جاء قرار محافظ القاهرة بتطوير عزبة أبوحشيش بالشرابية وتخصيص 18 مليون جنيه للمرحلة الأولي بارقة أمل جديدة للمتضررين من احتراق منازلهم عقب ثورة 30 يونيو. بدأت المبادرة الجديدة للمحافظة بإعادة إنشاء وتشييد 12 منزلاً وإقامة بنية تحتية وتوصيل شبكات مياه وصرف صحي ورصف شوارع تستوعب التوسعات المستقبلية بالإضافة لإقامة مركز طبي وثقافي ورياضي متكامل لخدمة أهالي المنطقة. يقول نور رمضان نور الدين أحد المتضررين: لم أتوقع أن تبدأ المحافظة في الإنشاءات في هذا الوقت القياسي مشيداً بجودة أساسات المنازل البديلة التي سلمتها المحافظة لهم دون سداد أي رسوم أو رشاوي أو تعقيدات حيث تم التسليم بناء علي كشوف الحصر الأولية لحوادث الطرق خلال ثورة 30 يونيو إلا أن طبيعة التربة تسببت في خروج المياه الجوفية أسفل جدران المنازل الحديثة وبجوار كابلات الكهرباء وجاري معالجتها حالياً. يشاركه محمد أحمد - سباك صحي - قائلاً إن المركز العلاجي والثقافي بالمنطقة طوق النجاة لإنقاذ المرضي والمصابين الذين يتعرضون لمشاكل صحية في أوقات حرجة كما سيساعد المركز الثقافي علي الاختلاط بمن حولهم بالمناطق المجاورة ليكونوا قادرين علي تغيير المفهوم الشائع عن عشوائية فكر أهالي أبوحشيش. يؤكد طلعت حنفي - ميكانيكي - أن المحافظة نفذت وعودها وبقي علي أهالي المنطقة تطوير عقولهم بمركز محو الأمية والمركز الثقافي الذي يقدم الخدمات لكل الأعمار خصوصاً أنها تقدم كاملة بالمجان. تناشد بدرية عبدالقادر محمد - ربة منزل - المحافظ بالإسراع بتنفيذ باقي مخطط التطوير حيث انهار الطابقان العلويان من منزلها أثناء الحريق واندرج المنزل ضمن خطة التطوير وإعادة البناء واضطرت لهجرة عدة أشهر بعد سداد مديونية الكهرباء عقب فصل التيار عن المنزل تمهيداً لإعادة بنائه مرة أخري. يتفق معها سعيد إسماعيل منسي الذي تهدم منزله بالكامل ولم يعد يصلح للعيش ويبعد خطوات عن المنازل الموجودة بواجهة العزبة والتي تم إعادة بنائها تمهيداً لزيارة المحافظ للمنطقة ورغم إدراجه ضمن قائمة المنكوبين من ثورة 30 يونيو إلا أن فرق البناء من عمال الحي ليس لديهم إجابة حول مخطط الانتهاء من باقي العقارات. طالب حسن شكري - موظف - الجهات المعنية بسرعة اتخاذ الإجراءات اللازمة تجاه ورش المنطقة حيث يعمل أغلبية الأهالي في الخردة. والكاوتش. ويحرقونها ليلاً لاستخلاص بعض المعادن من النحاس والألمنيوم أسفل كوبري غمرة مما يؤدي إلي تصاعد الأدخنة بشكل مستمر. يضيف مايكل ميلاد - كهربائي - أن الكثير من أهالي المنطقة وخاصة الأطفال مصابون بأمراض صدرية مزمنة بسبب تلك الورش مطالباً وزارة الصحة بتوسيع نطاق المركز الطبي للأمراض المستوطنة لإسعاف المصابين بالأزمات الصدرية والتي يتزايد أعدادهم يوماً بعد يوم. يشير حمدي عبدالرازق - المهندس الاستشاري لمكتب محافظ القاهرة - إلي أن العزبة معقدة للغاية وتحتاج لتمويل ضخم لاستكمال أعمال التطوير والتأهيل وأنه سيتم النظر في مشكلات وشكاوي أهالي أبوحشيش علي أن يتم حل مشكلة الصرف الصحي والكهرباء تباعاً وأن ما حدث من تطوير هو مجرد مرحلة أولي لخطة تطوير شاملة للعزبة بالكامل تم من خلالها إنشاء بيت ثقافي وإعادة إنشاء 12 منزلاً مجاورين له مع رصف كامل لكل الطرق الرئيسية والمحيطة بالأسفلت ورفع كفاءة الإنارة بالشوارع الداخلية حيث تم تركيب 38 عمود إنارة وتم تركيب 30 حنفية حريق بالفعل بالإضافة إلي تدعيم المنطقة بشبكة حديثة لمكافحة الحريق بتكلفة تصل ل 7.17 مليون جنيه. يؤكد أن افتتاح بيت الثقافة في أبوحشيش سيكون له دور فعال حيث يقدم خدمات فنية وثقافية وخدمات محو أمية بالإضافة إلي المركز الطبي المتكامل والمركز الرياضي المقدمين كمنح مجانية من الوزارتين المعنيتين. يضيف أن الهيئة الهندسية في القوات المسلحة تحملت أعمال تطوير المرحلة الأولي كاملة بميزانية الدولة مشيراً إلي أنه سيتم بحث التمويل اللازم لبدء المرحلة الثانية لتطوير البيوت في الشوارع الداخلية حيث إنها من الأماكن الأكثر تعقيداً واحتياجاً للتطوير وأن مخطط التطوير الذي تشهده عزبة أبوحشيش بحدائق القبة يشمل عدداً من الأنشطة والخدمات التي تهدف إلي رفع كفاءة متطلبات المنطقة عمرانياً واجتماعياً واقتصادياً مع رفع كفاءة شبكة الصرف الصحي القائمة بطول 3100م وإقامة وتجهيز ملاعب رياضية للشباب واستغلال المساحات الخالية أسفل الكوبري في إنشاء سوق تجاري حديث لخدمة أهالي المنطقة. وعن خدمات المركز الصحي يؤكد هاني نعيم - الطبيب المسئول عن المركز - أن الهدف من المركز تقديم خدمات طبية تشخيصية وعلاجية للأمراض المتوطنة ومكافحة القواقع الناقلة للأمراض المتوطنة بمعرفة الإدارة العامة للتجهيزات الطبية والهندسية بوزارة الصحة كونها الجهة المشرفة علي التنفيذ. يشمل المركز عيادة للكشف علي المريض ومعملاً للتحاليل الطبية يحول له المريض في حالة احتياجه لذلك بنفس تذكرة الدخول التي لا تتعدي 125 قرشاً ويصرف العلاج بالمجان من صيدلية المركز مع إمكانية تحويل الحالات الحرجة للمستشفيات العامة المجاورة كالدمرداش ومنشية البكري مضيفاً أن المركز مجرد استكمال للوحدة الصحية المتكاملة لعزبة أبوحشيش.