حريق يلتهم 4 أفدنة قمح في قرية بأسيوط    متحدث الصحة عن تسبب لقاح أسترازينيكا بتجلط الدم: الفائدة تفوق بكثير جدًا الأعراض    بمشاركة 28 شركة.. أول ملتقى توظيفي لخريجي جامعات جنوب الصعيد - صور    برلماني: مطالبة وزير خارجية سريلانكا بدعم مصر لاستقدام الأئمة لبلاده نجاح كبير    التحول الرقمي ب «النقابات المهنية».. خطوات جادة نحو مستقبل أفضل    ضياء رشوان: وكالة بلومبرج أقرّت بوجود خطأ بشأن تقرير عن مصر    سعر الذهب اليوم بالمملكة العربية السعودية وعيار 21 الآن ببداية تعاملات الأربعاء 1 مايو 2024    600 جنيه تراجعًا في سعر طن حديد عز والاستثماري.. سعر المعدن الثقيل والأسمنت اليوم    تراجع أسعار الدواجن 25% والبيض 20%.. اتحاد المنتجين يكشف التفاصيل (فيديو)    خريطة المشروعات والاستثمارات بين مصر وبيلاروسيا (فيديو)    بعد افتتاح الرئيس.. كيف سيحقق مركز البيانات والحوسبة طفرة في مجال التكنولوجيا؟    أسعار النفط تتراجع عند التسوية بعد بيانات التضخم والتصنيع المخيبة للآمال    رئيس خطة النواب: نصف حصيلة الإيرادات السنوية من برنامج الطروحات سيتم توجيهها لخفض الدين    اتصال هام.. الخارجية الأمريكية تكشف هدف زيارة بليكن للمنطقة    عمرو خليل: فلسطين في كل مكان وإسرائيل في قفص الاتهام بالعدل الدولية    لاتفيا تخطط لتزويد أوكرانيا بمدافع مضادة للطائرات والمسيّرات    خبير استراتيجي: نتنياهو مستعد لخسارة أمريكا بشرط ألا تقام دولة فلسطينية    نميرة نجم: أي أمر سيخرج من المحكمة الجنائية الدولية سيشوه صورة إسرائيل    جونسون: الاحتجاجات المؤيدة لفلسطين داخل الجامعات الأمريكية نتاج للفراغ    قوات الاحتلال تعتقل شابًا فلسطينيًا من مخيم الفارعة جنوب طوباس    استطلاع للرأي: 58% من الإسرائيليين يرغبون في استقالة نتنياهو فورًا.. وتقديم موعد الانتخابات    ريال مدريد وبايرن ميونخ.. صراع مثير ينتهي بالتعادل في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا    معاقبة أتليتيكو مدريد بعد هتافات عنصرية ضد وليامز    موعد مباراة الأهلي والإسماعيلي اليوم في الدوري والقنوات الناقلة    عمرو أنور: الأهلي محظوظ بوجود الشناوي وشوبير.. ومبارياته المقبلة «صعبة»    موعد مباريات اليوم الأربعاء 1 مايو 2024| إنفوجراف    ملف رياضة مصراوي.. قائمة الأهلي.. نقل مباراة الزمالك.. تفاصيل إصابة الشناوي    كولر ينشر 7 صور له في ملعب الأهلي ويعلق: "التتش الاسطوري"    نقطة واحدة على الصعود.. إيبسويتش تاون يتغلب على كوفنتري سيتي في «تشامبيونشيب»    «ليس فقط شم النسيم».. 13 يوم إجازة رسمية مدفوعة الأجر للموظفين في شهر مايو (تفاصيل)    بيان مهم بشأن الطقس اليوم والأرصاد تُحذر : انخفاض درجات الحرارة ليلا    وصول عدد الباعة على تطبيق التيك توك إلى 15 مليون    إزالة 45 حالة إشغال طريق ب«شبين الكوم» في حملة ليلية مكبرة    كانوا جاهزين للحصاد.. حريق يلتهم 4 أفدنة من القمح أسيوط    دينا الشربيني تكشف عن ارتباطها بشخص خارج الوسط الفني    استعد لإجازة شم النسيم 2024: اكتشف أطباقنا المميزة واستمتع بأجواء الاحتفال    لماذا لا يوجد ذكر لأي نبي في مقابر ومعابد الفراعنة؟ زاهي حواس يكشف السر (فيديو)    «قطعت النفس خالص».. نجوى فؤاد تكشف تفاصيل أزمتها الصحية الأخيرة (فيديو)    الجزائر والعراق يحصدان جوائز المسابقة العربية بالإسكندرية للفيلم القصير    حدث بالفن| انفصال ندى الكامل عن زوجها ورانيا فريد شوقي تحيي ذكرى وفاة والدتها وعزاء عصام الشماع    مترو بومين يعرب عن سعادته بالتواجد في مصر: "لا أصدق أن هذا يحدث الآن"    حظك اليوم برج القوس الأربعاء 1-5-2024 مهنيا وعاطفيا.. تخلص من الملل    هل حرّم النبي لعب الطاولة؟ أزهري يفسر حديث «النرد» الشهير (فيديو)    هل المشي على قشر الثوم يجلب الفقر؟ أمين الفتوى: «هذا الأمر يجب الابتعاد عنه» (فيديو)    ما حكم الكسب من بيع وسائل التدخين؟.. أستاذ أزهرى يجيب    هل يوجد نص قرآني يحرم التدخين؟.. أستاذ بجامعة الأزهر يجيب    «الأعلى للطرق الصوفية»: نحتفظ بحقنا في الرد على كل من أساء إلى السيد البدوي بالقانون    إصابات بالعمى والشلل.. استشاري مناعة يطالب بوقف لقاح أسترازينيكا المضاد ل«كورونا» (فيديو)    طرق للتخلص من الوزن الزائد بدون ممارسة الرياضة.. ابعد عن التوتر    البنك المركزي: تحسن العجز في الأصول الأجنبية بمعدل 17.8 مليار دولار    نصائح للاستمتاع بتناول الفسيخ والملوحة في شم النسيم    "تحيا مصر" يكشف تفاصيل إطلاق القافلة الإغاثية الخامسة لدعم قطاع غزة    القوات المسلحة تحتفل بتخريج الدفعة 165 من كلية الضباط الاحتياط.. صور    أفضل أماكن للخروج فى شم النسيم 2024 في الجيزة    اجتماعات مكثفة لوفد شركات السياحة بالسعودية استعدادًا لموسم الحج (تفاصيل)    مصدر أمني ينفي ما تداوله الإخوان حول انتهاكات بسجن القناطر    رئيس تجارية الإسماعيلية يستعرض خدمات التأمين الصحي الشامل لاستفادة التجار    الأمين العام المساعد ب"المهندسين": مزاولة المهنة بنقابات "الإسكندرية" و"البحيرة" و"مطروح" لها دور فعّال    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



دين
رعاية المحتاجين أولي من تكرار العمرة.. أو السفر للخارج للسياحة
نشر في الجمهورية يوم 25 - 12 - 2015

أداء العمرة أكثر من مرة في العام خاصة في وقت نري فيه كثير من المرضي بأمراض مزمنة ومتعسرين في سداد ديونهم وزواج الشباب متوقف علي مساعدتهم ومراعاة أيتام ومستضعفين يتعرضون لإبادة جماعية هنا وهناك. فأيهما أفضل تكرار العمرة أم مساعدة هؤلاء؟
يقول الدكتور فتحي عثمان الفقي وكيل كلية الشريعة والقانون السابق بجامعة الأزهر ان ما اعتاده الناس وما تعارفوا عليه من تكرار العمرة يجب شرعاً أن يهذب بمعني ان تقارن أصحاب العقول والقلوب السليمة وان توازن بين المهم والأهم والأقل أهمية.
وبما أن العمرة في رأي جمهور الفقهاء ليست بواجبة بل هي من السنن المندوب إليها وكفالة ذوي الاحتياجات من فقراء لا يجدون ما يقتاتون به ومرضي فقراء لا يجدون ما يتداوون به واجب كفائي علي المجتمع بأسره.
