المناورات بعد أن سيطر الزمالك عليها مع ارتداد غير مفهوم للاعبي بتروجت. اجري طلعت يوسف تبديله الثاني بنزول محمد رجب بدلا من احمد جعفر لتجديد نشاط الهجوم البترولي ومع حالة الفوقان التي عليها فريق الزمالك وضغطهم المستمر علي مرمي بتروجت. وضحت الرغبة الأكيدة علي لاعبي الزمالك لخطف نتيجة اللقاء وسط حالة من التركيز خاصة مع تبديل باكيتا الثاني باشراك باسم مرسي بدلا من محمد سالم البعيد عن المباراة وزيادة الانطلاقة الهجومية كما اشرك مصطفي فتحي بدلا من ايمن حفني لتدعيم الجبهة اليسري النشيطة بعد الارتفاع القوي لمستوي طلبة أفضل لاعبي الزمالك. شكلت الهجمات البترولية للاعبي بتروجت خطورة خاصة مع ألعاب اسامة محمد التي كانت بمثابة السلاح الفتاك لمدافعي الزمالك ولولا تألق كوفي وجبر لتعدلت النتيجة أكثر من مرة. لعبت الفردية دورا سلبيا بين لاعبي الفريقين خاصة مع حالات الطمع للبعض مما افقد الفريقين فرصة التهديف وبشكل مبالغ للغاية وظهرت غالبية هذه اللعبات مع مصطفي شبيطة وايضا مصطفي فتحي. اجري طلعت يوسف تبديله الأخير وكان دفاعيا بنزول هشام أبوخليل للحفاظ علي النقطة مع الانهيار الجزئي للاعبي الوسط وجاء علي حساب احمد شعبان. واصل الزمالك الضغط من كل اطراف الملعب لكن افتقد الفريق للمسة الحاسمة وتسجيل الاهداف خاصة وان العصبية ظهرت علي اللاعبين مع مرور الوقت وبدون داع. شهدت الدقائق الأخيرة من اللقاء محاولات عنترية من جانب اللاعبين من أجل خطف هدف يبدل الاحوال لكن الوضع ظل كما هو عليه لتزن صافرة الحكم هي الفيصل للتأكيد علي النقطة التي اضافها كل فريق لصالحه. وبذلك يكون الزمالك قد فشل من الاستفادة من تعادل الأهلي الأخير مع وادي دجلة.. ليظل الفريقان في صراع "طالع نازل".