** العمل النقابي عمل تطوعي نابع من إيمان القائمين عليه بأهمية دورهم في صياغة مستقبل المهنة. فما بالك إذا كانت هذه المهنة هي مهنة الصحافة. ولذا كان طبيعياً ان أتابع زيارة الدكتور إسماعيل سراج الدين يوم السبت الفائت علي خلفية توقيع بروتوكول تعاون بين مكتبة الإسكندرية ونقابة الصحفيين نتيجة للمجهود المثمر وللإرادة الثقافية التي يتمتع بها النقابي الصاعد الواعد الزميل محمود كامل عضو مجلس النقابة مقرر اللجنة الثقافية فكم اسعدتني اشادة الدكتور سراج الدين بمكتبة النقابة شكلا وموضوعاً إشادة قطعت الشك باليقين في مواجهة كل من يشكك في ملحمة إعادة تأسيس وتطوير مكتبة نقابة الصحفيين حتي اصبحت علي غرار المكتبات المتميزة ودعوني أفاخر بجهدي المتواضع في تلك الملحمة إبان تلك الفترة التي تولي خلالها الاستاذ حمدين صباحي الاشراف علي اللجنة الثقافية بالنقابة. وأخذ علي عاتقه تحمل مسئولية إعادة تأسيس المكتبة علي أحدث الأساليب العلمية كانت العقبة الاساسية التي واجهت حمدين تكمن في الغياب الجبري لمديرة المكتبة حيث كانت ترقد طريحة الفراش بمستشفي الهلال الأحمر بالقاهرة علي اثر تعرضها لحادث سيارة بشع اجرت علي اثره عدة عمليات جراحية استدعت وجودها بالمستشفي لمدة عام كامل بمطلع الألفية الثالثة وكانت وحدها الملمة بكل صغيرة وكبيرة تتعلق بمقتنيات المكتبة. ** دفعتني المسئولية الأدبية والأخلاقية والصحفية والإنسانية إلي المضي في تحقيق أمنية مديرة المكتبة لاستكمال عملية إعادة تأسيس المكتبة وتطويرها لسببين رئيسيين: أولهما: ان هذه الفتاة الخلوقة المتدينة الدءوبة المعطاءة الطموحة التي اصرت علي دراسة علم المكتبات وحصلت علي دبلومة الدراسات العليا فيه بتقدير جيد جداً من أكبر جامعات مصر وهي شقيقتي وابنتي وصديقتي في آن الاستاذة حسنية القاضي. ثانيهما: ان مسئول اللجنة الثقافية المشرف علي عملية التأسيس والتطوير هو صديقي الذي اعتز به المناضل الثوري والقامة الفكرية والصحفية "حمدين صباحي" قبل ان يرتفع سقف طموحاته إلي افق عليا وبناء عليه قرر صباحي تشكيل لجنة مصغرة برئاسة العبد الفقير لله. وعضوية الاستاذة هالة نوح أمينة المكتبة. وعامل الخدمات المعاونة مصطفي سلامة والحق أقول ان كلاً منهما تحمل فوق طاقته لمساعدتي في أداء مهمتي لفرز ما بين ثلاثمائة إلي خمسمائة كتاب أكل عليها الزمن وشرب. وكم كانت مهمتي بالغة الصعوبة بامتداد ثلاثة أشهر استخدمت خلالها الكمامات الطبية أثناء عملية الفرز واعانني الله علي أداء مهمتي بموضوعية وأمانة حيث حددت الكتب القيمة والنادرة التي يجب الحفاظ عليها وترميمها أو تجليدها. ليس فقط بل استعنت بالزميل عصام عمران في استصدار قرار من وزير الثقافة بعمل اللازم علي الفور ورغم المعاناة النفسية بسبب حادث شقيقتي إلا اني أديت المهمة المكلف فها بحرفية عالية شهد بها الجميع.. جدير بالذكر اني قمت بعملية الفرز بمفردي تحت الأرض وتحديداً في بدروم نقابة المهن الطبية المقر المؤقت لنقابة الصحفيين قبل الانتقال إلي المبني التاريخي للنقابة بشارع عبدالخالق ثروت بوسط القاهرة وتعد تلك الفترة العصيبة من مسيرتي الصحفية جزءاً من عطائي للمهنة الجليلة ويكفيني شهادة الزميل كارم محمود سكرتير عام النقابة السابق بأن ما قمت به انجاز تاريخي في العمل النقابي. ** آخر كلام جسدت اشادة الدكتور إسماعيل سراج الدين بعملية تأسيس وتطوير مكتبة "نقابة الصحفيين" مشهد النهاية لمشروع ثقافي كبير يرتبط باسم نقابة الصحفيين وإذا كانت الاشادة من مثقف نبيل بحجم الدكتور سراج الدين فإن الاشادة والتقدير ايضا يصبان في خانة العديد من الكتاب الصحفيين الذين دعموا واشرفوا علي تلك الملحمة النقابية وسوف القي الضوء علي عظيم دورهم في مقال آخر بإذن الله إلي جانب الاشارة للمقتنيات الثمينة بمكتبة نقابة الصحفيين وللحديث بقية.