فالنفقة علي هؤلاء المحتاجون وسد حاجاتهم أولي من تكرار العمرة. فيجب علينا ان ننظر بعقولنا الي هؤلاء فنفعهم عام والعمرة نفعها خاص وشرعاً يجب تقديم العام علي الخاص.
أشار إلي أن نصوص شريعتنا الغراء أكدت ذلك ولنا في رسول الله أسوة حسنة.
قال الله تعالي: "لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة" فلننظر في سنته صلي الله عليه وسلم كم مرة اعتمر في حياته وهو في نفس المكان رغم يسر وسهولة العمرة لكنه كان مشغولاً بنشر الدعوة التي كما قلنا نفعها عام لهداية البشرية ونفع العمرة خاص.
ونستخلص من ذلك ان العام يقدم علي الخاص ومن تمام الفقه والبصيرة في دين الله عز وجل تقديم الأعمال ذات النفع المتعدي علي الأعمال ذات النفع الخاص.
ميزان الشرع
أضاف الشيخ علي عبد الباقي أمين عام مجمع البحوث الإسلامية السابق ان من عنده كفاية من المال ويريد الخير والأجر يجب عليه ان يضع ميزان الشرع خاصة إذا تزاحمت القربات والطاعات مع بعضها البعض فلقد سئل الإمام أحمد أيجح نفلاً أو يصل قرابته؟.. قال: إن كانوا محتاجين يصلهم أحب إليَّ وفي رواية أخري: يضعها في أكباد جائعة.
والعقول السليمة أجمعت علي تقديم ما منفعته غالبة أو راجحة علي ما منفعته ضعيفة أو مرجوحة وهذه حقيقة شرعية دلت عليها نصوص الكتاب والسنة.
فلقد أخرج الإمام البخاري في صحيحه قال: حدثنا أبو النعمان حدثنا حماد بن زيد عن الأزرق بن قيس قال: كنا علي شاطئ نهر بالأهواز قد نضبت عنه الماء فجاء أبو برزة الأسلمي علي فرس فصلي وخلي فرسه فانطلقت الفرس فترك صلاته وتبعها حتي أدركها ثم جاء فقضي صلاته. وفينا رجل له رأي فأقبل يقول: انظروا إلي هذا الشيخ ترك صلاته من أجل فرس فأقبل فقال: ما عنفني أحد منذ فارقت رسول الله وقال: إن منزلي متراخ فلو صليت وتركته لم آت أهلي إلي اليل وذكر انه قد صحب رسول الله فرأي من تيسيره.
وعندما نتأمل فعل هذا الصاحبي الذي تربي علي يد النبي صلي الله عليه وسلم كيف وازن بين عبادة الله عز وجل وهي الصلاة وبين خوفه علي ماله وأهله. فقدم ما يفوق ولا يمكن تداركه ومن الذي لا يفوت ويمكن تداركه.
أشار إلي أن هناك من الناس يظن أن الأجر الكثير علي قدر المشقة وهذا مفعوم غير صحيح بل الأجر علي قدر المنفعة.
فلقد جاء رجل يودع بشر بن الحارث وقال قد عزمت علي الحج. فقال هل تأمرني بشئ؟.. فقا له: كم أعددت للنفقة؟ فقال: ألفي درهم.
قال بشر فأي شئ تبتغي بحجك؟ تزهداً أو اشتياقاً الي البيت أو ابتغاء مرضاة الله تعالي؟ قال: ابتغاء مرضات الله. قال فإن أصبت مرضاة الله وأنت في منزلك وتنفق ألفي درهم وتكون علي يقين من مرضاه الله عز وجل أتفعل ذلك؟ قال: نعم.
قال: اذهب فاعطها عشرة أنفس: مديون يقضي دينه وفقير يرم شعثه ومعيل يغني عياله ومربي يتيم يفرحه. وان قوي قلبك تعطيها واحداً فافعل فإن ادخالك السرور علي قلب المسلم واغاثة اللهفان وكثف الضر واعانة الضعيف أفضل من مئة حجة بعد حجة الإسلام.
أضاف ان المسلم إذا اشتغل بالمفضول علي حساب الفاضل وبالمهم علي حساب الأهم ابتعد عن مدارج الكمال ومنازل العلو والرفعة فمن فضل الله علي أمة الإسلام ان جعل هذا الدين ديناً شاملاً لجميع شئون الحياة ولا يجوز بحال قصر الدين علي شعبة واهمال شعبة أخري.
