«المصرى اليوم» تحاور المكرمين باحتفالية «عيد العمال»: نصيحتنا للشباب «السعى يجلب النجاح»    عيار 21 الآن بعد الزيادة الكبيرة.. أسعار الذهب والسبائك اليوم الإثنين 5 مايو 2025 بالصاغة    العالم بعد منتصف الليل.. غزة تحترق وتل أبيب تعيش ليلة مرعبة وإغلاق مطار في موسكو    الأمم المتحدة ترفض خطة إسرائيلية بشأن المساعدات إلى غزة    «يا خلي القلب» و«أيظن».. الأوبرا تحيي ذكرى رحيل عبد الوهاب على المسرح الكبير    هل عملية إسرائيل الموسعة في غزة مرهونة بجولة ترامب في الشرق الأوسط؟    العشق الممنوع وراء واقعة العثور على جثة فتاة مجهولة بالفيوم    الدولار ب50.68 جنيه.. سعر العملات الأجنبية اليوم الاثنين 5-5-2025    100 ألف مشارك في حفل عمرو دياب بدبي (صور)    15 شهيدا و10 مصابين إثر استهداف إسرائيلى لثلاث شقق سكنية غربى مدينة غزة    أشرف نصار ل ستاد المحور: توقيع محمد فتحي للزمالك؟ إذا أراد الرحيل سنوافق    كواليس حضور زيزو لتدريبات الزمالك    45 دقيقة متوسط تأخيرات القطارات على خط «طنطا - دمياط».. الاثنين 5 مايو    رويترز: ترامب يدرس تعيين ستيفن ميلر مستشارا للأمن القومى    لا أستبعد الخيار العسكري.. ماذا قال ترامب عن ضم جزيرة جرينلاند؟    زوج شام الذهبي يتحدث عن علاقته بأصالة: «هي أمي التانية.. وبحبها من وأنا طفل»    عمرو دياب يُحيى حفلا ضخما فى دبى وسط الآلاف من الجمهور    زي الجاهز للتوفير في الميزانية، طريقة عمل صوص الشوكولاتة    ادعى الشك في سلوكها.. حبس المتهم بقتل شقيقته في أوسيم    قصور الثقافة تواصل عروض المهرجان الختامي لنوادي المسرح 32    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    تفاصيل اتفاق ممثل زيزو مع حسين لبيب بشأن العودة إلى الزمالك    وكيل صحة شمال سيناء يستقبل وفد الهيئة العامة للاعتماد تمهيدًا للتأمين الصحي الشامل    التحريات تكشف ملابسات وفاة شاب إثر سقوطه من الطابق الرابع    مصرع شخص وإصابة 7 في مشاجرة طاحنة بقرية نزلة حسين بالمنيا    اعتقال مسئول حكومي بعد انفجار الميناء "المميت" في إيران    ردا على نتنياهو، الحوثيون: إخطار منظمة الطيران واتحاد النقل الجوي بقرار الحظر الجوي على إسرائيل    رئيس محلية النواب يستنكر فكرة تعويض المستأجرين بمساكن بديلة    وكيل إسكان النواب: ترقيم العقارات ينهي نزاعات الملكية ويُسهل التصدير    شوقي غريب يقود المريخ للفوز الثاني على التوالي بالدوري الموريتاني    لهذا السبب..ايداع الطفلة "شهد " في دار رعاية بالدقهلية    بعد تعرضه لوعكة مفاجئة.. تطورات الحالة الصحية للفنان صبري عبدالمنعم    صراع ثنائي بين ليفاندوفسكي ومبابي.. جدول ترتيب هدافي الدوري الإسباني    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    سعر الموز والبطيخ والخوخ بالأسواق اليوم الاثنين 5 مايو 2025    مبادرة «أطفالنا خط أحمر» تناشد «القومي للطفولة والأمومة» بالتنسيق والتعاون لإنقاذ الأطفال من هتك أعراضهم    قداسة البابا