نشرت في الأسبوعين الماضيين. ما كتبه وزير الري السوداني السابق المهندس كمال علي محمد. وحوي جملة من التحذيرات للمخاطر المحتملة لقيام السد. وأفسح اليوم المساحة للتصويب والتوضيح لما أثاره المهندس كمال علي. والذي كتبه خبير الري الدكتور عثمان التوم حمد. وكانت قد بعثته لي وزارة الري السودانية. انتشار كلام السيد كمال علي في الوسائط المعلوماتية لذا لزم تصحيح بعض المفاهيم لازالة بعض ما علق في الأذهان من لبس لفائدة الشعب السوداني عامة والباحثين خاصة والمشتغلين بأمر الماء علي وجه الخصوص. كما هو معلوم فإن سد النهضة يبني للتوليد الكهربائي المائي الذي لا ينقص كميات المياه المتدفقة في النهر بل يستعمل المياه لتدوير التوربينات ومن ثم تمر المياه من خلالها فتنظم جريان النهر. فالسد يخزن المياه في فترة الفيضان ويطلقها ليولد بها الكهرباء في فترة انحسار النهر. أرجو أن أشير هنا بأن التخزين لم يبدأ في سد النهضة بعد ولربما يبدأ بعد عامين علي أقل تقدير. التخزين الكبير لسد النهضة يضمن انسياب تدفق المياه شبه الثابت في النيل الأزرق والنيل الرئيسي وبالتالي يقلل كثيراً من آثار فترة انحسار النيل التي تبدأ في ديسمبر من كل عام وتستمر حتي مايو. لو كان سد النهضة موجوداً الآن لاستفدنا من تخزينه الكبير وتدفق مياهه الدائم لأغراض الزراعة ولتوليد الكهرباء في فترة الانحسار في السنوات ضعيفة الإيراد كهذه السنة. ان كل المتابعين من مهندسين وقانونيين ومهنيين اتضحت لهم الحقائق بعد أن رفعت اللجنة الثلاثية المدعومة بخبراء دوليين تقريرها في مايو 2013 وأوضحت المخاطر الأربعة وهي عدم سلامة السد وعدم اكتمال الدراسات الأساسية ومخاطر الملء الأول وتداعيات نظم التشغيل.. إن سد النهضة سيكون كارثة علي الشعب السوداني. كمال علي.. نود أن نصحح ان تقرير لجنة الخبراء الدوليين أورد توصيات وليس توضيح مخاطر. أولاً: أوصت لجنة الخبراء بإجراءات معينة تتخذها اثيوبيا لضمان سلامة السد حتي نهاية عمره الافتراضي ولم تترك الأمر لدراسات تقوم لاحقاً. وقد التزمت اثيوبيا بكل تلك الإجراءات بل وشرعت في تنفيذها للتأكد لأبعد الحدود من بقاء وسلامة سد يبني من شقاء وعرق الشعب الاثيوبي. ولا يفوت علي فطنتكم الفرق الكبير بين التعبير "عدم سلامة السد" التي ذكرها السيد كمال علي والتعبير "ضمان سلامة السد". وضمان سلامة السدود تطور به العلم كما تطور بباقي المجالات من أجهزة رصد حساسة ترصد أدق التحركات وتحوطات وإجراءات تتخذ في حينها لأي بادرة تحرك ولو جزء الملليمتر. ومن المعلوم أيضاً ان كل إنسان حريص علي الحفاظ علي ممتلكاته الغالية. لذا فإن اثيوبيا أحرص ما تكون علي سلامة السد الذي بنته من قوت مواطنيها للاستفادة من كهربائه ولرفاهية شعبها من عائد الكهرباء عند بيعها لدول الجوار. ثانياً: أوصت لجنة الخبراء بأن يقوم بيت خبرة عالمي بدراستين أولاهما كيفية الملء الأول للخزان والتشغيل السنوي بما لا يؤثر سلباً علي السودان ومصر. وفي هذا نص اتفاق المبادئ للرؤساء الثلاثة أن تتفق الدول الثلاث علي كيفية الملء الأول والتشغيل السنوي بناء علي مخرجات هذه الدراسة وأن تكون لجنة تنسيقية من الدول الثلاث لمتابعة ذلك. الدراسة الثانية هي الآثار البيئية والاجتماعية والاقتصادية لقيام سد النهضة علي السودان ومصر وكيفية تخفيف ذلك إذا وجدت آثار سالبة ملموسة. وقد شرعت الدول الثلاث في دراسة تلك الآثار استعداداً لما تتمخض عنه الدراسة التي سيقوم بها بيتا الخبرة العالميين. و"للحديث بقية"