ليس من المقبول أو المتصور ونحن نبارك لخطوات التجديد في تعليمنا سواء بالمدارس أو المعاهد أو الجامعات والذي يحتاج لمزيد من الدعم باعتباره قاطرة التقدم في كافة مناحي حياتنا.. أن نتابع "تلاسنات" وتراشقات وعبارات هجومية من كبار قيادات التعليم العالي في بلادنا.. رغم ما نعاني منه من إرهاق لمشاكل تعليمية متنوعة تستوجب الهدوء والتحلي بالصبر لحلها بالعلم والمعرفة. أعتقد أن نجاحنا في مسارات التعليم المختلفة هو الطريق والسبيل الوحيد نحو تحقيق النهضة لبلادنا وبدون تعليم متميز وتربية سليمة وصحيحة لتلاميذنا الصغار.. فإننا لن نجد أجيالاً قادرة علي تحمل أعباء استمرار رفع الراية عالية وخفاقة رغم كيد الكائدين ومكر الماكرين وجحود وحقد الحاقدين!! أننا بحاجة للاحتكام إلي ضمائرنا لكافة العاملين في العملية التعليمية لضبط الأداء والتصدي للتجاوزات والمخالفات.. لأنه من غير المقبول بدلا من التعاون ومد أيدينا لبعض للتغلب علي مشاكل زحام الجامعات بالتوسع في إنشاء فروع لها لتقسيم طلابها بحيث لا يزيد أعداد أي جامعة عن 30 ألف طالب لضمان عدد تكرار صورة افتراش الطلاب للأرض للاستماع لأساتذتهم ومتابعة محاضراتهم بشكل غير آدمي أو حتي حضاري!! أعتقد أن أمام وزير التعليم العالي ورئيس الجامعة المصرية للتعليم الإلكتروني كأحد مشروعات صندوق تطوير التعليم المصري التابع لمجلس الوزراء فرصة مواتية حاليا لحل الخلافات والنزاعات بدلا من التراشق بالألفاظ والتشاحن بالكلمات علي حساب تطوير البرامج الدراسية سواء للطلاب الوافدين من الخارج أو المقيمين بالداخل لتنمية مهاراتهم وقدراتهم ورفع مستواهم العلمي بشكل ينافس زملاءهم وأقرانهم من الدارسين بالجامعات الأجنبية. إننا بحاجة إلي تطوير مناهجنا وإعادة النظر في الثقافة الورقية لجودة العملية التعليمية حيث إن تطويرها يحتاج أولا للتصدي لمن يحاربها من داخل الأسرة العلمية نفسها. كما أننا بحاجة لإعادة النظر في مسألة وجود بعض التجاوزات بمرحلة الدراسات العليا وبخاصة فيما يتعلق بإهدار مبدأ تكافؤ الفرص بين الطلاب وخاصة في بعض درجات الدكتوراه بدراسات الإعلام وثقافة الأطفال بأقسام الإعلام وثقافة الطفل. لسنا بحاجة لتفصيل الدراسة علي مقاس طلاب تربطهم علاقة أسرية مع أساتذة بعض من الأقسام العلمية للحصول علي الدكتوراه بسهولة وراحة ويسر دون مراعاة لحقوق زملائهم الذين اجتهدوا وتعبوا وسبق لهم الحصول علي درجة الماجستير وتأهلوا لهذه الدرجة العلمية!! وليس من المقبول ضرب اللوائح والقوانين الجامعية بعرض الحائط وتفويت الفرصة علي الطلاب المجتهدين من أجل توريث المناصب العلمية لطلاب بعينهم حتي ولو كانوا من المعاقين. * فعلا.. إذا دخلت "المجاملات" للعملية التعليمية.. هرب التقدم من الشباك!!