يلتقي مفتي صربيا ويؤكد على الوحدة الوطنية وعلاقات المحبة بين الأديان    انتهاء الورشة التدريبية لمدربى كرة القدم فى الشرقية برعاية وزارة الرياضة    جودي.. اسم مؤقت لطفلة تبحث عن أسرتها في العاشر من رمضان    أول تعليق رسمي من جامعة الزقازيق بشأن وفاة الطالبة روان ناصر    العثور على جثمان شاب بترعة النعناعية في المنوفية    محمود ناجى حكما لمواجهة الزمالك والبنك الأهلى فى الدورى    أمين الفتوى يوضح حكم الميت الذي كان يتعمد منع الزكاة وهل يجب على الورثة إخراجها    زعيم المعارضة الإسرائيلي: جماعات تُشجع اليهود المتدينين على التهرب من الخدمة العسكرية    مجلس الشيوخ يناقش اقتراح برغبة بشأن تفعيل قانون المسنين    «مكافحة نواقل الأمراض»: عضة الفأر زي الكلب تحتاج إلى مصل السعار (فيديو)    قصر العيني: تنفيذ 52 ألف عملية جراحية ضمن مبادرة القضاء على قوائم الانتظار    على ماهر يعيد محمد بسام لحراسة سيراميكا أمام بتروجت فى الدورى    ما هي محظورات الحج للنساء؟.. أمينة الفتوى تجيب    هل يجوز التعاقد على شراء كميات محددة من الأرز والذرة قبل الحصاد؟.. الأزهر للفتوى يجيب    فرع محو الأمية بالإسماعيلية يفتتح دورة لغة الإشارة بالتنسيق مع جامعة القناة    برج الميزان.. حظك اليوم الإثنين 5 مايو: قراراتك هي نجاحك    حالة الطقس المتوقعة اليوم الإثنين 5 مايو 2025 فى مصر    «في عيدهم».. نائب رئيس سموحة يُكرّم 100 عامل: «العمود الفقري وشركاء التنمية» (صور)    مساعد وزير الصحة ووكيل صحة سوهاج يتفقدان مستشفى ساقلته    مجلس جامعة الأزهر يوجّه توصيات مهمة بشأن الامتحانات    البابا تواضروس الثاني يلتقي أبناء الكنيسة القبطية في صربيا    جامعة القاهرة تصدر تقريرها الرابع للاستدامة حول جهودها في المجال الأكاديمي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



د. صلاح حسب الله نائب رئيس حزب المؤتمر:
«داعش» صناعة أمريكية.. وتحالف مصر واليونان وقبرص يربك تركيا
نشر في الوفد يوم 25 - 11 - 2014

مصر الدولة الأهم في بلاد الشرق قاطبة، وسقوطها - لا قدر الله - يعني سقوط العرب جميعاً وهي الآن، تواجه تحديات جسيمة سواء علي المستوي الداخلي أو الخارجي، وتخوض حرباً شرسة ضد الإرهاب، الذي يحاول رؤوس الكفر والضلال كسرها وإسقاطها من خلاله، ومن المؤكد أنها لن تسقط أبداً، فهي في كنف الله إلي يوم القيامة، ولن تصبح يوماً مثل الدول التي
سقطت في شرك الاقتتال داخلياً عقب قيام الثورات الداخلية بها، فالوعي الفطري للشعب المصري، وبفضل الله ثم الجيش العظيم تقف مصر علي أرض صلبة، وبعد أن خاضت ثورتين، وانتصر الشعب المصري في حربه ضد فصيل أضاع مصر بكل المقاييس، وبعد أن انتهينا من استحقاقين من خارطة المستقبل، وهما إعداد دستور مصر، والثاني الانتخابات الرئاسية لم يبق سوي الاستحقاق الثالث وهو إجراء الانتخابات البرلمانية، الذي يري البعض تأجيلها، بينما يؤكد البعض خطورة ذلك تحت أي مسمي، لأن في تأجيلها عودة إلي الوراء.
