اعتبر الشباب نصر أكتوبر علامة مضيئة في تاريخ مصر الحديث وبداية لنجاحات وانتصارات جديدة. مشيرين إلي أن العرض العسكري سجل لحظات فخار للشعب المصري الذي أصبح يملك درعاً وسيفاً. وقد أوصي الخبراء بضرورة دعم المصادر المعرفية للشباب بتفاصيل تضحيات شباب أكتوبر الذين عاشوا الحرب والمعاناة والانتصار. يري طه عيد "محاسب" أن هذا اليوم يشعرنا بالفخر والعزة لاسترداد أرض وطننا الغالي وكرامة مصر والمصريين أمام العالم بفضل جيشنا العظيم وهو ما دفعني أنا وأصدقائي للمشاركة بالاحتفال في ميادين مصر. ويضيف ماهر عبدالعال أن يوم نصر أكتوبر يوم عظيم للمصريين. وبالنسبة لمعظم الشباب لا نعرف عنه شيئاً إلا من خلال عرض الأفلام القديمة والأغاني الوطنية دون ترجمة حقيقية لمعني النصر متمنياً أن يكون الاحتفال بهذا اليوم من كل عام بداية لمشاريع قومية تفيد الشباب ويستفيد بها الوطن. ذكريات جميلة وتشير نهلة يوسف: ذكري حرب أكتوبر 73 من الذكريات الجميلة لجيل الشباب فهو يوم استرداد الكرامة للأمة العربية بأكملها وعودة الثقة من جديد والتصدي للعدو المحتل بقوة وعزم. ويضيف أحمد حسن أنه يوم له قيمة تاريخية مجيدة نعتز بها ولكن لابد أن يتجسد الاحتفال بنصر أكتوبر بالاهتمام بالنشء وتعليمهم الانتماء للوطن من خلال عمل عروض عسكرية للأطفال الصغار داخل المدارس بطريقة مشوقة تثبت في ذهن الطفل الحدث مع وجود شاشات عرض في الميادين العامة للأفلام الوثائقية لحرب أكتوبر وعرض صور ارشيفية للحرب. وتفتخر أسماء الوكيل بنصر أكتوبر وبالجيش المصري العظيم قائلة: نحن وآباؤنا وأجدادنا الذين استطاعوا أن يعيدوا سيناء وهزموا العدو وأيضاً جيلنا الحالي استطاع أن يقهر الظلم والفساد من خلال ثورة 25 يناير وأزاح نظام فاسد استمر لأعوام كثيرة. ويشير شريف مجدي "طالب" أنه يجد في الاحتفال بنصر أكتوبر قدوة حقيقية له تدفعه للحماس لأن يكون عنصراً فعالاً ومفيداً لوطنه من خلال دراسته مطالباً بوجود حفل عظيم هذا العام يليق بهذا الحدث التاريخي وعدم الاهتمام بالأفلام القديمة المعادة كل عام فقط. ويري محمد عيد أن علي الرغم من أنه يوم نصر عظيم إلا أنه لا يحتفل به علي الإطلاق ويعتبر يوماً للراحة وإجازة رسمية من العمل والدراسة ويمر كأنه يوم عادي وكله من الشباب من يتجه إلي الميادين للاحتفال يوم السادس من أكتوبر تعبيراً علي الفرحة ومساندة الجيش المصري. ويشاركه الرأي مصطفي جمال أنه لا يحتفل بنصر أكتوبر وفي نفس الوقت لا يقلل من قيمته ويعتبره حدثاً تاريخياً عظيماً ولكن الأكثر حرصاً علي الاحتفال به هم أجدادنا وآباؤنا الذين عاشوا وعاصروا تلك الفترة وضحوا خلال الحرب. تلتمس د. هدي زكريا أستاذ علم الاجتماع جامعة الزقازيق العذر لشباب الجيل الحالي وترجع ذلك إلي ضعف مصادر المعرفة لديهم التي لا تعطي لهم سوي مجرد لمحة تاريخية محشوة داخل المناهج الدراسية لا تزودهم بتفاصيل الحدث فالإلحاح الإعلامي لا يكون إلا لكل ما هو فارغ والمدارس لا تملك إلا مناهج عقيمة لإثبات المعرفة لدي الطلبة فقط دون الخوض في أسس العلوم والتعايش معها. في الماضي كان مجرد سماع الذي لم يحصل علي قدر من التعليم للأغاني الوطنية يكسبه الكثير من المعلومات عن أحداث النصر حيث لم تكن مجرد عمل فني بل فن تربوي وسجل تاريخي وبصدور القرار بمنع إذاعة تلك الأغاني "250 أغنية" حرم الجيل الجديد من قيمتها الفنية وتفاصيلها السلسة وعلي الشباب أن يحرص علي أن يكون له ذاكرة قيمة لأنه بدون ذاكرة لن يكون كما عليه أن يدرك قيمة الحدث ويوسع معرفته بنفسه من مصادر عديدة ومتنوعة فالعسل لن يكتمل إلا من خلال ألف زهرة. ويوصي د. عبدالمنعم عمارة وزير الشباب الأسبق باستثمار التجارب العالمية من حولنا فالأحداث المتلاحقة تنسينا أشياء كثيرة. كما أن الكثير من الشباب سئم السماع عن انتصار أكتوبر الذي لم يعش أحداثه ولا يعرف عنه إلا القليل. فالعالم الأوروبي والأمريكي لا يبالغ في الاحتفال بانتصارات الحرب العالمية الثانية والانتصارات الأمريكية والاحتفال يكون بيوم الاستقلال فقط دون تعطيل الأعمال أو إجازات رسمية. فهذا الجيل بمنأي عن الندوات والمحاضرات ولن يقتنع إلا بما يراه رأي العين فأمزجته مختلفة وفقاً للتغيرات الحياتية التي مر بها. فعلينا أن نزيد جرعاتهم المعرفية بالرحلات وأن ندعم معلوماتهم عن انتصار أكتوبر بجرعة ذكية تصل إلي عقولهم ولا تلقي الرفض وذلك باتباع أساليبهم المعرفية عبر مواقع التواصل الاجتماعي وغيرها من التقنيات الحديثة.