الأولي من الأعمال
أوضح الدكتور محمد عبد الستار الجبالي أستاذ الفقه بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر ان الأحكام والتكاليف متفاوتة في نظر الشرع وليست في رتبة واحدة وهذا واضح من النصوص كما في قوله تعالي "اجعلتم سقاية الحاج وعمارة المسجد الحرام كمن آمن بالله واليوم الآخر وجاهد في سبيل الله لا يستوون عند الله والله لا يهدي القوم الظالمين".
وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم: "الإيمان بضع وسبعون شعبة أعلاها: لا إله إلا الله وأدناها إماطة الأذي عن الطريق.
فالآية الكريمة فاضلت بين أمرين كلاهما طاعة وقربه وبينت أنهما لا يستويان عند الله عز وجل.
وقد كان صحابة رسول الله صلي الله عليه وسلم حريصين كل الحرص علي أن يعرفوا الأولي من الأعمال ليتقربوا بها لذا كثرت أسئلتهم من أفضل الأعمال وأحبها الي الله ومن تتبع القرآن والسنة وجد أنهما قد وضعها جملة معايير لبيان الأفضل من الأعمال.. "مثل صلاة الجماعة تفضل صلاة الفذ بسبع وعشرين درجة". وسبق درهم بمائة ألف درهم.
كما بين القرآن ان الناس ليسوا مستاوين في منازلهم وان كانوا متساوين في انسانيتهم.
أضاف ان المجتمعات تعاني من اختلال في ميزان الأولويات وللأسف هذا الاختلال قد امتد الي المنتسبين الي تدين لفقدان العلم الرشيد والصحيح حيث اننا نجد منهم من يشتغل بمرجوح العمل ويترك الراجح وبالمفضول ويترك الفاضل فأقرب مثال علي ذلك من ينشغل ببناء المساجد مثلاً في بلد حافل بالمساجد وإذا طلبت منه الاتجاه الي نشاط آخر فيه فائدة أكبر ونشاط أعظم فانه لا يستجيب.
ونري أفراد كثيرة تحرص علي تكرار العمرة كل عام وإذا طلبت غير ذلك لا يستجيب.
ولا شك ان الواجبات المطلوبة فوراً مقدمة علي الواجبات التي تحتمل التأخير كإنقاذ الجوعي ومراعاة الأيتام وبناء الشباب فليت الذين يكررون الحج والعمرة كل عام يتنازلون عن حجهم وعمرتهم لإنقاذ إخوانهم من المسلمين ولكن للأسف ما وقع في الكثير في عصرنا أنهم يهتمون ببعض الأركان دون بعضها رغم ان الثواب قد يتفاوت تفاوتاً كبيراً.. إذا راعينا الفاضل والمفضول والراجح والمرجوح.
هذا الخلل الذي أصاب الأمة حيث أصبحنا نصغر الكبير ونكبر الصغير ونهمل الفرض ونحرص علي النقل كل هذا يجعل الأمة في أمس الحاجة الي معرفة فقه الأولويات حيث يستبين ويقتنع العقل وتتجه القلوب الي عمل الخير بهذا تتحق الموازنة بين المصالح التي أقرها الشرع فالشريعة مبناها علي تحصيل المصالح.
بحسب الإمكان وألا يفوت منها شئ فإن أمكن تحصيلها كلها حصلت وان تزاحمت ولم يكن تحصيل بعضها إلا بتفويت البعض قدم أكملها وأهمها وأشدها طلباً للشرع هكذا قال الإمام القيم.
مفتو العالم الإسلامي يعلقون تضامنهم لمواجهة شذوذ الفتاوي
كتب - عمر عبدالجواد :
تلقي الدكتور شوقي علام مفتي الجمهورية ورئيس المجلس الأعلي للإفتاء في العالم برقيات تهنئة من كبار المفتين والعلماء في العالم بإعلان إنشاء الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم التي تأسست في دار الإفتاء المصرية في الخامس عشر من الشهر الجاري بحضور مفتي وعلماء ورؤساء المجاميع الفقهية في عدد من مختلف دول العالم.