«الوفد» التقت أحد الكوادر السياسية المهمة علي أرض مصر وهو الدكتور صلاح حسب الله، نائب رئيس حزب المؤتمر للشئون السياسية، الذي يرصد في حواره المشهد السياسي داخلياً وخارجياً وتقييمه لأداء الرئيس السيسي منذ أن تولي سدة الحكم في مصر، ورأيه في التحالفات الانتخابية القادمة، وصفات نائب البرلمان ودور الشباب في الحياة السياسية، ونزاهة الانتخابات وحظ حزب المؤتمر منها ورؤيته للبرلمان القادم وهل سيكون برلمان الثورة أم لا، فإلي الحوار:
أكثر من ثلاث سنوات انقضت علي ثورة 25 يناير.. فهل أنت راضٍ عن النتائج التي وصلت إليها وكيف تري المشهد السياسي الحالي في مصر الآن؟
- لا شك أن النتائج التي أتت بها الثورة المصرية مهمة، فقد أخرجت أعظم ما في الشعب المصري خلال أسبوع أو عشرة أيام بعد 11 فبراير أثناء تنحي الرئيس الأسبق، فقد رأينا شباباً ضُرب به المثل في العالم كله، من الشباب الذي ثار وأسقط نظام حاكم فرد، لكن للأسف هذه الثورة تعرضت للسطو من جماعة ظلامية باعت الوهم للشعب المصري تحت ادعاء مشروع إسلامي، فالثورة كانت ثورة شبابية وثورة شعب، لكن الجماعة انتهزت الفرصة لتعتلي بها سدة الحكم في مصر، بالإضافة إلي أن الثورة مثلما أفرزت أفضل ما في الشعب المصري، فقد أفرزت بعض السلوكيات الغريبة أيضاً عنه، مثل سلوكيات الفوضي والعشوائية والإهمال، وعدم الاحترام المتبادل بين أفراده، لكن الشعب المصري عالج هذه الأخطاء، فبعد أن خاض تجربة حكم الإخوان ووضع مندوب الجماعة محمد مرسي في قصر الاتحادية، نجح الشعب المصري في أن يطرد هذا الفيروس الغريب عن جسده، وأن يسترد ثورته ودولته والوطن في 30/6 بهذا الخروج الحاشد لملايين المصريين في كافة الميادين، بالإضافة إلي أننا رأينا نموذجاً أروع لانحياز الجيش المصري، وكان انحيازاً واضحاً وصريحاً، ونجح الجيش في أن يحمي هذا الشعب، وأن يساعده في استرداد ثورته، والحمد لله نجحت مصر في أن تستعيد عافيتها وتستعيد طبيعتها المدنية الوسطية المتزنة.
في رأيك هل الشعوب العربية غير مؤهلة بالفعل للديمقراطية وتسيء استخدام الحريات المكتسبة من الثورات علي الشكل الأسوأ دون غيره؟
- الشعوب العربية والشعب المصري علي وجه التحديد شعب متحضر بطبعه، لكن هذا الشعب جُرف لمدة 30 عاماً أو يزيد، فقد اعتاد علي نظام واحد، وهو أن الحاكم يأمر والشعب يطيع، واعتاد علي أن قبلة الحكم دائماً هي قصر الاتحادية، وليس صندوق الانتخابات أو التصويت، كل هذه الممارسات جعلت هذا الشعب يعاني لفترات طويلة جداً، جعلته يشعر وكأنه ضيف علي أرض هذا الوطن، وهو ما أكسبه نوعاً من أنواع الممارسة السلبية بكل ما يخص الوطن.
لذلك نري أن هذا الشعب يمارس الديمقراطية بعد غياب 30 أو 40 سنة بشكل خاطئ، لكن المتسبب في هذه الممارسة الخاطئة ليس الشعب، إنما المتسبب فيها هو من زرع هذه الثقافة المنعدمة لدي الشعب، من زرع عدم المسئولية وعدم الولاء لدي الشعب، فالسلبية التي اتسم بها الشعب هي نتاج زرع ما قام به نظام حاكم لمدة 30 أو 40 سنة جرف انتماء هذا الشعب للوطن والأرض، وأتصور أن الشعب المصري يحتاج ثلاث أو أربع سنوات أو خمس علي الأقل حتي يمارس الديمقراطية بشكل جيد وكما ينبغي.
