لأول مرة في تاريخ السكة الحديد ترفع الهيئة أسعار تذاكر قطارات الغلابة والمطحونين فجأة وبدون مقدمات إلي 150% وتلغي قطارات الضواحي لتستبدلها بأخري مطورة ومميزة وكأنها تحاول استفزاز الركاب قبل ذكري ثورة 25 يناير دون أن تقدم ما يبرر تلك الزيادات علي الاطلاق. كما قامت بإلغاء جميع خطوط الضواحي علي مستوي الجمهورية واقتصارها علي خطين فقط هما "الإسكندرية - أبوقير" و"شبين القناطر الجبل الاصفر رغم أن محافظتي الجيزة والقلوبية تقعان ضمن نطاق القاهرة الكبري مما تسبب في استغلال سائقي الميكروباص والميني باص للموقف فرفعوا الأجرة وأجبروا الركاب علي اضافة راكب علي كل كرسي حتي لا تتساوي أجرة الميكروباص الحر مع القطار المدعم خاصة في المسافة الواقعة بين القاهرة وشبين القناطر أو القاهرة وضواحي الجيزة. والاغرب من ذلك التصريحات المتعاقبة من مسئولي الهيئة لتبرير تلك الزيادات لإجبار الركاب علي قطع التذاكر من المحطات لتقليص خسائر الهيئة التي تقترب من حاجز ال5 مليارات سنوياً رغم عدم وجود أي مكاتب أو شبابيك أو موظفين متخصصين لقطع التذاكر بالمحطات ماعدا محطتي كوبري الليمون بالقاهرة وشبين القناطر فقط ولا يعملان سوي دقائق معدودة ويتعللون دائما بسقوط السيستم أو إغلاق الجهاز مما تسبب في إعادة الطوابير مرة أخري علي شبابيك التذاكر. يقول جمعة رزق سلامة - موظف بالمؤسسة العمالية - أركب قطار الشرق منذ أكثر من 20 عاماً ونعاني الأمرين في الشتاء بسبب الابواب والشبابيك المكسورة وفي الصيف بسبب الزحام الشديد الذي يصيبنا بالاختناق ورغم أننا رضينا بالهم لكن الهم مش راضي بينا ففوجئنا بزيادة مجنونة وتصريحات بلهاء في وسائل الإعلام تحاول تبرير تلك الزيادة التي لا محل لها من الاعراب إلا أنها محاولة ناجحة من الطابور الخامس لضرب إنجازات الرئيس السيسي في مقتل برفع سعر التذكرة من 75 قرشاً إلي 250 قرشاً القطار الذي يطلق عليه مجازاً أنه مميز بزيادة تفوق ال175%. يضيف وحيد هاشم عليوة الموظف بشرطة المخابز للأسف تحاول السكة الحديد استفزاز الركاب بعدة طرق أولها رفع سعر التذكرة بشكل مبالغ فيه وثانيا بتقليل عدد العربات التي وصلت إلي 4 عربات في بعض المواعيد الهامة خاصة القطارات القادمة من محافظة الشرقية وتصل شبين القناطر في السابعة و10 دقائق والسابعة والنصف والثامنة إلا ثلث رغم أنه كان من الاجدي توفير عدد كبير من العربات في القطار الواحد يصل إلي 12 عربة وإلغاء مواعيد أخري لتوفير السولار والعاملين بتلك القطارات وتقليص الخسائر التي يتشدق بها العاملون بالهيئة. يشير عبدالحكيم رتيمة من قرية كفر طما إلي حدوث أزمات يومية طاحنة بين الركاب والكمسارية الذين يرفضون دفع الأجرة بعد الزيادات المجنونة التي فرضتها الهيئة بدون دراسة حيث يعتقد الجالسون في المكاتب المكيفة أن تلك الزيادة ستجبر المزوغين علي سداد الأجرة لكنها للأسف فتحت أبواباً جديدة للتزويغ والهروب من الكمسارية والتسطيح والركوب علي الجرارات وتعرض الغلابة والفقراء لحوادث مميتة. ويري سيد