أبدي المهنئون تمنياتهم بأن تحقق الأمانة العامة للإفتاء في العالم الغرض الذي انشئت من أجله من تبادل للخبرات بين دور وهيئات الإفتاء للخروج بموقف موحد وفتاوي موحدة في مواجهة فكر الجماعات الإرهابية والتيارات المتطرفة وإبعاد من يمارسون مهنة الافتاء دون أن يكونوا مؤهلين لذلك.
أكد الشيخ عبداللطيف دريان مفتي الجمهورية اللبنانية ان الأمانة ستقود زمام الأمة الإسلامية في ظل التحديات التي تواجهها وأبرزها الاجتراء علي الفتوي والافتئات علي الشرع في محاولة لعزل الشذوذ الذي أصاب كثيراً من الفتاوي التي تسببت في واقع مترد تعيشه كثير من بلاد المسلمين سياسياً واقتصادياً وأمنياً وأخلاقياً.
أوضح الشيخ محمد أحمد حسين مفتي القدس ان الإعلان عن إنشاء أمانة الافتاء في العالم قد حقق آمال الكثيرين من المفتين والعلماء في العالم لضبط الفتاوي التي تصدر عبر الوسائل المختلفة خاصة وسائل الإعلام من خلال إلزامها بالكف عن نشر الفتاوي الشاذة أو الصادرة عن جهات غير مؤهلة تؤجج الصراعات بين المسلمين.
بينما اعتبر الشيخ عبدالكريم الخصاونة مفتي المملكة الأردنية ان الأمانة العامة لدور وهيئات الافتاء في العالم ستعمل علي دحض الأفكار المتطرفة والآراء الشاذة التي تعمل علي زعزعة أمن واستقرار المجتمعات الإسلامية وترسيخ مفاهيم سماحة الإسلام ورحمته بالخلق مما يرسخ في الأذهان استقرار المجتمعات الاسلامية والعربية والتحذير من دعاة السوء وبعض القنوات الفضائية التي تبث آراء ومواقف تدعو من خلالها إلي زعزعة استقرار المجتمعات الاسلامية.
أكد الدكتور مأمون عبدالقيوم رئيس جمهورية جزر المالديف الأسبق ان انشاء أمانة الافتاء في العالم شهد تفاعلا وإقبالا كبيرا من عدد من المفتين من مختلف دول العالم وذلك بعدما شعر العالم الاسلامي بحجم المشكلة التي يعيشها بسبب الجماعات المنحرفة فكريا وسلوكيا.
دعاة الفوضي الفكرية خطر علي الدين والأمن القومي
جمال حمزة
المجتمع المصري أصبح ساحة مليئة بالتراشقات والخلافات التي بدأت سياسية.. وفجأة تحولت لخلافات دينية.. ولأول مرة في تاريخ مصر تظهر فتاوي التكفير المتبادلة.. ويتبادل المحسوبون علي العلم الديني التراشق اللفظي بصورة شوهت الكثير من القيم الدينية الثابتة ظهور الكثير من الدعوات التي تطالب علماءالدين بوقف التراشق اللفظي حماية لمكاتهم فإن الأمر لم يتوقف.. فإلي متي يتم السماح بإذاعة مثل هذه الأفكار التي تثير البلبلة وتضر بالأمن القومي قبل اضرارها بالدين؟
في البدايةيقول الدكتور حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة وأستاذ الفلسفة الإسلامية بالجامعة: أتمني ان يتم تفعيل عمل اللجنة التي طالب فيها الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وأيده فيها فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر بوضع ضوابط تدرس إن كانت هذه الأفكار صادرة من غير المتخصصين.. أم صادرة عن بعض المتخصصين المنتمين اسماً وشكلاً للمؤسسة الأزهرية مع بعدهم عن الروح الأصيلة لها وذلك حفاظاً علي الثوابت الشرعية والأمن الفكري ودفعاً لكل ما يمكن ان يثير الفتن والجدل والانقسام بين أبناء المجتمع.