هل تعتقد أنه بسقوط الإخوان فشل مشروع الإسلام السياسي؟
- في الحقيقة مشروع الإسلام السياسي - من وجهة نظري - هو مشروع يضر بالإسلام والسياسة معاً، ومنذ أول يوم لثورة يناير، وأنا ضد أسلمة السياسة أو تسييس الإسلام، فالشعب المصري متدين بطبيعته، وتدينه وسطي وإسلامه وسطي، والإسلام الوسطي لا يصلح معه أن نقول إن هذا الشعب يمارس السياسة بقواعد الدين، فهذا شيء خاطئ جداً، وللأسف فإن تجارة الدين دائماً تنمو في الدول التي بها نسبة جهل وأمية كبيرة، ولا تسير بشكل جيد إلا في هذه الدول، لذا أري أنه لم يكن هناك مشروع إسلام سياسي، ولكن تجارة باسم الدين، فهم يشترون المواقع السياسية بعملة الدين وليس بعملة السياسة، وهو ما يضر بالدين والسياسة معاً، ومن هنا أري أن مشروع الإسلام السياسي الذي جربه الشعب المصري لمدة سنة وروج له تحت مسمي «مشروع النهضة» مشروع نصب ودجل، ولا يوجد أصلاً مشروع النهضة ولا توجد فكرة الحكم الإسلامي السياسي بمفهومها الرشيد، فقد كان مفهوم حكم استبدادي ومفهوم حكم أوحد جديد، واستبدلت مصر من حكم الحزب الوطني الديمقراطي إلي الحزب الوطني أيضاً ولكن في شكل اللحية، ومن نظام محمد حسني «مبارك» إلي محمد مرسي «مبارك» فالمسألة كانت استنساخ نظام استبدادي جديد آخر بلحية.
كيف تستعيد السياسة الخارجية مسارها الصحيح خلال المرحلة الراهنة؟
- حتي تستعيد السياسة الخارجية مسارها وحتي نصنع بشكل جيد علاقتنا الدولية بالآخرين يجب أن يكون قرارنا الوطني مستقلاً، ويجب أن تكون علاقاتنا الدولية بالقوي الدولية العظمي علاقة اصطفاف وليس علاقة تبعية، وهذا للأسف هو ما جعل دور مصر الخارجي يتراجع خلال العقود الأخيرة أننا كنا نسير مع القوي العظمي مثل الولايات المتحدة في علاقة تبعية، لكن اليوم لابد أن يكون لدينا نوع الاستقلالية بأن نقف علي مسافة واحدة من كل دول العالم في إطار المصالح المشتركة في إطار الاصطفاف من أجل قضايا إقليمية وقضايا وطنية ودولية، فلا يصح أن نقول إن علاقاتنا بأمريكا هي علاقة خدمية أو علاقة تبعية، أو أن تعطنا أمريكا الأوامر أو ماذا نفعل في مجلس الأمن أو ننحاز لاتجاه بعينه، ولكنني أستبشر خيراً، فمن تولي عبدالفتاح السيسي رئاسة الجمهورية، وهذا الرجل يوصل - وبشكل واضح - رسالة مفادها أن مصر أصبحت دولة مستقلة القرار، بدليل أنه حينما نجحت أمريكا وفعلت ما فعلت إبان الثورة علي الإخوان اتجه إلي روسيا وقدم نفسه علي أننا دولة ليس لدينا تحفظات وليس هناك دولة تملي علينا توجهاتنا وفتح أيضاً جبهة جديدة مع الصين، وحتي في إدارة الأزمات الدولية نجح في ذلك، ففي ظل علاقتنا الدولية مع تركيا في إطار هذا التجاوز وهذه الصفاقة التركية مع رجب طيب أردوجان، صنع «السيسى» مثلثاً جديداً ضم «قبرص واليونان ومصر» وهذا التعاون الثلاثي أربك بشكل كبير جداً دوائر صناعة القرار في تركيا وهذا هو التفكير الجديد، فعندما يكون هناك خلاف مع دولة تحاول زعزعة استقرارنا، لابد من خلق دوائر جديدة لنتحرك فيها ونحافظ بها علي حقوقنا في هذه المنطقة.
البعض يخشي أن تؤدي المؤامرات علي مصر من الوقوع في سيناريوهات سوريا والعراق وليبيا؟
- المسألة مختلفة، فمصر قوتها من قوة جيشها الوطني، ففي آخر تقرير دولي كان ترتيب الجيش المصري رقم 14 علي مستوي العالم حتي الآن بالرغم من أننا عشنا أربع سنوات من عمر دولة أنهكت في التظاهرات والإضرابات ومحاولات الاستهداف، وهذا يؤكد أن مصر لن تكون نموذجاً مثل هذه الدول بفضل أمرين، أولهما الوعي الفطري للشعب المصري وإدراكه المبكر لهذه المخططات، وثانيهما بفضل جيشها الوطني، الذي ينحاز دائماً للشعب لا إلي الحاكم، وتاريخ مصر يؤكد ذلك دائماً.
