قام مجهولون بضرب الممثلة المغربية لبني أبيضار في أحد شوارع الدار البيضاء. ذهبت لبني إلي قسم الشرطة لتسجيل الواقعة لكنهم رفضوا والأعجب من ذلك أنها ذهبت إلي المستشفي ورفض علاجها ولبني كما هو معلوم بطلة فيلم "الزين اللي فيك" للمخرج نبيل عيوش وهو الفيلم الممنوع عرضه في المغرب بقرار من وزير الاتصال "الإعلام" المنتمي لحزب العدالة والتنمية الإسلامي الحاكم هناك. المسألة باختصار شديد ان قرارات المنع الرسمي للأعمال الفنية ما هي إلا تصريح باستخدام العنف ضد العاملين في تلك الأعمال الممنوعة لأن لبني ونبيل عيوش وغيرهما متهمون بالاساءة إلي المرأة المغربية بصنع فيلم يحكي عن حياة العاهرات ومن الطبيعي أن تحكي الأفلام عن حياة كل فئات المجتمع سواء كانوا أساتذة في الجامعة أو لصوصا علي الطريق ودور السينما ان تقدم الحياة علي الشاشة بحلوها ومرها وتصوير الشرفاء والفاسدين سواء بسواء والمهم هي المقولة التي يقدمها الفيلم في النهاية أو الرؤية الفنية التي يطرحها الفيلم علي المشاهدين والتي من الطبيعي أن تكون مثيرة للجدل وإذا لم تكن كذلك.. لماذا نصنع عنها الأفلام؟ وفي مصر لاحظنا في الفترة الأخيرة عودة المتربصين بالفن إلي جرجرة المبدعين إلي ساحات المحاكم وعادت قرارات المنع للأفلام قبل أن تشاهدها الرقابة وأصبح من حق أي محام رفع قضية ضد مسلسل أو برنامج أو قصة منشورة في صحيفة مثلما حدث مع الأديب أحمد ناجي وكنا نحسب ان قانون الحسبة تم تعطيله منذ أزمة فيلم "المهاجر" للمخرج يوسف شاهين ولكن يبدو أن من الوهم اعتقاد ذلك لأن القضايا ضد الفنانين والأدباء عادت أكثر من الأول. نحن نحترم القضاء لاشك في ذلك لكن ليس من المنطقي أن نذهب للمحاكم من أجل فيلم أو أغنية أو برنامج "أبلة فاهيتا" الذي يريدون منع عرضه أيضا!! ومن الضروري تأكيد المسئولين في هذا البلد علي احترام الحريات العامة ومنها حرية الإبداع وايقاف مثل تلك القضايا حتي نقطع الطريق علي خفافيش الظلام.