نستكمل معاً رحلة أوائل الجمهورية التي حققت معظم أهدافها. وعلي رأسها حجم المعرفة والمعلومات التي حصل عليها الأوائل حيث شاهدوا المتاحف المفتوحة بكل من مدن روما وفلورنسا وفيرن وميلانو كل مدينة لها خصوصية تجعل زائريها يستمتعون بالحضارة الرومانية القديمة وبعصر النهضة ومن أجمل الأماكن السياحية التي تركت أثراً لدي الطلاب بصفة خاصة مدينة فيرن حيث شهدت أجمل قصة حب علي مر التاريخ وهي قصة "روميو وجوليت".. هنا تسابق الجميع للذهاب إلي منزل جوليت. والتقاط الصور التذكارية بالمنزل ومع تمثال "جوليت" أيضاً حرص البعض علي شراء القلوب الحمراء لتسجيل أسماء من يحبونهم عليها لتكون وسادة معهم أو اهدائها بل الطريف أيضاً أن الكثير من الأجانب خاصة العشاق كانوا حريصين علي تسجيل أسمائهم علي حوائط المنزل والمنطقة المحيطة به التفاصيل كثيرة ومتنوعة والحكايات تعكس مدي فهم الإيطاليين كيف يروجوا لبلادهم سياحياً وتعظيم العائد الاقتصادي من المتاحف المفتوحة بكل مدينة من المدن الإيطالية ولا عزاء للسياحة في مصر. والقائمين عليها. نعود إلي بداية رحلة الأوائل مع صاحب الفكرة أستاذنا الكاتب الصحفي صلاح عطية حيث يقول البداية كانت في يناير عام 1968 مع ظهور أول صفحة تعليمية بالصحافة المصرية والمعنية بشئون التعليم بمختلف مراحله وخلال السنوات الخمسة التالية تطورت من صفحة إلي 3 صفحات يومية وذلك مع توسع الخدمات التي تقدمها مثل المسابقات الثقافية وخدمات للمدرسين وخلال ذلك طرأت فكرة تنظيم رحلة ثقافية للخمسة الأوائل بالثانوية العامة. وقت إن كان الصديق الراحل إبراهيم نوار رئيساً لتحرير الجريدة. وكانت أول رحلة إلي لبنان ولمدة أسبوع في يوليو 68 بالطيران وفي السنة التالية تطورت الفكرة علي أن تكون الرحلة بحرية ولمدة أسبوعين لليونان وإيطاليا بالتنسيق مع الأكاديمية البحرية وشركة النقل البحري "قطاع عام" حيث كانت هناك مركبتان "الجزائر وسوريا" وفي كل دولة كان يتم تنظيم رحلات ثقافية لمدنها. وتم اختيار العشرة الأوائل واستمرت الرحلة رغم صعوبة الظروف التي كانت تمر بها البلاد. وتولي الإشراف عليها علي التوالي كل من أساتذتنا الأفاضل الراحل إسماعيل الشافعي. ومحمد حمودة وفاروق عبدالعزيز والراحل محمد حامد حسن وعبدالوهاب عدس ومحمد نور علي التوالي وكانت أحياناً تشمل الرحلة زيارة بريطانيا وبعض دول الكتلة الشرقية حيث ومع عودة الصفحة التعليمية بعد فترة توقف وتولاه الصديق الراحل محمد خليفة. عادت معها رحلة الأوائل إلي الحياة. وتم زيادة أعداد الطلاب الأوائل. وأصبحت الرحلة تضم زيارة المعالم السياحية بكل من ألمانيا والنمسا وفرنسا كما زاد عدد الطلاب والزملاء الصحفيين المرافقين لهم الذين بدأوا معها حيث كانت البداية خمسة صحفيين. يؤكد أيضاً الزميل عبدالوهاب عدس أحد المشرفين علي الرحلة أنها كانت رحلة ثقافية وتعليمية بالدرجة الأولي حيث يتعرف الطلاب علي مظاهر الحضارة والتقدم في الخارج وزيارة المتاحف الثقافية وأهم القلاع الصناعية والهيئات السياسية وفي إحدي المرات التقي الأوائل بالمستشار النمساوي كورت فالدهاين الذي تولي منصب السكرتير العام للأمم المتحدة كما التقت الرحلة مرة أخري مع المستشار الألماني جيرهارد شرودر. أيضاً يشير إلي الرحلة إلي أوروبا يسبقها تنظيم زيارات للأوائل للمناطق الصناعية المصرية بالمدن الجديدة مثل العاشر من رمضان وأكتوبر وبرج العرب للإطلاع علي مظاهر النهضة المصرية. ويكتسبوا المعرفة ببلادهم. يعود بنا أستاذنا صلاح ليؤكد أن الرحلة لها العديد من الأهداف علي رأسها تقديم حافز للطالب المتفوق وأن يبدأ حياته الجامعية متعرفاً علي آفاق جديدة وكيف يفكر العالم ويتعرفوا علي سلوكيات جديدة مثل النظام في الشوارع وأسلوب الحياة وكيف يعملون والحضارات التي يمثلونها وذلك لكي يتعرفوا الأسباب الحقيقية لتقدم هذه الدول وشعوبها لافتاً إلي أن هناك العديد من أوائل رحلة الجمهورية تولوا مناصب قيادية ووزارية منهم الدكتورة نجلاء الأهواني الوزيرة السابقة والدكتور صفي الدين خربوش وزير الشباب الأسبق والسفير الدكتور بدر عبدالعاطي سفير مصر الجديد بألمانيا وغيرهم من قضاة ومستشارين. ورؤساء جامعات. كما يقترح كاتب الجمهورية الكبير أن تقوم الجريدة بإنشاء رابطة تضم كافة الأوائل علي مدار السنوات السابقة "أعضاء رحلة الجمهورية" لتحقيق تواصل بين الأجيال وتقديم النماذج الناجحة للجيل الجديد من الشباب ليتعرفوا علي أهمية العلم ودوره في تنمية الدولة المصرية. خارج النص: أعتقد أن نجاح إيطاليا في تحويل مدنها إلي متحف مفتوح. وان تتميز كل مدينة بخصوصيتها السياحية بحيث ما تجده في مدينة لن تجده بمدينة أخري. وإذا فات السائح أن يحصل علي تذكار "لمدينة ما" لا يجده بمدينة أخري. يقدم نموذجاً لصناع القرار السياحي والسياسي في بلادنا لكيفية الاستفادة من خصوصية كل منطقة سياحية في إطار منظومة يعمل الجميع من خلالها ولا تخضع للأهواء وتعلي مصلحة الوطن والمواطن.