ما تقييمك لأداء الرئيس «السيسي» حتي الآن وهل تري أن الشعب يتقبل قراراته برضا وقناعة؟
- شعبية «السيسي» هي شعبية طبيعية وليست مصطنعة، فهو يملك كاريزما جيدة جداً تجعله قادراً علي التواصل مع الشعب المصري ومكاشفته بكل الحقائق، فبعد انتخابه كانت من أول القرارات التي اتخذها قرارات رفع الدعم عن بعض السلع البترولية، بالإضافة إلي بعض القرارات الأخري التي من شأنها أن تهز وتقلل من شأن شعبية أي رئيس، لكن علي العكس تقبلت جموع الشعب المصري هذه القرارات برضا رغم أن هذه القرارات تمس قطاعاً عريضاً من الجماهير، ولهذا أري أن السيسي يراهن علي شعبيته الطبيعية مع الشعب المصري، ويراهن علي حضوره ومكاشفته للشعب المصري، ومن هنا أؤكد أن أداءه السياسي خلال الفترة الماضية هو أداء جيد جداً وفيه نوع من المكاشفة التي كان الشعب المصري يفتقدها تماماً ولا يعرف تفاصيل ما خلف القرار، فكانت هناك قرارات تؤخذ من قبل رئيس الجمهورية ورئيس الوزراء لا يعارضها أحد ولا يعرف أسبابها، وهذا التجاوز كان يزيد من غضبة الشعب المصري، ولكن مكاشفة السيسي للشعب بكل ما يتعلق بقراراته أراه نوعاً من أنواع التميز وشكلاً جديداً من أشكال إدارة الدولة.
هل تعتقد أن تنظيم «داعش» يشكل خطورة علي أمن مصر وهل هو صناعة أمريكية كما يؤكد البعض؟
- أمريكا تحضر الأسد وتحاول استخدامه استخدامات محددة، لكنها تفشل دائماً في ترويض الأسود التي تصنعها، فالتاريخ أثبت ذلك، فقد صنعت القاعدة بقيادة أسامة بن لادن حتي تضرب روسيا في أفغانستان، لكن القاعدة دخل الشرق الأوسط وفي قلب أمريكا حينما ضرب البرجين الشهيرين في أحداث سبتمبر، وبنفس الطريقة دعمت أمريكا تنظيم «داعش»، أو هذه التنظيمات الإسلامية المتطرفة لمواجهة أو إسقاط نظام بشار الأسد، وبعد أن كان «داعش» يوجد في بعض الأماكن جنوب سوريا، زاد طموحه، فأعلنوا أنهم دولة إسلامية ليس في سوريا فقط وإنما في العراق والشام، وضموا مجموعات من أنصار بيت المقدس وجماعة نصرة الإسلام في العراق وكونوا تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا وفي المناطق الكردية إقليم كردستان، وأصبحوا يمتلكون إمكانيات دولة وليس تنظيماً، فبعض مصافي البترول التي يسيطر عليها «داعش» تدر له دخلاً يومياً، من بترول مهرب عن طريق تركيا ما يزيد علي 3 أو 4 ملايين دولار بالإضافة إلي الأسلحة، وبدأ يتحدث تنظيم «داعش» عن العدو الصليبي وعلي رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، ف «داعش» صناعة أمريكية لا شك في ذلك، وهو الخطر القادم علي أمريكا، حتي أننا لم نر أثراً للضربات الجوية الأمريكية في «داعش»، فهي مواجهة استفزازية فقط، وبالرغم من ذلك فإن «داعش» مازال يتقدم هناك.
كيف تري مبادرة المملكة العربية السعودية لعقد مؤتمر للنهوض بمصر اقتصادياً؟
- هناك مفهوم مهم جداً، وهو أن مصر هي العمود الفقري للأمة العربية، وإذا سقطت مصر شلّ الوطن العربي وسقط، فكل الدول العربية التي تقف بجوار مصر تدرك ذلك، وبالتالي سقوط مصر هو سقوط للجميع، ولهذا فإن وقوف المملكة العربية السعودية والإمارات والكويت إلي جوار مصر تأتي من هذا المنطلق، رغم الضغوط الأمريكية الشديدة علي دوائر صناعة القرار في السعودية والإمارات والبحرين والكويت، لكن هذه الدول سيذكر لها التاريخ أنها حاكت واستدعت هذه الوقفة التاريخية بجوار مصر مثلما كانت في 73 وما فعلته الدولة العربية في حرب أكتوبر وقتها، وفي تقديري أن الدعم الذي قدمته هذه الدول لمصر ليس هو المعلن فقط، فهناك دعم كثير ربما لا يجب إعلانه لكن سيذكره التاريخ.
