بثت وسائل الإعلام الروسية البيان الصادر عن الكرملين والذي يشير إلي الاتصال الهاتفي الذي تم أمس الأول بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي والروسي فلاديمير بوتين وتم خلاله الاتفاق علي التعاون المشترك للتأكد من سلامة إجراءات الأمن في المطارات المصرية بما يسمح بسرعة رفع الحظر الروسي علي الطيران في مصر. وحرصت قنوات التليفزيون المختلفة بما في ذلك القناة الأولي بالتليفزيون الروسي وكذلك "روسيا 24" والإخبارية "فيستي" والخاصة "إن تي في" ومجموعة "روسيا اليوم" وغيرها علي بث رسائل عن حركة السفر في المطارات الروسية حيث أشارت إلي أن لوحات الإرشاد في المطارات الروسية قد خلت أمس من الإشارة إلي وجود رحلات إلي مصر كما ان الطائرات التي أقلعت كانت خاوية حيث توجهت إلي مصر لنقل السياح من هناك وتضمنت الرسائل استقراء لآراء المواطنين الروس والتي تراوحت ما بين التعبير عن الرضاء من سرعة تحرك الشركات وطرح بدائل عن السفر إلي مصر وهي في الأغلب تركيا التي بادرت علي الفور بإبداء استعدادها لاستقبال السياح الروس وما بين تعبير البعض عن الاستياء من قرار السلطات الروسية حيث أكد عدد من السياح ان التفجيرات والحوادث بما في ذلك الإرهابي منها يقع في الولاياتالمتحدة وفرنسا وإيطاليا وبريطانيا وكذلك روسيا وغيرها من الدول وحتي تركيا التي تطرح نفسها بديلاً عن مصر ومع ذلك لا يتم منع الناس من السفر إلي هذه الدول وأشار عدد كبير من السياح الذين يستجمون في مصر إلي أنهم سوف يواصلون رحلاتهم بشكل عادي حتي نهاية الرحلة. وكانت شركات السياحة الروسية قد اقترحت علي زبائنها قضاء عطلاتهم في منتجعات تركية بدلاً من التوجه إلي مصر وذلك بعد تعليق روسيا لكافة رحلاتها الجوية إلي مصر حتي تحديد سبب سقوط الطائرة المنكوبة. كما تضمنت الرسائل التي بثتها المحطات التلفزيونية الروسية آراء البعض ممن يقول انه إذا كان المواطن لا يدري مصلحته فعلي السلطات أن تتخذ القرار الذي يحقق هذه المصلحة وأعقب ذلك علي الفور آراء بعض المواطنين فيما يبدو كرد علي هذه الأقوال حيث أكد المواطنون العائدون لتوهم من مصر ان الأمور هناك هادئة وانهم استمتعوا بالجو هناك والمياه والخدمات الجيدة ولدي العودة كانت الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية صارمة من حيث التفتيش الدقيق واليقظة ومع ذلك لم يصادفوا المضايقات في هذه المطارات كما أعرب البعض عن دهشتهم من قرار حظر الطيران إلي مصر. وكانت قناة "رين.تي.في" الخاصة قد بثت تقريرا مطولا استعانت فيه بعدد من الخبراء حيث تناولت فيه في البداية آراء المواطنين الروس والتي أظهرت ان شيئاً لا يخيفهم ولا يثنيهم عن الاستجمام خاصة في مصر وذلك بسبب ما تتمتع به مصر من عوامل للاستمتاع بما في ذلك المناطق الأثرية والشواطئ والمناخ الجيد وبطبيعة الحال رخص أسعار الرحلات ثم انطلقت القناة من هذه العبارة لتطوير التقرير علي اعتبار ان رخص السعر ينعكس علي أمن المواطن مشيرة إلي أن الشركات عندما تقلل من الأسعار فغالباً أن ذلك يكون علي حساب أحد البنود بما في ذلك حالة الطائرة. وعلي الصعيد الصحفي أعربت صحيفة "كومسومولسكايا برافدا" عن دهشتها من الطابع المفاجيء للقرار الروسي بحظر الطيران إلي مصر حيث تشير إلي أنه قبل يوم واحد من القرار التقي رئيس الوكالة الفيدرالية الروسية للسياحة أوليج سافونوف مع السفير المصري في روسيا محمد البدري وأكد له ان روسيا ليس لديها أية نية لإصدار توصيات بفرض قيود علي السياحة الروسية إلي مصر وهو ما أكدت عليه الخارجية الروسية أيضاً ولكن سرعان ما رفع رئيس الجهاز الفيدرالي للأمن في روسيا ألكسندر بورتنيكوف بتقرير أمني وتوصيات إلي الرئيس الروسي حول سلامة الطيران في مصر وهو ما وافق عليه الرئيس الروسي. ومن جانبها انتقدت صحيفة "موسكوفسكي كومسوموليتس" البطء الذي اتسم به اتخاذ القرار في روسيا حيث نوهت علي ان الرئيس الروسي قد اتخذ القرار بناء علي تقارير ومعلومات خارجية بسبب تضارب التقارير الداخلية لوجود تنافس وتعارض في مصالح ووظائف اللجنة المشتركة للطيران وسلطات الطيران في روسيا حيث يبدو ان كل من هاتين السلطتين يعمل في اتجاه معاكس ولا هدف له سوي إثبات نفسه وعجز الطرف الآخر. ونوهت وكالة وصحيفة "فزجلياد" إلي انه بدون شك ان قرار منع الطيران الروسي علي مصر سيكون له تداعيات خطيرة علي شركات السياحة الروسية وأخطر بكثير علي الاقتصاد المصري حتي وان كان القرار يحمل الطابع المؤقت لحين التأكد من سلامة الإجراءات الأمنية في المطارات المصرية وأكدت انه لو تركت مصر لمصيرها هكذا خاصة مع عدم التأكد حتي الآن من انه وراء حادث الطائرة عمل إرهابي فسيكون هذا بمثابة انتصار للإرهاب وترك مصر بمفردها في مواجهة هذا الخطر.