نعيش في حالة من حالات الانفلات الأخلاقي والفني علق عليها البعض في مواقع التواصل الاجتماعي بمقاطعة الأفلام الهابطة صاحبة الكارثة الكبري في تدني لغة الحوار بين أفراد المجتمع وحتي داخل الأسرة الواحدة. وهبطت بمستوي الذوق حتي في المظهر الفردي. علي الجانب الآخر وجدنا هجوماً من أنواع غريبة من البرامج كاختيار أفضل مذيع أو ممثل أو فريق غنائي أو فردي وغيرها من البرامج التي ترسم حياة الشباب. إنها ما هي إلا شهرة ومال سريع. ومن خلالهم فيما كانت مصر هي الدولة الأم في المنطقة في تصدير الفن الأصيل والجميل ويضرب بها المثل في العالم العربي والعالم. أكاديمية الفنون كيان أكاديمي خرج من بين جدرانه عمالقة وضعوا بصماتهم في وجداننا.. فالأكاديمية بمعاهدها الثمانية تسيطر علي شتي أشكال الفنون. فبها معهد الفنون الشعبية ومعهد السينما ومعهد الباليه ومعهد المسرح ومعهد الموسيقي العربية ومعهد الموسيقي القومية "الكونسيرفتوار" ومعهد النقد الفني ومعهد فنون التصوير. ومع ذلك تضاءل تواجد الأكاديمية خلال السنوات الأخيرة وسمحت لاحتلال الساحة الفنية من قبل الظواهر الغريبة كأفلام السبكي. د.أحلام يونس رئيس الأكاديمية قالت إن الأكاديمية فريدة من نوعها. فهي بها طلاب من سن 8 سنوات وحتي 80 سنة لوجود مدارس الباليه والكونسيرفتوار بجانب المعاهد وهو ما يتوجب إشراف وزارات التربية والتعليم والتعليم العالي بجانب وزارة الثقافة وبصدد تدشين معهد الإدارة الثقافية والمعهد العالي لفنون البيئة والمعهد العالي للترميم والمعهد العالي للفنون التشكيلية. ومتوقفة علي الانتهاء من اللائحة التنفيذية الداخلية لكل معهد علي أمل بداية الدراسة بها عام 2016/.2017 * هل إجراءات القبول تتدخل بها الواسطة أو المحسوبية؟ ** مقولة الواسطة تتردد في كل حجرة بالهيكل الإداري للدولة.. فليس غريباً ترديدها علي الأكاديمية وإن كنا نتعامل بمنتهي الشفافية تجاه جميع المتقدمين ولو علموا ما يحدث للمتقدمين من إجراء اختبارات تحريرية والتصحيح يكون بأرقام سرية وبعدها يلتحق المتقدم بورشة عمل مع أساتذة القسم المراد الالتحاق به ويضع كل أستاذ تقييماً للمتدرب وعليه فشروط الالتحاق لا يوجد بها محسوبية لابن فلان أو علان. والعبرة بالموهبة وتقديراته لجميع الاختبارات وورش العمل وهذا علي سبيل المثال اختبارات قبول بمعهد السينما. فما بالكم بباقي المعاهد؟. الاختبارات صعبة جداً وكلها صرامة. * ما هي أسباب عزوف الشباب عن الأكاديمية. بينما وجدت برامج بالفضائيات كمذيع العرب وغيرها من مسابقات التمثيل والغناء حماساً للمشاركة منهم؟ ** الفرق بيننا وبين مثل هذه البرامج الدراسة. فلو هناك طالب بالفرقة الثانية وشاهد أحد هذه البرامج سيعتبرها "مهزلة" ويقتصر دور الأكاديمية علي الدور التعليمي وليس التسويقي أو الإنتاجي مثلها في ذلك مثل أي منشأة تعليمية دون أي تعهد بتسويقه وضمان وظيفة له بعد التخرج. ولكن ما نحاول عمله الآن هو تسويق الخريجين عن طريق مشاريع تخرجهم. فكل معهد من المعاهد الثمانية بالأكاديمية لديه مشروع يتم تحت أعين المتخصصين والمهتمين في كل مجال علي حدة. أو بمعني آخر يتم دعوتهم لحضور عرض المشروع كنوع من أنواع التشجيع للطلبة والإعلان لمن يهتم بالمجال بوجود خريجين علي مستوي عال من الموهبة والكفاءة. * هل هناك بروتوكولات تعاون مع الجامعات المصرية أو العربية لتكون الأكاديمية وسيلتهم في تنمية المواهب؟ ** بالفعل نخطط لتوقيع مثل هذه البروتوكولات مع الجامعات لتقديم عروض بطلبة الأكاديمية علي مسارح هذه الجامعات لتكون ضمن الأنشطة التثقيفية. وهو ما تم في بروتوكول التعاون وتبادل القوافل بين الأكاديمية ووزارة الشباب. * وماذا عن الدول العربية؟ ** الكثير من الطلاب والمتخصصين يقصدون الأكاديمية للدراسات العليا "ماجستير ودكتوراه" ووصل بنا الحال انني في احدي الزيارات للصين وجدت حاملي دكتوراه هناك وفخورين جداً بانتسابهم للأكاديمية. * وماذا عن دور الأكاديمية في مواجهة التطرف والإرهاب؟ ** ليس بالشكل المباشر وإنما تهيئة النفس البشرية للارتقاء بالحس الفني. وأخطط لبروتوكول تعاون بين الأكاديمية ووزارة التعليم يكون هدفه الأول إعادة الاعتبار لحصص الرسم والموسيقي. بالإضافة للاستعانة بالوسائط المختلفة كالأفلام وغيرها لتحفيز تلاميذ المدارس علي الاهتمام بتلك المجالات. إذا كتب لنا النجاح في هذا الاتجاه أعتقد أن الأفكار المتطرفة لن تجد أرضية خصبة لنشر أفكارها. * هل هناك تقصير في التواصل مع طلبة الأقاليم؟ ** نعم تلك حقيقة فهم لا يعلمون بوجودها والإعلام مشارك بشكل أساسي في تلك المشكلة. حيث لا تلقي أنشطة الأكاديمية الاهتمام الكافي ونسعي في المستقبل لحل تلك المشكلة. بطبيعة الحال هناك جهود مبذولة للتواصل مع المجتمع بشكل مباشر مثل مراكز تنمية المواهب والفنون والإبداع وهي تستهدف من يرغبون في الحصول علي دورات تثقيفية تصقل مواهبهم تحت إشراف أساتذة متخصصين مقابل مصروفات أعلي من الأكاديمية. * ما هي الحلول غير التقليدية خارج الصندوق للتواصل مع المجتمع؟ ** كما هو معروف أن عدد المقبولين بكل معهد من معاهد الأكاديمية لا يتعدي 8 طلاب. وبالتعليم الموازي يتم قبول عدد مماثل باستثناء السن ومستوي التعليم الحاصل عليه الطالب. وبدأنا بالفعل في استقبال هؤلاء وبتنمية مواد الأكاديمية. وهناك تجهيزات كثيرة تنقصنا. بالإضافة إلي الوسائل التعليمية تهالكت وكان لابد من تجديدها. وبما أن موارد الدولة محدودة فهناك خطة لتطوير الأكاديمية علي مدار خمس سنوات قادمة. * ما هي تكلفة الدراسة بالتعليم الموازي؟ ** تختلف من معهد لآخر.. فمثلاً معهد السينما تصل إلي 24 ألف جنيه للعام الدراسي ومع ذلك لا نستطيع قبول عدد أكبر لضعف الامكانيات. * ما هو الحل مع المنافسة التركية والهندية؟ ** لا نستطيع إيقافها.. ولكن لابد من الاجتهاد أكثر وتقديم أعمال أرقي وأعمق في الفكر والمضمون وبمواهب حقيقية. وقتها نستطيع سحب البساط مرة أخري ونستعيد مكانة مصر الفنية داخلياً وخارجياً. * ما هو سر انتشار الأعمال الفنية الهابطة وظهور منتجو اللقطة الخارجة السريعة و"أفلام السبكي"؟ ** لابد من العمل باجتهاد أكثر وفرض واقع فني مميز علي الساحة بدلاً من الشكوي. والسبب ببساطة شديدة نجاحه في استقطاب فئة من المجتمع تزحف علي شباك التذاكر كلما أنتج فيلماً. بينما منتجي الأفلام الهادفة لا تجد لهم من يدافع عنهم أمام شباك التذاكر بل نتركهم فريسة سهلة للقرصنة وسرقة الأفلام وإذاعتها بالفضائيات. وعليه فإن الحل في كل شخص رافض لهذا الوضع فلا يكفي أن نقول لا. بل نتحرك لإنجاح أفلام ذات هدف. * ما هو دور الأكاديمية في اكتشاف المواهب بشكل مختلف عن برامج الفضائيات؟ ** كان من المقرر تنظيم مسابقات علي مستوي جميع قري وأقاليم الجمهورية بمراكز الشباب وقصور الثقافة بقوافل تجوب البلاد. وكان مقرراً لها هذا الصيف ولكن لظروف موجات الحر الشديدة وتزامن شهر رمضان الكريم قررنا تأجيل البرنامج لوقت مناسب علي أن يتم اكتشاف المواهب وإدماجها في أعمال فنية تقدم علي مسارح الأكاديمية. وإن كنت أري تقصيراً من وزارة الثقافة في التواصل مع الجمهور. فمباني قصور الثقافة بالمحافظات خاوية إلا من الموظفين ولو كان لدينا امكانيات مثلهم لاختلف الوضع. * التليفزيون المصري والقنوات الفضائية المحلية.. أين هي من التعاون مع الأكاديمية؟ ** بعثنا لهم خطابات تفيد باستعدادنا لتقديم عروض فنية وتنظيم يشبه "تياترو مصر" باستغلال طاقة طلاب الأكاديمية كل في مجاله.