نادي كثيرون بإجراء مصالحة ناجزة مع فصيل «الإخوان» حتي تهدأ الساحة السياسية في مصر.. فما رأيك في ذلك؟
- العلاقات دائماً في أي تصالح تتم ما بين أصيل ووكيل، فهناك طرف أصيل، وهو الشعب المصري وهناك وكيل عنه، لكن الشعب المصري أصبح الآن في عداء واضح من جماعة الإخوان المسلمين بسبب ما يتم في مواجهة الشعب والجيش من عمليات إرهابية، وإذا لم تكن بأيادي جماعة الإخوان المسلمين مباشرة فهي تتم بغطاء سياسي واضح لهذه الجماعة، فالشعب المصري لم يكلف أو يوكل أحداً للتصالح أو لإطلاق مبادرات باسمه في التصالح مع جماعة الإخوان، وهذا الكلام للاستهلاك السياسي والإعلامي، وأتصور أن الجماعة بما تقوم به من أعمال عنف وبشماتتها في كل ما يحدث في الشعب والجيش المصري أصبحت خصماً واضحاً للشعب المصري، وينبغي عدم الحديث عن أية مصالحات للشعب معها.
هل تؤيد فكرة الإقصاء أو العزل السياسي لأعضاء الحزب الوطني المنحل وجماعة الإخوان المسلمين؟
- لا إقصاء لأي فصيل إلا من خلال الصندوق، فالشعب المصري هو صاحب الإقصاء وليس القانون.
كيف تري شكل البرلمان القادم من خلال قراءتك الواقع السياسي الذي نعيشه في هذه المرحلة؟
- سيصبح مثل جلد النمر «مبرقشاً» مزيجاً يضم كل التيارات، لكنني أثق أن الأغلبية داخل البرلمان وإن كانت مختلفة سياسياً وفكرياً لكنها ستكون مشتركة، وستأتي من كتلة وطنية واحدة وثابتة علي الأرض ومنحازة للدولة المصرية ولاستقلال القرار الوطني وللشعب المصري وللدولة المصرية بتفاصيلها وقواعدها، لذلك سوف نري اختلافاً سياسياً في المجلس خلال المناقشات لكننا لن نجد اختلافاً كبيراً في الممارسات الرئيسية المصيرية.
وزير الداخلية قال إن إجراء الانتخابات في الوقت الراهن سوف ينجح فيها الإخوان المسلمون.. فهل تعتقد أن تأجيل الانتخابات البرلمانية فيه مخالفة دستورية؟
- ليست هناك مخالفة دستورية لكن ستصبح هناك مخالفة سياسية، وسيعيدنا إلي الخلف، وإذا كان وزير الداخلية قد قال ذلك، فأنا أتحفظ علي ما قاله، فإجراء الانتخابات في أي وقت الآن لن يأتي بالإخوان، فتيار الإسلام السياسي سواء الإخوان أو السلفيون لن يكون له أكثر من 5 أو 7٪ في مجلس النواب القادم، ولهذا أري أن تأخير الانتخابات فيه إضرار للدولة المصرية، لأن الهدف الأعم للإرهاب هو تعويق الدولة وتعطيلها وعودتها إلي الوراء، فاستكمال الاستحقاق الثالث من خارطة المستقبل وهو إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها هو أبلغ رد علي ما يتم من أعمال إرهابية.
هل من الممكن أن يكون البرلمان القادم برلمان الثورة؟
- أتمني ذلك.. ومتفائل بإرادة الناس في اختيار مجلس نواب قوي.
ما النظام الذي تراه الأنسب للانتخابات البرلمانية القادمة؟
- منذ اليوم الأول ووفقاً لثقافة المصريين وتواصلي مع المواطنين أري أن النظام الفردي هو الأنسب في هذه المرحلة.
