أعرب المواطنون عن سعادتهم بمبادرة "كون وجبتك" التي أطلقتها وزارة التموين مؤكدين ان الحكومة بدأت تلتفت لمحدودي الدخل ومحاولة كبح جماح الأسعار بينما تخوف بعضهم من انخفاض مستوي جودة المنتجات في مقابل السعر بالإضافة إلي أن ال 30 جنيها لا تناسب معدومي الدخل. بينما اتفق خبراء الاقتصاد علي انها مبادرة جيدة من الحكومة مطالبين أن يتم تعميمها علي الأحياء والمحافظات الفقيرة لضمان نجاحها والحد من استغلال التجار ومحاولة إنقاذ الاقتصاد ومن جانبهم أكد خبراء التغذية ان هذه الوجبات تحتوي علي جميع العناصر التي يحتاجها الجسم يومياً فهي تمثل توازنا غذائيا بمنتجات طازجة لا تحتوي علي دهون تضر بالصحة. حسني فهمي موظف يقول: أخيراً شعرت الحكومة بأصحاب الدخول المنخفضة وضمنت لهم وجبة متكاملة علي الأقل مرتين أول ثلاث كل شهر ويري ان مبلغ الثلاثين جنيها مناسب في ظل الأسعار المرتفعة وفي حالة نجاح التجربة وتعميمها ستكون صفعة قوية في مواجهة جشع التجار. صفعة للمحتكرين يشاركه الرأي أحمد السيد محاسب مؤكداً ان موجة الغلاء لا يجدي معها أي قرارات حتي أصبحت نسبة كبيرة من الأسر لا تتناول اللحوم والفراخ لشهور متتالية وجاءت هذه المبادرة لمساعدة محدودي الدخل في الوصول إلي وجبة متكاملة بسعر مناسب وعلي ربة المنزل حسن التدبير للاستفادة من هذه الوجبة مرتين أو أكثر. تضيف عفاف عبدالله ربة منزل مبادرة جديرة بالتجربة حتي أستطيع الحكم عليها فإذا كانت محتوياتها جيدة وغير فاسدة وتناسب السعر المطروح فستكون خطوة من الحكومة تستحق التقدير. وتري عطيات عمران بالمعاش ان هذه التجربة في حالة نجاحها وتعميمها سوف تجبر التجار علي تخفيض الأسعار لتصل الفائدة لجميع شرائح المجتمع ولكي تنجح يجب أن تليق محتوياتها بالمواطن وتحثه علي تكرار شرائها ومن ناحية أخري ستجبر ربة المنزل علي الالتزام بكميات تكفي وجبة اليوم فقط لأسرتها والتخلي عن الإفراط والتبذير. علي الجانب الآخر أبدي عمرو كمال طبيب بيطري تخوفه من استغلال هذه المبادرة من أصحاب النفوس الضعيفة بالمجمعات كما هو الحال في كل محاولة تقوم بها الدولة للإصلاح. لذا يجب تعميم هذه المبادرة بسلاسل المحلات الكبري المنتشرة في جميع المناطق حتي تمنع الاحتكار وتصل الميزة للجميع. ويري أحمد عبدالغني وشريف محمد ان الحل الوحيد في ضبط الأسعار هو إحكام منظومة الرقابة وتفعيل دور مباحث التموين وفرض حد أقصي لسعر كل سلعة لا يتجاوزه التاجر مطالباً الدولة بتعميم تلك المبادرة علي الأقاليم بالمحافظات فسيارات وزارة التموين والقوات المسلحة رغم ما تقدمه من خدمة ولكنها في مناطق محدودة وكذلك الكميات لا تكفي طوابير المواطنين الباحثين عن السعر الأقل. ويشير محمد أحمد عامل إلي أن مبلغ 30 جنيها قد يكون موفرا لشريحة معينة من المواطنين ولكن ما تغفله الدولة ان هناك شريحة أكبر من معدومي الدخل لا يتعدي راتبهم الشهري 700 جنيه لا تكفي باقي مصاريف الحياة اليومية بالإضافة إلي الأسر التي شطبت بند اللحوم من ميزانيتها وتعتمد علي عظام الدجاج والحيوانات للحصول علي الطعم فقط. مبادرة جيدة الدكتور محيي عبدالسلام الخبير الاقتصادي أكد ان الوجبة التي اقترحتها الحكومة مفيدة للأسرة وخطوة لمواجهة الغلاء وهو ما يفرض علي المجتمع نمطا استهلاكيا جديدا في استخدام كميات بسيطة تكفي الاحتياج فقط وعلي المحليات السعي في إنجاح المشروع فهي المسئولة عن المنظومة الجديدة وإذا نجحت المحليات سوف تقلل صافي ربح التجار من 40 إلي 45% خلال فترة بسيطة مما يساعد علي ارتقاء الاقتصاد وتقليل الأسعار وانخفاض سعر السلع 25% خلال شهرين علي الأقل بشرط أن يتم العمل في المشروع بشفافية كاملة. وعلي النقيض يري الدكتور حسين شحاتة الخبير الاقتصادي ان الاقتصاد المصري في حجرة الانعاش وهذه الفكرة تجربة لمحاولة إنقاذه فعلي وزيري المالية والتموين التعامل مع التجربة وإدراك النجاح. تشاركه الرأي الدكتورة يمن حماقي الخبيرة الاقتصادية قائلة انها مجرد فكرة وتجربة تحتمل النجاح والفشل حيث يمكن تطبيق هذه الفكرة علي المحافظات والأحياء الفقيرة لحل أزمتهم وليس علي الجميع لضمان توصيل الدعم لمستحقيه مع فرض رقابة قوية علي العاملين لعدم قيام المطاعم بشراء تلك الوجبات واستغلالها في الكسب وبهذا نكون ضاعفنا العبء علي وزارة التموين دون فائدة. ويشير الدكتور اسماعيل شلبي الخبير الاقتصادي إلي أن الوجبة بسعر جيد ولكن لابد أن يتم توفيرها في الأحياء الفقيرة والقري والمدن البعيدة وليس في المدن الكبري مثلما حدث في المجمعات الاستهلاكية التي تكون في الأحياء الراقية وبعيدة عن الأحياء الشعبية التي هي في أمس الحاجة إليها مع ضرورة أن تكون تلك الوجبات طازجة وصالحة للاستخدام حتي لا تؤثر علي صحة المواطن. الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث أكد ان هذه الوجبات تحقق تكاملاً غذائياً لاحتوائها علي البروتين الحيواني الذي يحصل عليه أفراد الأسرة من الدجاج أو اللحوم أو الأسماك كما ان هذه الوجبات تحتوي علي جميع المعادن والفيتامينات التي نحصل عليها من مكونات السلاطة الخضراء والفاكهة علاوة علي النشويات والتي تتوافر في الأرز لذا فهي وجبة متكاملة تستطيع تلبية الاحتياجات الغذائية اليومية لأي فرد. ويري الدكتور ابراهيم حامد استاذ التغذية الحيوية بالمركز القومي للبحوث انها وجبة تتوافر بها احتياجات الإنسان اليومية من بروتين وفيتامينات ومعادن وكربوهيدرات وأهم ما في الموضوع هو طريقة حفظ هذه الوجبات قبل وصولها للمستهلك وهذا العنصر متوافر لوجود ثلاجات ضخمة لحفظها كما انها مناسبة من ناحية السعر للعديد من شرائح المجتمع وتقضي علي جشع مطاعم التيك أواي.