قال د. طاهر انا مع ظهور تلك اللجنة أو الاقتراح للنور في أسرع وقت خاصة مع انتشار دعاة الفتنة الذين يتطاولون علي العلم الديني والشرعي ويناطحون العلماء الأجلاء دون دراية بمقام العلماء.
أضاف انه للأسف ان تطاول السفهاء علي العلماء تسبب في ظهور دعاة الفتنة الذين شوهوا الساحة وملأوها بعشرات الدعاوي التي تحصن الناس علي رفع السلاح في وجه بعضهم البعض ويأتي البعض فيبيحون استهداف المعارضين وهكذا نشب وينشب لدينا فريقان لكل منهما مفتون من نوع خاص تجرأوا علي الفتوي وعلي الدين.. وأنا لا أعرف كيف يكون مسلماً بأية صورة من الصور من يدعو وأحياناً يشترك قولاً وفعلاً ودونما ذرة من دين أو ضمير أو عقل إلي قتل آخر مهما كان مذهبه أو معتقده أو دينه أو لونه أو جنسه؟!
أشار د. حامد طاهر الي ان من يقوم باصدار مثل هذه الفتاوي التي تحرض علي القتل أو الاقوال الشاذة لم يقرأ أو يسمع وهو في الغالب لا يقرأ قولة الإسلام الحنيف التي ذهبت مثلاً إنسانياً حضارياً متقدما "من قتل نفساً بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل البشر جميعا".. ومع ذلك فإن فتنة الحرب الأهلية لن تتوقف حتي يتوقف سيل الفتاوي التكفيرية في كل مكان سواء كانت سياسية أو طائفية أو مذهبية.
أكد د. طاهر إننا في حاجة لمجموعة قوانين تحافظ علي هيبة العلماء وتحافظ علي هيبة الفتوي.. ولا مانع من تغيير قانون الأزهر حتي يستطيع ان يمارس دوره المنوط به من خلال تلك اللجنة أو الاقتراح الذي تقدم به وزير الأوقاف.. مشيراً إلي أننا في حاجة لقانون خاص يمنع التجرؤ علي الفتوي والعلماء لمواجهة أدعياء الإفتاء.
قال: لابد من وجود هذا القانون الذي يوقف من يفتي بغير علم ويتسببب في كل هذا الاحتقان الذي انتشر في العالم الإسلامي.. وطالب بضرورة ان يتكاتف الجميع لمواجهة من يخرجون علي الأمة وعلي الدولة بالسلاح ونقول كلمة الحق في وجوههم ونتذكر جميعاً قول الله تعالي: "ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين إن يمسسكم قرح فقد مس القوم قرح مثله وتلك الأيام نداولها بين الناس وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء والله لا يحب الظالمين".. من هنا لابد ان نتكاتف في وجه كل شارد ونردع كل من يخرج علي الدين وعلي الدولة وقانونها وأن يحاسب أشد الحساب وتتخذ ضده أشد الاجراءات.
أما الدكتور لطفي السيد صالح الأستاذ بجامعة الأزهر الشريف فيحذر من محاولات الخلط بين الإسلام وسلوكيات وتصرفات بعض المسلمين التي تبتعد عن صحيح الدين واصدار الفتاوي الشاذة باعتبارها أكثر المأخذ التي تستغل للطعن في الإسلام.
أكد ان الإسلام ومنهجة ومقاصده دين يدعو الي قيم السلام والحرية والعدل والقسط والرحمة والتعاطف والخيرية والفضائل الإنسانية.. وينهي عن الظلم والعدوان والبغي والإثم والفحشاء والفجور والفساد والجحود وكل المنكرات.
أوضح د. لطفي صالح ان أفعال المسلمين ترجع إليهم ولا شأن للإسلام بها.. وان أصحاب مثل هذه الفتاوي الشاذة ومن يشارك بإذاعتها يتحملون الوزر والإثم ويجب محاسبتهم واتخاذ الاجراءات القانونية ضدهم بما يرضي الله ورسوله.
أشار إلي خطورة وجود اتجاه يسعي إلي خلق ظاهرة الخوف والعداء لكل ما هو إسلامي سواء داخل المجتمعات التي تدين بالإسلام أو غيرها من المجتمعات الأجنبية.. واستغلال بعض السلوكيات الفردية الخاطئة المنسوبة لأشخاص للطعن في قيم هذا الدين الحنيف لتحقيق مآرب سياسية.
