البيزنس ليس له وطن مقولة شهيرة تعبر عن ان رأس المال يذهب أينما كان هناك مكسب ورجال المال يبحثون عن المكسب في أي مكان علي الكرة الأرضية بعيدا عن أوطانهم وهذا لا يعني أن رجال المال والاعمال ليس لديهم انتماء لأوطانهم ولكنها فرص تتاح لهم لتحقيق المزيد من الربح. تذكرت هذه المقولة وانا في مؤتمر صحفي عقده رئيس مؤتمر المناخ في باريس لكي يشيد بالقطاع الخاص في العالم ورجال المال الذين سحبوا استثماراتهم التي تلوث البيئة والتي تقدر بالمليارات عندما سمعوا ان هناك خطراً يهدد بفناء الكون إذا ازدادت انبعاثات غازات الاحتباس الحراري في الهواء لانها تتسبب في ارتفاع درجة حرارة الأرض وقرروا التحول إلي استثمارات جديدة آمنة مع المناخ وتعتمد علي الطاقات الجديدة والمتجددة علي الرغم من ان تكلفتها اضعاف مضاعفة لاستثماراتهم التي كانت تعتمد علي الوقود الاحفوري. المثير للاعجاب ان رجال الاعمال الذين تخلوا عن ملياراتهم من اجل انقاذ البشرية معظمهم في أوروبا وأمريكا وهي بلاد لم تعان بعد من مخاطر التغيرات المناخية مثل بلدنا ولكنه الاحساس بالاخر اينما كان والاحساس بالمسئولية الاجتماعية والانسانية تجاه البشرية. بمقارنة سريعة بين موقف رجال المال والأعمال في بلدنا المهددة اكثر من غيرها من بلاد العالم بمخاطر التغيرات المناخية والتي بدأت تظهر بالفعل في مناطق عديدة مثل الجفاف والامطار والسيول التي شهدناها جميعا وموقف اقرانهم في العالم المتقدم نجد الصيحات وأوراق الضغط العديدة من رجال المال في مصر عندما قررت الحكومة رفع الدعم عن اسعار الطاقة المستخدمة في المصانع والضغوط التي مارسها رجال الاعمال لاستخدام الفحم كوقود في الصناعة رغم مخاطره علي البيئة وصحة المواطنين. بالتأكيد رجال الأعمال والصناعة في مصر علي دراية بجميع المخاطر ولكنهم لا يعنيهم إلا المكسب الذي يدخل جيوبهم ولتذهب البيئة والشعب إلي الجحيم بدليل أن كثيراً من المصانع لديها فلاتر لتنقية الانبعاثات ومحطات لمعالجة التلوث الصناعي لأن قانون البيئة يلزمهم بذلك وحتي وقت قريب كانت معظم المصانع ملتزمة بالقانون وبعد ثورة يناير وتفشي الفوضي وغياب الشرطة عن المراقبة وغياب الحكومة عن المحاسبة توقفت الفلاتر عن العمل وتوقفت المحطات عن المعالجة. اتمني أن تصحو ضمائر رجال المال والأعمال في بلدنا ومثلما ينقلون عن الغرب تجاربهم الناجحة في الصناعة ينقلون أيضا مواقفهم الإنسانية لانقاذ البشرية.