انتخابات هذا العام مختلفة وذات طعم خاص فعدم إقبال الناخبين عليها أهم الظواهر التي تحتاج إلي الكثير من المراجعة والدراسة فالشعب غير مهتم لماذا؟ سؤال يحتاج إلي اجابة ودراسة. فهل الناس زعلانة بسبب الأوضاع الاقتصادية الصعبة التي نعاني منها الآن؟رغم محاولات الرئيس الخروج بمصر من دائرة الخطر الاقتصادي وبدون معاونة فعالة من الحكومة أو الوزراء أو المحافظين فالرئيس يعزف منفرداً والمعاونة ضعيفة حتي من الشعب في بعض الأحيان فإننا إذ لم نعمل بجهد واخلاص للخروج من نفق الفشل الاقتصادي فلا أمل. فالإصلاح الاقتصادي لا يأتي في يوم واحد ولا بجهد شخص واحد إنما هو عمل مشترك بين كل طوائف المجتمع من الرئيس إلي العامل والفلاح وأصغر موظف في الدولة فكل عمل تقوم به الدولة مهما كان عظيماً تستطيع البيروقراطية والرشوة القضاء عليه فالمشروعات العملاقة لن تنجح بدون منظومة عمل حقيقية يشعر فيها الجميع بالمساواة ويعرف الجميع حقوقه وواجباته. والمشكلة الأخطر في الانتخابات الحالية هي المصالح الشخصية التي تسيطر علي فكر العديد من المرشحين فنسبة كبيرة منهم يضعوا مصالحهم وأهدافهم الشخصية في المقام الأول قبل المصلحة العامة فلا يهم مدي تأهل أي منهم لصفة نائب تحت القبة يشرع أو يراقب انما الأهم انه لديه المال للنجاح علي حساب أصحاب الفكر والشباب فالغلبة للمال والعزوة وهنا تكمن المشكلة الرئيسية في هذا البرلمان انه ليس برلمان أحزاب وبرامج إنما هو برلمان أشخاص أصحاب مال وعزوة لهم أهداف فردية وليس برامج جماعية لتنمية مصر. كما ان غياب الأحزاب السياسية عن الساحة ظاهرة أخري تحتاج الدراسة أيضاً فاختفاء حزب النور وحزب الوفد وغيرهم من الأحزاب أمر يؤكد ذكاء الناخب في قراءة الخريطة السياسية وحقيقة الأحزاب في الشارع فإذا سألت أي مواطن عن البرنامج الانتخابي لا حزب فإنه لا يعرف شيئاً عنها حتي انها أصبحت غير مهمة حتي للحزب نفسه فقل لي أي من أحزاب مصر شرح للشعب برنامجه الانتخابي الذي يخوض علي أساسه الانتخابات للأسف لا الكل همه الحصول علي أصوات الناخبين بأي وسيلة غير الاقناع فقط نفس أساليب الحزب الوطني لذا فإنه من الطبيعي أن يعود أعضاء الحزب الوطني للظهور مرة أخري علي الساحة ولكن للأسف أيضا من الطبيعي أن يمتنع الناخب المصري عن الذهاب إلي صناديق الانتخابات طالما ان النخبة السياسية لم تحترم عقله وذكاءه. ورغم كل ذلك فإنني ضد السلبية وعدم المشاركة لأن ذلك يسمح للكثير بالدخول إلي المجلس رغم عدم رضاء الشعب عنهم فالأفضل المشاركة واختيار الأفضل بدلاً من ترك الساحة لأصحاب المال والنفوذ في تقرير مصير 90 مليون خاصة ان مصر مستهدفة من الخارج والداخل والكثير يرغب في إفشال مصر وتحويلها إلي سوريا أو ليبيا جديدة ولن يحمي مصر إلا أبناءها الشرفاء والتعاون الدائم والمخلص بين الشعب والجيش ضد هذه الأخطار التي تحاك بمصر ولكن يجب أن نقف جميعاً صفاً واحداً ضد من يريد أن يدمر مصر سواء كان الإخوان وأصحاب الأجندات الدينية أو رجال الوطني الراغبين في العودة للوراء واحياء النفوذ والجاه مرة أخري للسيطرة علي مقدرات هذا الشعب لمصالحهم الشخصية. فقط أدعو الله أن ينجي مصر من كل هذه الويلات والمتربصين بها من كل جهة وان يلهم شعبها الطريق الصحيح.