وقال د. لطفي السيد صالح إن الأزهر هو المؤسسة القادرة علي تقديم صورة حقيقية عن الإسلام ومقاصده ومنهجه وهو ما يستوجب الاسراع باخراج ورقة عمل والدعوة لفعاليات متتابعة تشارك فيها كل المؤسسات وخاصة العاملة في مجال الفكر والثقافة لتقديم خطاب حضاري يليق بالأمة ومكانتها.
العلماء:
النظارات الكاشفة للعورات.. حرام
د. عبد الغفار هلال: التجسس حرام.. وانتهاك خصوصيات الناس جريمة
عبد العزيز السيد
كشفت سلطات مطار القاهرة الدولي مؤخراً مواطناً يحمل نظارات تجسس وتصوير لأعراض الناس رجالاً ونساء داخلياً وخارجياً. أي انها تكشف ما تحت ملابس الناس وهو أمر استهجنه العلماء.
الدكتور عبد الغفار هلال عميد كلية اللغة العربية جامعة الأزهر الأسبق يقول: الواقع ان الإنسان يجب ان يحافظ علي أسراره وعلي أخباره بحيث لا يعرفها إلا هو أو المسئولون في بعض ما يهم في شئون واقتحام عورات الناس لا يجوز شرعاً ويقول الله تعالي: "ولا تجسسوا ولا يغتب بعضكم بعضاً أيحب أحدكم أن يأكل لحم أخيه ميتاً فكرهتموه" إذن يجب الوقوف في وجه كل من يحاول الدخول الي أسرار الناس أو تتبع عوراتهم ولا شك ان هذه النظارات التي اكتشفت تمثل خطراً علي الأمن القومي وقد تسببت في ترويع الآمنين وقد يستغلها الإرهابيون للإيقاع بالأبرياء من الناس لكي يعرف بها أسرار الناس ويتسبب في إيذائهم من حيث لا يشعرون وقد يخربون المؤسسات ويعتدون علي الحرمات وعلي أماكن حساسة في الدولة وذلك لابد من الوقوف في وجه هؤلاء واحباط مخططاتهم المشبوهة لأنها بالتأكيد للإضرار بالمجتمع في كل طبقاته. وقد يكون ذلك لأيد أجنبية من أجل الاضرار بمصر.
أضاف د. هلال انه يجب علي كل مواطن ان يتنبه وأن ينبه لأي شئ من هذا القبيل إذا شك في شخص ما أو تصرف ما وهذا ما يدعو إليه الدين الإسلامي. فالرسول صلي الله عليه وسلم - يقول: "المرء مرآة أخيه" ومعني انه مرآة ان العيوب تكتشف عن طريق الرؤية النافذة والعقل الراجح والبصيرة بالأمور والرسول صلي الله عليه وسلم يقول: "اتقوا فراسة المؤمن" ويقول صلي الله عليه وسلم" "المؤمن كيس فطن" ونحن نعلم أن الشعب المصري والحمد لله عنده هذه الفطانة وعنده من الفكر والادراك ما يمكنه من معرفة العناصر الشاذة التي تضر بأمن الوطن والمواطن والشرع الشريف يطلب منا عدم السكوت علي ما يشك فيه فما يكون مثاراً للشك لابد ان يفحصه الإنسان ليعرف مداخله ومداركه وكيف يتغلب علي الشر قبل وقوعه وكما يقولون: "الوقاية خير من العلاج" وهذا يتطلب منا الحذر كما جاء في القرآن الكريم في قوله تعالي: "يا أيها الذين آمنوا خذوا حذركم" والحذر في كل شئ سواء كان عدواً يتربص بنا خارجياً أو كان عدواً داخلياً.
وقال د. هلال إن علي أمثال هذه الأشياء التي اكتشفت يجب أخذ الحيطة وألا نسكت علي مثل هذه الأشياء التي قد يتفاقم منها الضرر علي الأمة والشرع الشريف يحمي الإنسان من كل ما يضره ويطلب منه انقاذ الآخرين والحفاظ عليهم وصون ممتلكاتهم وجعلهم آمنين في بيوتهم حتي يستقر المجتمع ويسعد.
