أثارت مبادرة "صيف ولادنا" كثيراً من الجدل خاصة بعد مرور أكثر من شهرين علي بدء فعالياتها. أي ما يعادل نصف المدة المحددة "من شهر يونيه حتي شهر سبتمبر" مع عدم ظهور أي نتائج فعلية لها حتي الآن.. وفي محاولة لتقييم تلك التجربة كان هذا الحوار مع الناقد والمؤرخ المسرحي دكتور عمرو دواره الذي تضمن تقديمه لنموذج فعلي لكيفية تطوير وتوظيف طاقات الشباب. * ما تقييمك لمبادرة "صيف ولادنا" التي اطلقها مجلس الوزراء تحت شعار "فكر.. ابدع.. ابتكر.. نافس"؟ ** قال دوارة: الحقيقة أن الطموحات النبيلة والأهداف السامية غالبا ما تنكسر علي صخرة الواقع بسلبياته المعهودة كالبيروقراطية والروتين والمصالح الشخصية والخاصة فالهدف العام من هذه المبادرة كما أعلن عنها هو استغلال الإجازة الصيفية للطلاب ومختلف شباب وفئات المجتمع في أنشطة تفيد الوطن وتحقق مردودا علي جميع المستويات الثقافية والعلمية والفنية والرياضية.. وكذلك اكتشاف المواهب الجديدة في جميع المجالات السابقة. مع إعطاء الأولوية للأطفال بلا مأوي وذوي الاحتياجات الخاصة.. وكان من المفترض ان تقوم بتنظيم هذه المبادرة وزارة الثقافة بالتعاون مع إحدي عشرة وزارة "السياحة. الشباب والرياضة. التربية والتعليم. التعليم العالي. التعليم الفني. السكان. الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات والأوقاف والتضامن. التطوير الحضاري والبحث العلمي" ولكن للأسف لم يتم حتي الآن تفعيل المبادرة! أضاف دوارة: بالصورة الأمثل المرجوه وذلك نظرا لعدم تحقيق ذلك التكامل والتعاون المنشود بين وزارات الدولة المتعددة فتحولت المبادرة إلي مجرد تقديم بعض عروض مسارح الدولة والسيرك للترفيه إلي رواد المصايف.. أما مشروع المليون قارئ والذي يهدف إلي توزيع مليون كتاب علي الطلاب من مختلف الأعمار فقد تحول إلي مجرد وسيلة للتخلص من الراكد بالمخازن أو العجز ببعض القوائم دون أي دراسة حقيقية لكيفية تلبية رغبات الشباب باختيار الكتب والإصدارات الجذابة التي تشجعهم علي القراءة وهكذا اصبح كل مسئول يحاول فقط إثبات التزامه بالمشاركة وعدم تقصيره بعيدا عن أي إحساس بخطورة وأهمية هذا المشروع الذي كان يجب أن يوظف لمحاربة قوي الجهل والتطرف والإرهاب. أكد د.عمرو أن الأمانة تقتضي في هذا الصدد ضرورة الاشادة بتلك المبادرة الحقيقية التي تقوم بها أسقفية الشباب في اكتشاف ورعاية المواهب من خلال "دورة الفنون والإبداع" أو "مدرسة الموهوبين" القائمة علي روح التطوع وذلك بعمل حقيقي بعيدا عن المتاجرة والشعارات الرنانة وكم اتمني ان تستفيد منه وزارة الثقافة. * أعطيت مثلا بنجاح تجربة "دورة الفنون والإبداع" التي تنظمها اسقفية الشباب فهل يمكننا التعرف علي مزيد من التفاصيل؟ ** قال د.عمرو دوارة: هذا العام تم الاحتفال بمرور خمسة وثلاثين عاما علي تأسيس اسقفية الشباب والتي يتولي أمر رعايتها منذ بدايتها بكل الحب والحنان والخبرة والإخلاص والعطاء نيافة الأنبا موسي اسقف الشباب وجدير بالذكر انه ليس اسقفا لشباب مصر فقط. بل ولجميع شباب العالم ايضا كما تم الاحتفال بالعيد الحادي عشر لمهرجان الكرازة المرقسية الذي تأسس عام 2004 كذلك لفريق "قيثارة للفن الشامل" هذا وتقوم اسقفية الشباب سنويا بتنظيم دورة الفنون والإبداع التي يشارك فيها ما يقرب من خمسمائة فتي وفتاة من مراحل التعليم المختلفة ومن مختلف محافظات الجمهورية وهذا العام كان لي شرف تلبية دعوة حضور الحفل الختامي بمقر الاسقفية بالإسكندرية وشاهدت كيف استطاع عدد من أساتذة الكليات الفنية المتطوعين صقل مواهب الشباب من خلال عدة ورش وكانت سعادتي لممارسة هؤلاء الشباب هذه الفنون لأول مرة حيث استطاع كل من د.عماد لمعي استاذ التصوير ود.هشام سمير استاذ الاشغال بكلية التربية الفنية بجامعة حلوان بمشاركة الفنانيين امجد قديس وفيكتور يونس ومهندس الديكور فادي فوكيه والممثل ناجح نعيم والإشراف علي دورة المسرح. * هذه الورش التي تنظم سنويا هل يمكن توظيفها في اكتشاف عدد من المواهب أو في تقديم عروض فنية بصفة مستمرة؟ ** قال: هذا ما يحدث بالفعل فمن خلال هذه الورش ومن خلال المسابقات يتم اكتشاف الكثير من المواهب الجديدة التي يتم رعايتها وصقلها بصفة مستمرة حتي أن بعضها يصل بعد ذلك إلي مرحلة المشاركة في التدريب . * معني هذا ان المسرح الكنسي او مسرح اسقفية الشباب يقدم عروضا معاصرة تتناسب مع الاحداث الراهنة؟ ** قال د.دوارة: دعني اؤكد ان العروض الدينية التي تقدم بالمسرح الكنسي خلال السنوات الاخيرة لا تتجاوز عشرين في المائة وان اغلب العروض التي تقدم تتناسب تماما مع التوجهات الحديثة للشباب وتهتم بعرض قضاياهم المعاصرة وأغلبها تتناول قيما وقضايا إنسانية عامة وتنمية مشاعر الانتماء لهذا الوطن.. ولعل العرض الاخير الذي قدم من خلال صورتين الأولي بعنوان "مصر لكل المصريين" والثانية بعنوان "مصر شريان الحياة".