تحت عنوان، »عمرو دوارة مخرجا وناقدا ومؤرخا مسرحيا « نظمت الهيئة العامة لقصور الثقافة احتفالية فنية بقصر ثقافة السينما لتكريم رجل المسرح د.عمرو دوارة بمناسبة الستين وتفرغه ببلوغه سن المعاش للعمل المسرحي، وبهذه المناسبة اهدي رئيس الهيئة العامة لقصور الثقافة الكاتب محمد عبد الحافظ ناصف درع الثقافة لدوارة، كما تضمنت الاحتفالية تنظيم ندوة مسرحية قامت بإدارتها القاصة والروائية نور الهدي عبد المنعم المنسق العام للاحتفالية، التي حرص أحباء د.عمرو دوارة علي المشاركة بها مقدمين من خلال شهاداتهم الممزوجة ذكرياتهم المسرحية معه، ومن بين هؤلاء د.كمال عيد، محمود الألفي، زوسر مرزوق، آمال رمزي، عبد الغني داود، فؤاد حجاج، عصام السيد، هشام جمعة، رضا الجمال، حلمي فودة، د.وفاء كمالو، أحمد عبد الرازق أبو العلا، محمد نور، محمد بهجت، جرجس شكري، علي رزق، هشام دوارة، ومن رفاق وزملاء الرحلة: عصام عبد الله، ناجح نعيم، أحمد صقر، مدحت عثمان، نجدي خميس، محمد السيد، رضا فهمي، ممدوح الميري، سامح سعيد، نادي العياط، كما شارك أيضا بالإحتفالية بعض الأشقاء العرب ومن بينهم الفنانان/ حاتم السيد (الأردن)، خدوجة صبري (ليبيا). والجدير بالذكر أن د.عمرو دوارة قد ساهم - بخلاف أعماله بمسارح الدولة - بإخراج أكثر من عشرة عروض بمسارح الأقاليم بالإضافة إلي مشاركاته بعضوية لجان المشاهدة والتحكيم بالمهرجانات الإقليمية المختلفة، وإشرافه الفني علي بعض الورش المسرحية والدورات التدريبية وكذلك إخراجه لبعض الاحتفالات القومية بالمحافظات وذلك علي مدي أكثر من خمسة وثلاثين عاما، وهي التجارب التي تضمنها كتابه »مسارح الأقاليم«. وقد اتفق الحاضرون علي أن د.عمرو دوارة يعد حالة استثنائية شديدة التميز، فبرغم الظروف الصعبة وممارسته للعلوم الهندسية والتي رقي إلي أعلي الدرجات بها استطاع أن يثري حياتنا المسرحية بإبداعاته في مجال الإخراج والنقد والدراسات وتأسيس الجماعات والفرق والمهرجانات المسرحية، وكذلك رعاية جيل كامل من المواهب في مختلف المجالات المسرحية، وذلك من خلال تأسيسه للجمعية «المصرية لهواة المسرح» عام 1982، وهي الجمعية التي قدمت للحركة المسرحية عددا كبيرا من النجوم حاليا. وقد اكدت الفنانة الليبية القديرة خدوجة صبري مع الفنان الكبير حاتم السيد أن د.عمرو دوارة استطاع أن يصنع لنفسه مكانة متميزة في مجال المسرح العربي سواء كمخرج مبدع أو ناقد وباحث متميز، ولم تقتصر جهوده علي المشاركة بعروضه ببعض المهرجانات العربية ولكنه ساهم أيضا في إثراء المسرح العربي بمشاركاته بأبحاثه ودراساته في المؤتمرات والندوات المسرحية وكذلك بمشاركاته بعضوية لجان التحكيم وأيضا بالإشراف والتدريب ببعض الورش المسرحية والدورات التدريبية. وأطلق الناقد عبد الغني داود علي دوارة لقب «حارس ذاكرة المسرح المصري»، وأشاد بجهده الدؤوب والمتواصل في مجال التوثيق المسرحي، كما أشاد بكتبه المهامة في هذا المجال وفي مقدمتها كتابه عن «المسرح القومي»، و»مسرح ملك«، وأيضا كتبه في مجال التراجم لبعض المخرجين والفنانين، وشاركه هذا الرأي الناقد جرجس شكري الذي أضاف أنه رغم تميز إسهامات د.