محمد السعيد من قرية كفر شبين أن شركة مترو الانفاق أقامت عشرات الدراسات لرفع أسعار المترو 50 قرشا فقط وعادت للسعر العادي وهو جنيه واحد فقط في المسافة بين المرج وحلوان وشبرا الخيمة والمنيب والعباسية والتي تفوق المسافة بين القاهرة وشبين القناطر عشرات المرات لذلك يجب علي وزير النقل إعادة دراسة تلك الزيادات المتعلقة بالقطارات مرة أخري ووضع زيادات عادلة تحافظ علي مكتسبات هيئة السكة الحديد وتقلص خسائرها وتحمي دعم الراكب الفقير ومحدود الدخل. أما محمد يسري - موظف - فيؤكد أن ركاب المسافات القريبة مظاليم والبعيدة أشد ظلما.. فالخدمات معدومة تماماً والقطارات لا تصلح لركوب المواشي والزحام لا يطاق والتنسيق بين المحطات ضرب من المستحيل حيث ينتظر القطار القادم للقاهرة في محطة شبين القناطر الآخر المغادر للقاهرة الموجود في شبرا الخيمة دون أن يحاول أحد مسئولي وضع حد لهذه المهزلة وفي النهاية نفاجأ بزيادات غير مبررة لا في خدمة أو انضباط في المواعيد. في حين يطالب محمد حبيب - موظف - بإعادة دراسة تلك الزيادة في أسعار التذاكر ورفعها بنسب سنوية علي 10 سنوات علي الاقل حيث كانت الزيادة في الوزارات السابقة لا تزيد علي 25 قرشا في المرة الواحدة أما الآن فقد ارتفعت إلي 150 قرشا للقطارات العادية و250 قرشا في المميز. ويتساءل جلال عبدالله - موظف - عن السبب وراء إلغاء هيئة السكة الحديد لقطارات الضواحي في هذه المرحلة الصعبة من تاريخ البلاد ورفع الاسعار بهذه الطريقة مؤكداً وجود أياد خفية تلعب في أمن البلاد وتحاول إثارة حفيظة المواطنين بأشكال متعددة تبدأ بتأخير مواعيد القطارات وإلغاء بعضها ورفع الاسعار بشكل مبالغ فيه دون إعداد أي دراسات مسبقة والحجة تقليل الخسائر. ويري ش.أ كمساري بالقطار أنه فوجي بالزيادة مثل جميع الركاب كما فوجئ بردود غريبة من المسئولين في الصحف والذين أكدوا عدم وجود أي زيادات علي أسعار التذاكر بالمخالفة للواقع وكان ينتظر من المسئولين الدفاع عن تلك الزيادة بأساليب أفضل من الافكار الذي يلمسه كل راكب في القطار. أما الحاج سمير صبحي أبوشامة عضو مجلس النواب عن دائرة شبين القناطر فيؤكد أن من حق السكة الحديد أن تحافظ علي إيراداتها لكن يجب أن تكون الزيادة معقولة ولا تضر بالبسطاء أو محدودي الدخل خاصة أن جميع ركاب تلك القطارات من البسطاء وكان من الافضل عمل دراسات حول تلك الزيادات قبل طرحها بأسلوب الأمر الواقع واللي مش عاجب يخبط دماغه في الحيط لذلك سيكون أول استجواب في مجلس النواب عند انعقاد أولي جلساته لوزير النقل حول تلك الزيادات وأسبابها وعوائدها علي الهيئة وتأثيرها علي المواطن البسيط خاصة أنها جاءت في توقيت صعب للغاية يعمل فيه الجميع لصالح مصر ولكن توجد قوي تحاول شحن النفوس بطرق عشوائية وبآليات تنفيذ بعيدة عن الواقع تماما لذلك سنحاول بقدر الامكان إعادة الأمور إلي نصابها الصحيح لنحافظ علي هيئة السكة الحديد وأصولها وعوائدها ونحافظ في الوقت ذاته علي محدودي الدخل الذين وضعوا ثقتهم في مجلس النواب وأعضائه.