الدكتور عبد الفتاح إدريس الأستاذ بجامعة الأزهر يقول:
إن الحفاظ علي قيم المجتمع ومبادئه ركن ركين من مهام الجهات الأمنية في المجتمع وهذه العدسات تبين الإنسان وكأنه عريان وكشف عورة الناس بأية وسيلة من الوسائل الكشفية حرام إذا لم يكن هناك ضرورة أو حاجة تقتضي إظهار هذا البدن ومن المعروف أن جميع بدن المرأة عورة وأن عورة الرجل ما بين سرته وركبته وهذا يقتضي وجوب ستر هذا البدن وذاته فمن يستر بدنه رجلاً كان أو امرأة ثم يأتي آخر ويكشف هذا الستر فانه يكون قد اقترف جريمة لا يقره عليه شرع أو قانون أو نظام مجتمع أو عرفه أو قيمه.
والذي شجع هؤلاء علي استقدام هذه العدسات أناس لا خلاق لهم نشأوا في قاع ردئ من قيعان المجتمع الذي اندثرت فيه القيم والأخلاق والمبادئ والذين يتكسبون بكل شئ حتي الشرف والأخلاق والقيم والمبادئ وجعلوا منه وسيلة مباحة لتكسبهم.
أضاف د. ادريس اننا نناشد الجهات القضائية في الدولة ألا تتهاون مع هؤلاء وان تنزل بهم العقاب الذي يتناسب وجرمهم خاصة ان هذه الجريمة تقوض أخلاق المجتمع وقيمه وأخلاقه وتنذر بأوخم العواقب في مسيرة أخلاق هذا المجتمع وهذا يمثل خطراً علي الأخلاق والآداب العامة والسلوك والمبادئ التي باءت بها كافة الديانات السماوية ودعت إليها هذه الديانة.
قال إدريس ان هذه النظارات تمثل خطراً علي قيم المجتمع وكشف لستر العورات وتجسس علي أسرار وأعراض الناس وهذا سلوك مشين يجب ان يكرس المجتمع جهوده بكل ما أوتوا من قوة للقضاء علي هذه الظاهرة المشينة الخطيرة التي تهدد كيان المجتمع المصري عامة والإسلامي خاصة لأن فيها فضح للأعراض وكشف ستر العورات وتجسس علي أسرار العباد وهذه أخلاق غير المسلمين.
وناشد د. إدريس منافذ المطارات والمواني الوقوف لهؤلاء بكل قوة حتي لا تعم البلوي ونصبح في خبر كان ونسأل الله السلامة لنا ولأبنائنا وبناتنا في كشف سترهن وعوراتهن بهذا الشكل المشين القذر.
52 إماماً للدراسة بأكاديمية الأوقاف
بدأت وزارة الأوقاف برامج تدريب الأئمة الدارسين للغات الأجنبية لإعدادهم للعمل الدعوي بأكاديمية الأوقاف.
يشارك في الدورة الأولي 52 إماماً يجيدون الإنجليزية والفرنسية والألمانية يقوم بالتدريس للائمة في الدورة أساتذة كلية اللغات والترجمة ومتخصصون من أبناء اللغة الأم.
قال الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف: إننا استطعنا نشر 9 صفحات علي شبكات التواصل الاجتماعي بتسع لغات لنشر الثقافة الإسلامية الوسطية حيث ننشر ترجمة معاني القرآن وخطب الجمعة والدروس العلمية والمؤتمرات وهي الإنجليزية والفرنسية والألمانية والصينية والكورية والألبانية والاندونيسية والروسية.
وأضاف لقد كان لهذه الصفحات ردود فعل مشجعة من خلال تواصل أبناء هذه اللغات معها وحواراتهم التي تركز في أغلبها علي معرفة حقيقة ما يشاع عن الإسلام.
وأضاف أننا في طريقنا للوصول إلي 12 صفحة باللغات المختلفة فضلاً عن الأكاديمية التي ستزودنا بمؤهلين ليس في المجال الدعوي إنما في فن التواصل والحوار.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.