كيف تري دور الشباب في البرلمان القادم وهل سيكون له نصيب من مقاعده؟
- أري أن تراجع الأحزاب السياسية نفسها وألا تتحول لمقاهي معاشات وتعمل علي تجديد النخب حتي تتماشي مع ما دعا إليه الرئيس من تمكين الشباب من قيادة هذه الأحزاب، وكل ذلك سيدفع بدماء جديدة في شرايين مصر في كل مناحي الحياة السياسية والحزبية، وأتمني أن تقدم الأحزاب مرشحين شباباً في الانتخابات القادمة، فمن المهم جداً أن من يشارك في التشريع السياسي والمستقبل يكون من الشباب.
كقيادة حزبية مارست كافة أشكال العمل السياسي.. كيف تري التحالفات الانتخابية؟.. وما موقف حزبكم منها؟
- نحن كحزب المؤتمر انضممنا إلي تحالف الجبهة المصرية، وهو تحالف يضم حزب المؤتمر وعدداً آخر من الأحزاب، منها التجمع والجيل ومصر الحديثة ومنها الحركة الوطنية ومنها مصر بلدي ومن خارج الأحزاب اتحاد عمال مصر والاتحاد العام للنقابات المهنية، وهناك تحالف الوفد المصري وتحالف 25-30، وهناك المصريين الأحرار، وتحالف تيار الاستقلال، وكل هذه التحالفات هي تطوير لفكرة العمل الحزبي الفردي لعمل جبهوي، وهذا شيء جيد جداً، لأنه من الصعب أن يخوض مائة حزب الانتخابات ب 100 برنامج، لكن المهم أن تعمل هذه الأحزاب داخل عمل جبهوي واحد وجماعي وتطور عملها، بحيث تكون الأحزاب المتقاربة فكرياً في جبهة واحدة وتحالف واحد، وهذا فيه نوع من إثراء الحياة السياسية، وأعتقد أن البرلمان القادم سيساهم بشكل كبير في تشكيل المسرح السياسي في الفترة القادمة، وسيتضح ما هي الأحزاب أو التحالفات التي لها تأثير ولها قوة وفقاً لعدد ممثليها في البرلمان، وما الأحزاب التي هي بالفعل لا تتجاوز كونها تصريحات.
لكن البعض يرى أن التحالفات الانتخابية معظمها لن يكتمل بسبب ضعف مفهوم ثقافة الائتلاف؟
- قد يكون الأمر كذلك.. خاصة أننا في مصر اعتدنا علي ثقافة «السوبرمان» وليس «السوبرتيم»، فالبطولات الجماعية نادراً ما تحدث، فالعمل الجماعى نفشل فيه دائماً، فهذه ثقافة مصرية أتمني أن يتم تغييرها خاصة بعد قيام ثورتين وأن تنمو وتتحرك للأمام، فمن المهم جداً فى هذه الفترة الحساسة من تاريخ مصر أن تغلب الأحزاب المصلحة الوطنية علي المصلحة الحزبية الخاصة، وأن يكون هناك عمل جماعى والحرص على استمرار هذه التحالفات، فللأسف أنه إذا فشلت هذه التحالفات فسيكون بها نوع من أنواع الإضرار بكل حزب داخل هذا التحالف، فالناخب المصرى يتعلق بأمل أن تستمر هذه التحالفات وأن تقوى.
أيضاً هناك من يري أن محاولات تشكيل هذه التحالفات الانتخابية الهدف منها تشكيل ظهير سياسى للرئيس في البرلمان؟
- التقيت الرئيس «السيسى» قبل وبعد توليه المنصب في لقاءات عامة وأؤكد أن هذا الرجل لم يكن ينوى ولا ينوى في المستقبل أن يكون له ظهير سياسى أو حزبى، ولن يلجأ لذلك أبداً، ولقد قال بوضوح: إن ظهيره هو ظهير شعبى وهو ظهير فكرى من الذين يؤمنون بضرورة استعادة الدولة المصرية.
هناك من يشكك في نزاهة الانتخابات البرلمانية القادمة من الآن؟
- أستبعد أي تزوير، فمن سيزور لصالح من؟، فالرهان للناخب المصرى فهو صاحب الكلمة الآن، فلن تصلح إعادة إنتاج أدوات الممارسة السياسية بنفس الشكل الذي كانت عليه قبل ثورة 25 يناير، فلا تزوير بعد الآن، ونأمل في ذلك، ولهذا فالضمانة الحقيقية لعدم حدوث تزوير هي خروج الناخبين بشكل مكثف.
