لسنا بحاجة إلي إعلام خارجي يستهدف إعلان حرب شعواء بملء الفراغ الهوائي أو الفضائي أو حتي الورقي بأخبار ومعلومات مغلوطة عن انتخاباتنا البرلمانية لمجرد التشكيك في العملية الانتخابية وإشاعة جو من السلبية في المرحلة الثانية من التصويت والتي ستجري خلال أسابيع محدودة لمجرد إفساد فرحتنا باكتمال أركان الدولة المصرية الحديثة بعد أن عبرنا المرحلة الثالثة والأخيرة بسلام من خارطة الطريق. وليس من المتصور أن تتبني بعض من القنوات الأجنبية والمعروفة بالعابرة للحدود لوجهة نظر واحدة دون أن تستمع للرأي والرأي الآخر رغم أنها تدعي تمسكها بديمقراطية الإعلام!! ومن المؤكد أننا نستفتي علي برامج وأحزاب ومرشحين ونختار نواباً لبرلمان 2015 ولا نستفتي علي الرئيس.. كما أنه من المتصور أن الخمس سنوات القادمة سوف تفرز إنتاجاً سياسياً جديداً من حيث تواري وتلاشي واختفاء أحزاب واندماج أحزاب أخري وبروز أحزاب جديدة لم تكن معروفة من قبل في الساحة الساسية لتدخل حلقة السباق باعتبارها حصان الرهان للمرحلة القادمة. ومن أبرز ما ركزت عليه بعض من وسائل الإعلام الخارجية المغرضة ما ذكرته من ضعف الإقبال في المرحلة الأولي للعملية الانتخابية رغم عدم إدراكهم بقيام اللجنة العليا للانتخابات بتوسيع ومضاعفة عدد اللجان الفرعية بحيث بلغت نحو 13 ألفاً و485 لجنة وهو ما يقارب عدد لجان الانتخابات الرئاسية فقط مما ساهم في اختفاء الزحام أو طوابير الانتخابات. وليس من المعقول أن يتم التشكيك في نسب المشاركة طالما أن هناك ممثلين عن المرشحين بداخل كل لجنة يراقبون ويتابعون عملية التصويت والاقتراع بداخل الصندوق لحظة بلحظة وبالتالي من المتوقع أن ترتفع نسبة التصويت في المرحلة الثانية للانتخابات البرلمانية والتشريعية بحيث تتجاوز ال 26% ليضرب بذلك الناخب المصري أرقاماً تم تسجيلها في كبري الدول المتقدمة حيث بلغت نسبة التصويت في الانتخابات الأمريكية العام الماضي نحو 32%. ومن أبرز المؤشرات الإيجابية للمرحلة الأولي للانتخابات والتي نتمني أن تسود في المرحلة الثانية ما هو متعلق بغياب العصبيات في محافظات الصعيد حيث اختفت وجوه بعض المرشحين من القبائل الصعيدية من ساحة المنافسة عند فرز الأصوات.. ولأول مرة يتم ترجمة الوحدة الوطنية علي أرض الواقع ومن داخل الصندوق بعد أن خرج الناخبون المسلمون من منازلهم للتصويت في الإعادة علي اثنين من أشقائهم المسيحيين والمرشحين للانتخابات البرلمانية في جو اتسم بالحب والتفاؤل والتعايش بين نسيجي الأمة. ولأول مرة أيضاً تحقق 5 سيدات إنجازاً وإعجازاً في تاريخ الانتخابات البرلمانية ويتحدين النفوذ المالي السياسي ويحقق أرقاماً قياسية في التصويت ليحجزن بمجهودهن 5 مقاعد مبكرة تحت قبة البرلمان القادم. كما تراجع نصيب كل من يمسك العصا من الوسط ولم يحظ بالرصيد الوافر من أصوات الناخبين داخل صندوق الاقتراع ولم يعد هناك مكان تحت قبة البرلمان لمن يتمسك بالعبارات الرنانة وأصبح المكان والمقعد مقصوراً علي المرشح الملتصق بالناخب. وأخيراً.. لمست في لقائي مع الشباب بمركز النيل للإعلام ببورسعيد رغبة في المشاركة الجادة بشرط معرفة وتوافر معلومات كافية عن المرشحين بكل دائرة من دوائرهم نظراً لتعدد المرشحين وبالتالي المسألة مطروحة مستقبلاً أمام اللجنة العليا للانتخابات للتوفيق في السيرة الذاتية لكل مرشح لطرح برنامجه علي موقع اللجنة للاسترشاد واستفادة الناخب من هذه المعلومات الصحيحة للتصويت علي من يرونه مناسباً لهم ويحقق طموحاتهم في الحصول علي فرصة عمل شريفة دون حاجة للواسطة أو المحسوبية!!