عمرو دوارة في مجالات الإخراج والدراسات النقدية إلا أن دوره متفرد كمؤرخ ، حيث قام بسد فراغ كبير عانت منه الحركة المسرحية طويلا، مشيرا إلي انجازه ل» موسوعة المسرح المصري المصورة» والتي تعد أول موسوعة مسرحية متكاملة بالوطن العربي، وهو جهد مؤسسي غير مسبوق عجزت عن تحمل مشقته الهيئات والمؤسسات الثقافية والمسرحية، ولكنه استطاع بمفرده تحمل مهمة إصدارها. وأشاد المخرج محمود الألفي بالإسهامات المتميزة لعمرو دوارة في مجال الإخراج المسرحي، وأضاف بأنه كمدير لأكثر من فرقة مسرحية كان له شرف إنتاج واستضافة أربعة عروض من إخراجه وهي «المسحراتي الأصيل» بمسرح الشباب، و»الحلم» و»سوق الشطار» و»ملك الأمراء« بالمسرح الحديث، وجميعها تتسم بنجاحها الفني علي المستويين الأدبي والجماهيري، وبرغم أن بعضها قدم باللغة العربية الفصحي إلا أنها نجحت في تحقيق الجذب الجماهيري أيضا، وتناولت المسيرة الإخراجية للفنان/ عمرو دوارة أيضا الناقدة المسرحية المتميزة/ د.وفاء كمالو التي أفادت بأنها متابعة جيدة جدا لعروضه المسرحية، وقد سبق لها تناول كثير منها في مقالاتها النقدية، كما سبق لها إجراء دراسة عن المخرجين الذي ساهموا في التمهيد للثورة واتخذت من عروضه نموذجا للتنوير والتثوير، كما أشادت بعدد من عروضه التي تعدها علامات مهمة في مسيرته الفنية وفي المسرح المصري بصفة عامة ومن بينها «ملك الأمراء»، «يوم من هذا الزمان»، «خداع البصر»، عصفور خايف يطير»، «السلطان يلهو»، والأخير قد تم اختياره من قبل وزارة الثقافة لتمثيل المسرح المصري بمهرجان «دمشق المسرحي الدولي» عام 2004. واستكمل الفنان رضا الجمال الحديث حول إبداعات د.عمرو دوارة كمخرج خاصة وأنه يعتز بقيامه ببطولة عرضين من إخراجه هما: «ملك الأمراء»، «عصفور خايف يطير»، وفي كل منهما لمس مدي موهبته وقدرته علي الإبداع، هذا وقد استطاع الشاعر/ فؤاد حجاج - والذي أصر علي الحضور رغم ظروفه الصحية - تقديم شهادة عملية عن د.عمرو دوارة كمخرج، يتميز بقدرته علي أن يحفز جميع المبدعين المشاركين معه في العرض - بمختلف مفردات العرض - ليقوموا بتقديم أفضل ما لديهم. أشاد د.كمال عيد بالمساهمات النقدية الثرية للدكتور/ عمرو دوارة، ومدي موضوعيته وجديته وهو بذلك يكمل طريق والده شيخ النقاد المسرحيين القدير/ فؤاد دوارة، كما أشاد بمجموعة كتبه الهامة والتي تعد إضافة حقيقية للمكتبة العربية، وأكدت تلك المعاني الفنانة/ آمال رمزي التي قالت أن الجينات الوراثية والمناخ الثقافي كان لكل منهما بالتأكيد تأثير كبير علي مسيرته الفنية وصقلها، ولمس الناقد/ أحمد عبد الرازق مساحة أخري هامة في المسار النقدي لدكتور/ عمرو دوارة حينما أفاد بأنهما ينتميان لنفس الجيل وينتهجان نفس المنهج الموضوعي . وتناول الفنان هشام جمعة في كلمته ذكريات تأسيس فرقة «مجانين المسرح» التي قام د.عمرو دوارة بتأسيسها عام 1978، والتي حققت هدف تكوين فرقة من منتخبات الفرق المسرحية بالجامعات مع التخلص من القيود الروتينية والخروج بالعروض المسرحية - خارج أسوار الجامعة.