أطلق وزير الثقافة الأسبق الناقد الدكتور جابر عصفور الدعوة لإعداد بيان موسع يضم صفوة مثقفي مصر لمخاطبة رئيس الوزراء الدكتور إبراهيم محلب حتي يتدخل لحسم الخلاف بين بيانات وزارتي الثقافة والآثار فيما يتعلق بمكان وموعد افتتاح متحف عميد الرواية العربية نجيب محفوظ. بينما دعا الكاتب محمد سلماوي أمين عام اتحاد الكتاب العرب لفتح باب التبرع شعبيا لانشاء المتحف المؤجل منذ تسع سنوات خوفا علي مقتنيات محفوظ من الضياع. الدعوتان تم إطلاقهما خلال الندوة التي عقدت بمركز الأهرام للنشر لمناقشة كتاب ¢حوارات نجيب محفوظ¢ لسلماوي. بحضور كل من محمد سلماوي. ود.جابر عصفور وزير الثقافة الأسبق. ومحمد الشاذلي مدير مركز الأهرام للنشر. وحضرها عدد من المثقفين والشخصيات العامة منهم الكاتب ثروت الخرباوي. والكاتبة فريدة الشوباشي. والشاعر أحمد الشهاوي والكاتب المسرحي محمد عبد الحافظ ناصف رئيس الهيئة المصرية العامة لقصور الثقافة. وغيرهم. وقال محمد سلماوي إنه يمتلك مما يخص محفوظ من الشرائط والمقتنيات ما يكفي لإنشاء متحف كبير. وأضاف: لا أري أي جدية من الدولة في إنشاء المتحف. والفكرة بدأت في عهد وزير الثقافة الأسبق فاروق حسني. واختارت اللجنة التي كان يرأسها عصفور وكالة محمد أبو الدهب بالقاهرة القديمة مكانا لإنشاء المتحف. ورغم ترحيب حسني. فإن المتحف لم يتم إنشاؤه. كما انتقد سلماوي رفض وزارة الآثار إقامة المتحف في موقع وكالة أبو الدهب التي صارت تحت سيادتها بعد انفصالها عن وزارة الثقافة في السنوات الأخيرة. كذلك أشار إلي أن العديد من مخطوطات محفوظ تم بيعها للخارج وهي موجودة بأوروبا. واقترح سلماوي أن يتم إنشاء المتحف بتبرعات شعبية. مؤكدا أن الشعب الذي تبرع لتمويل تمثال النهضة لمحمود مختار لن يتأخر عن تمويل متحف للأديب الكبير نجيب محفوظ. وأكد أن كتاب ¢حوارات نجيب محفوظ¢ الذي يضم لأول مرة الحوارات التي أجراها معه علي مدي 21 عاما منذ أصيب في محاولة الاغتيال الفاشلة عام 9914 وحتي رحيله عام 6002, يمثل أقل من 5% مما يمتلك من الحوارات. مشيرا إلي أنه يمتلك ما يزيد علي 500 ساعة مسجلة علي شرائط. وقال سلماوي إن الأديب العالمي نجيب محفوظ كان أول من ذكر مصطلح ¢دولة فلسطين¢ في محفل دولي. وذلك في كلمته أمام لجنة نوبل عام 1988. جاء ذلك قال الكاتب محمد سلماوي إن الأديب العالمي نجيب محفوظ كان أول من ذكر مصطلح ¢دولة فلسطين¢ في محفل دولي. وذلك في كلمته أمام لجنة نوبل عام 1988. وأوضح سلماوي إن إجراء حوارات مع الأديب الكبير جاء بعد محاولة الاغتيال التي تعرض لها. بعد أن طعنه شاب بسكين في رقبته. وكان محفوظ قد أرسل عدة مقالات لجريدة الأهرام حيث كان ينشر مقالاته. لكنه لم يتمكن من كتابة المزيد. مضيفا أن محفوظ رفض يتقاضي أجرا من الأهرام دون أن يكتب لها. ورغم أنني أخبرته بأن الأهرام تسعد بأن ينتسب لها محفوظ. فإنه أصر علي أن يكون هذا الأجر لقاء حوارات أجريها معها في بيته. واتفقنا علي أن أزوره في بيته كل سبت في السادسة مساء لإجراء الحوار. وكان أول حوار أجريته معه عن الله والدين. وكانت هذه هي المرة الأولي التي يفصح فيها نجيب محفوظ عن تصوراته حول الدين. وقال د.جابر عصفور أن نجيب محفوظ كان سباقا إلي الإشارة إلي أن العصر الحديث هو عصر الرواية. وأضاف عصفور: عام 1945 نشر العقاد مقالا في مجلة الرسالة يقلل فيه من شأن الرواية قائلا إن مكتبته لا تحوي أي رواية. وإن بيتا واحدا من الشعر يعادل رواية كاملة. وتابع عصفور: نُشرتْ عدة مقالات للرد علي مقال العقاد كان أهمها مقال محفوظ الذي كان في الرابعة والثلاثين من عمره آنذاك» حيث وصف الرواية بأنها ¢شعر الدنيا الحديثة¢. وتساءل الكاتب ثروت الخرباوي في كلمته حول عدم نشر المادة التي يمتلكها سلماوي كاملة. واصفا إياها بأنها صارت ملكا للجمهور. وما عادت ملكا لسلماوي وحده. و أجاب سلماوي بأن عدم نشر الحوارات كاملة يرجع لاعتبارين.أحدهما يتعلق بمحفوظ. والآخر يتعلق به. وقال سلماوي: لم أكن قادرا علي فتح هذه التسجيلات بعد وفاة محفوظ. والأمر الثاني يتعلق بتوقيت النشر. فمحفوظ كان حريصا علي ألا يجرح أحدا. وكانت هذه التسجيلات تحتوي علي حوارات يصعب نشرها. و ألقي الناشر محمد رشاد مالك الدار المصرية اللبنانية سؤالا لعصفور حول اختلاف تناول الكتاب لنجيب محفوظ. فجاءت كل الكتب التي كتبت عنه مختلفة. علي عكس سائر الكتاب. وقال عصفور: هذه هي ميزة الأدب العبقري. وهذا الاختلاف يرجع إلي كيفية التناول. وتنوعه بين العقيدة والثقافة والتوجه السياسي والنظرة الاجتماعية للعالم.