فى رأيك هل الأحزاب الموجودة علي الساحة قادرة علي إدارة برلمان قوى يصنع القرار.. وما رأيك في فكرة الاندماج الحزبي بين بعض الأحزاب ذات الرؤى السياسية الواحدة؟
- أولاً.. أن تكون أحزاباً قادرة علي إدارة برلمان قوى، وهذا شيء يأتي بمعجزة، فلابد لكل تجربة أن تأخذ فترة حتي تنجح، وبالتأكيد البرلمان القادم سيكون أداؤه أفضل، وسيدرك نواب البرلمان أنهم سيمثلون المحكومين وليس الحاكم، وهذا شىء مهم، أما الاندماج الحزبي بين بعض الأحزاب فهو أمر مهم جداً، لأن هذه الأحزاب الكثيرة ستتحول بعد فترة إلي أحزاب ضعيفة جداً، لكن في حالة اندماجها خاصة إذا كانت ذات رؤي سياسية واحدة فستكون قوية وفاعلة.
بعين الخبير السياسي.. هل تري أن رأس المال سيلعب دوراً ذا أثر في الانتخابات البرلمانية القادمة؟
- لا أعتقد ذلك.. حتي لو اضطر الناس أن يخضعوا للمال السياسي، فلن يعطوا أصواتهم إلا للأفضل.
كيف تري دور النائب في المرحلة القادمة؟
- دوره بالغ الحساسية، فيجب أن يكون نائباً لديه القدرة علي التشريع ولديه القدرة علي الرقابة علي أداء الحكومة، واستخدام أدواته بشكل جيد، لديه القدرة علي فهم المشروعات الحيوية الخدمية، التي تحتاجها دائرته الانتخابية، فلابد أن يؤدى النائب دوره التشريعى بجانب الدور الخدمى.
هناك أحزاب لديها وفرة في المال وأخرى تعاني وثالثة تعتقد أنها أحزاب ذات أهمية كبرى، فما نصيب حزب «المؤتمر» من كل ذلك؟
- حزب «المؤتمر» باختصار هو مشروع حزب قوى، ولا أستطيع أن أدعى أننا الحزب الأقوى الآن، وعدد مقارنا تجاوز مائة وثلاثين مقراً، ووصل عدد الأعضاء (150) ألف عضو وذلك من واقع كارنيهات العضوية وليس الاستمارات، ولدينا عدد من الكوادر التنظيمية الجيدة علي مستوي المحافظات كلها، ونعتبر أنفسنا مشروع حزب قوى.
عمرو موسى قال من قبل إنه يتمنى أن يشاهد مجلس نواب يشبه «المجمع الأكاديمى» عن طريق أعضاء يجمعون بين الخبرة العلمية والعملية، فهل تتفق مع هذا الطرح؟
- أتمني ذلك، لأن البرلمان يحتاج عدداً من النواب أصحاب كفاءات خاصة من الخبرات تندمج مع الأجيال الشابة حتي ينتج برلمان جيد.
بصراحة.. هل تتوقع تولى عمرو موسى رئاسة المجلس النيابى القادم؟
- احتمال وارد.
أخيراً.. ما رسالتك للشعب المصرى؟
- أجيدوا الاختيار، فإذا جاء مجلس النواب جيداً فهو يعبر عن جمعية عمومية جيدة، أو ناخبين جيدين، أما إذا جاء مجلس نواب من عينة نواب القروض ونواب النقوط، فلا تلوموا إلا أنفسكم، فالجمعية العمومية من الناخبين التي يتجاوز عددها (54) مليون ناخب هم المسئولون عن اختيار مجلس جيد هو الأخطر في تاريخ مصر.


سيرة شخصية
دكتور صلاح حسب الله
- رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان عامى (92 - 1994).
- مسئول مكتب تنفيذى اتحاد طلاب جامعات مصر (93 - 1994).
- ممثل شباب مصر في مؤتمر الحوار الوطنى عام (1994) بقرار من رئيس الجمهورية.
- رئيس وفد اتحاد طلاب مصر بألمانيا (1993).
- رئيس وفد اتحاد طلاب مصر بالكويت (1994).
- رئيس مجلس إدارة جمعية رسالة الخير بشبرا الخيمة
- أمين عام مؤسسة «السياسيون العرب» من 2008 إلى الآن.
- مؤسس ورئيس حزب المواطن المصرى.
- نائب رئيس حزب المؤتمر والمتحدث الرسمى للحزب.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.