دخلت مصر في مرحلة تكسير العظام بضرب الاقتصاد حتي تستطيع الدول الأوروبية التدخل في شئونها الداخلية بعد فشلها في القضاء عليها عن طريق الفتن. أكد خبراء علم النفس والاجتماع علي ضرورة تكاتف الجميع وشحذ الهمم وإخراج كل طاقاتنا لزيادة الإنتاج ومساندة الاقتصاد المصري بكل جهد للخروج من هذا النفق المظلم من خلال العمل الجاد بتغيير المنظومة الفكرية لديهم بالعمل في مجالات القطاعات الإنتاجية وترك السلبية في المقابل تقوم الحكومة بترسيخ مبدأ العدالة الاجتماعية للتصدي لجميع المحاولات لإسقاط الدولة. الدكتور عبدالحميد درس أستاذ علم الاجتماع بجامعة المنوفية ووكيل النقابة العامة للمهن الاجتماعية أن ما يحدث الآن ضد مصر ما هو إلا ناتج لمعطيات موجودة من زمن طويل وأن سياسات الغرب لن تتغير اتجاه الدول النامية لنهب ثرواتها بأي طريقة وخاصة مصر لما تتميز به وساهم في ذلك المجموعات غير المتخصصة في التحليل وتوجيه الرأي العام الذي أتاح لها الإعلام المجال للحديث عن قضايا البلد ترتب عليه كم هائل من المعلومات المغلوطة التي أدت إلي سلبية معظم أفراد الشعب وعدم الاهتمام بالعمل وإلقاء المسئولية علي الحكومة في توفير الموارد المالية دون عناء منهم. ويضيف درس أننا نحتاج إلي معركة تنوير حقيقية لكل مخلص ووطني من رجال الشعب المصري كل واحد في موقعة لتحمل المسئولية والتجرد من مصالحه الشخصية ولا يوجد لدينا غير طريق واحد هو أن ننجح في تثبيت أركان الدولة ومؤسساتها ونصل لذلك بتحقيق الفهم والإدراك للمواطن العادي وتعريفه بحجم الأخطار المحدقة بنا لتحفيزهم وإخراج كل ما لديهم من طاقات. مشيرا إلي ضرورة تكاتف كل مؤسسات الدولة المدنية والخاصة كالإعلام والتعليم والأزهر والجامعات الأهلية والنقابات العامة واشتراكهم في لغة واحدة هي الوطن ينادينا الآن وكيفية الحفاظ عليه مع السرعة والدقة والتنظيم والحسم. ويشير الدكتور أحمد زايد - أستاذ علم الاجتماع - إلي أن أهم عوامل إنجاح أي دولة وصد جميع المخططات لضربها وإسقاطها هو الثقة بين الشعب والحكومة والعمل معا من خلال منظومة واحدة وترك المصلحة الخاصة وتبني المصلحة العامة للدولة عن طريق ترسيخ مبدأ العدالة الاجتماعية لتشجيع الشعب علي العمل والإنتاج وترك السلبية التي اعتاد عليها منذ سنوات وتغيير فكرة العمل علي قدر المقابل وتوعيتهم بأن مصلحة الوطن تستوجب علينا جميعا التكاتف. ويضيف زايد أن الشعب المصري يظهر معدنه دائما وقت الشدائد وأنه علي دراية كبيرة لما يدار حوله من مخاطر ولكن يجب علي الحكومة إظهار النماذج الإيجابية باستمرار والابتعاد عن النماذج المحبطة في الدولة لكي نشجع ونحمس الجميع علي العمل والتصدي لجميع المحاولات لضرب اقتصادنا وهدم البلد بتوفير بيئة اجتماعية مناسبة للعمل دون أي ضغوط علي الشعب تجعله يتخاذل أو يترك الحكومة تعمل بمفردها فعلينا جميعا أن نعمل علي توعية الشعب وتثقيفة اجتماعيا وعمليا وتشجيع الشباب علي العمل في المجالات المختلفة التي تساعد علي زيادة الإنتاج وتغيير فكره في العمل الحكومي المضمون بل يجب أن يتأكد من الدولة ووقوفها بجواره مهما كان العمل. تشير الدكتورة إنشاد عزالدين - أستاذ الاجتماع بجامعة المنوفية - علي الرغم أن الحكومة عليها العبء الأكبر بتشجيع الشباب علي العمل وفتح مجالات وفرص عمل لهم إلا أن معظم الشباب الحاملين للمؤهلات العليا يميلون للتقاعس والعزوف عن العمل لحين وجود الفرصة السانحة بالمنصب والمرتب المجزي ومعظمهم يفضل العمل الحكومي الذي يجلس منتظرة لسنوات طويلة فيصاب بالإحباط ومن هنا تزداد البطالة فالشباب أصبح ليس لديه طموح في عمل أي شيء حتي ينجح في حياته. لذا فهي تري بأنه يجب علي الدولة أن تتبني برامج لإعادة الآمال للشباب ومساعدتهم كقيام الصندوق الاجتماعي بزيارة جميع الكليات وعرض قوائم المشاريع الصغيرة عليها ومدهم بجميع الإمكانيات وتوفير جميع الآليات لهم أيضا حتي يقوموا بعمل أفضل ما لديهم. والإعلام له دور أساسي في ذلك عن طريق بث التوعية اللازمة لهؤلاء الشباب وتحفيزهم وعرض التجارب الناجحة عليهم وأن يتم أيضا عمل ندوات لهم عن طريق التنمية البشرية لبث روح العمل فيهم والقضاء علي البطالة. وتضيف الدكتورة فاطمة عبداللطيف - رئيس قسم الأمراض النفسية بجامعة القاهرة - أنه لحث المجتمع علي العمل فإن الدور الأكبر يقع علي الدولة بتوفير مشروعات تحت إشراف وزارات متخصصة ومنها هيئات التعليم الفني التي يجب أن تقوم بالتدريب المهني لهولاء الشباب في المدارس الصناعية وتوفير الآليات اللازمة لهم لنجاح مشروعاتهم بالإضافة لقيام وزارة التضامن والشئون الاجتماعية عن طريق مشروعات الأسر المنتجة بمساعدتهم أيضا وتدريبهم أو إعطاؤهم قروضا ميسرة بدون فوائد أو بفوائد بسيطة حتي لا تثقل كاهلهم وتقوم بتسويق منتجاتهم وثالثا قيام وزارة الصناعة بتوظيفهم فيما بعد نجاح مشروعاتهم. وتضيف الدكتورة هالة حماد - استشاري الطب النفسي - أن المصريين قد اعتادوا علي العمل تحت مبدأ "العمل علي قدر المقابل" ولذلك يجب تغيير هذا المبدأ وتحريك الطاقات الكامنة داخلهم ويتم ذلك عن طريق وسائل الإعلام ورجال الأعمال والتكاتف لنجاح تلك الفكرة فمن ناحية الدولة يجب أن تقوم بعمل تدريبات مجانية للشباب عن طريق الجهات المختصة ومن جهة رجال الأعمال فعليهم مساعدة هؤلاء الشباب وجعلهم يعملون بمصانعهم وتوفير جميع الآليات اللازمة لهم ومن الناحية الأخري عن طريق الإعلام ببث الأمل والابتعاد عن نقد الأشياء لمجرد النقد والبعد أيضا عن النظرات السوداوية التي تحبط الشباب.