لازم أنزل وأشارك في الانتخابات البرلمانية.. ليس من أجل مجاملة لشخص المرشح كونه أحد الأقارب أو المعارف فتسبقني النزعة القبلية والعصبية عن النزعة الوطنية.. وليس لأني انتظر منه خدمات سواء شخصية لي ولأولادي أو حتي خدمات عامة لأبناء منطقتي.. وبالطبع لن أشارك من أجل بيع صوتي الانتخابي للحصول علي مقابل مادي.. فصوتي بالتأكيد ليس للبيع. وأيضاً لن اختار المرشح كثير الكلام قليل الأفعال.. والمتواجد في دائرته فقط وقت الانتخابات وبعد ذلك يبحث عنه الناخبون ولا يجدوه.. أو المرشح الذي يعارض الحكومة من أجل المعارضة من قبل الوصول لكرسي البرلمان حتي يظهر وكأنه المدافع عن الشعب في حين انه اختار الطريق السهل وهو "المعارضة".. أو المرشح المؤيد للنظام علي طول الخط من قبل "ما يعرف الحكاية" والذي ينسي نفسه دائماً بأنه نائب الشعب وليس نائب النظام. لكن سوف أنزل وأختار النائب الوطني والذي يعمل من أجل أبناء هذا الشعب فقط.. فمصلحته الشخصية في آخر اهتماماته.. دائماً يفكر في الأمور بنظرة أشمل وأعم.. فإذا شكوت له مشكلة ابني في المدرسة.. يفكر في القوانين والتشريعات إلي سوف يتبناها "بعد فوزه" لحل هذه المشكلة وكل مشاكل التعليم التي تواجه العملية التعليمية في مصر. بالطبع لن اختار المرشح الذي يستخدم الدين من أجل الوصول لأهدافه السياسية.. والدين بالنسبة له "مطية" للوصول لأغراضه الأخري التي لا نعرفها.. وأيضاً لن اختار المرشح الآخر الذي يشكو من مرشحي "الأحزاب الدينية" وهو يستخدم نفس أساليبهم من أجل الوصول لأهدافه. لن أختار "الوجوه القديمة".. وهم معروفون بالاسم.. ليس لانهم كانوا من قبل ضمن مرشحي الحزب الوطني السابق.. ولكن لانهم كانوا نواباً سابقين ولم يفعلوا شيئاً لصالح المواطن.. وأيضاً لأنهم صفقوا للباطل ورفضوا حتي الصمت عندما رأوا الحق بأعينهم بل "ضحكوا عليه". الوطن الآن في أشد الحاجة إلي وجوه جديدة من أجيال الشباب والمرأة لا تعرف الخوف من أي فاسد مهما علا شأنه ولا تتخذ النفاق طريقاً للوصول لرئيس أو خفير.. لديها الكثير من الحلول لأي مشكلة.. فلو اعترض أحدهم علي الحكومة يقدم لها البدائل الممكنة والمتاحة فوراً.. ويعترف بخطئه ويصدع بالحق دون "لف ودوران". عدم النزول والمشاركة في الانتخابات معناه نجاح كل من لديه المال أو "العزوة" وكل من لديه القدرة علي الحشد وبالطبع هم معروفون.. فترك الساحة لهم وتنازلك علي حقك الدستوري "المشاركة في الانتخابات" هو تسهيل لعملية الوصول لغرضهم وهو "الكرسي". الوطن الآن يمر بلحظات فارقة ويحتاج إلي نواب بصفات خاصة.. لديهم من الوعي ما يمكنهم من حل معظم مشاكلنا التي نعاني منها من خلال الخروج بتشريعات وقوانين تصب في صالح الوطن والمواطن حتي يخرج من هذا النفق الموحش.. لا من أجل التكويش و"التهبيش" والحصول علي مكاسب خاصة. بسرعة: مصرتستحق أكثر من ذلك.