أيام قليلة.. ويبدأ شهر رمضان المعظم.. شهر التوبة والعبادة والرجوع إلي الله.. لكننا للأسف حولناه إلي شهر المسلسلات والولائم والبذخ والإسراف.. والأسوأ شهر إهدار كرامة الفقراء بدعوي أنه شهر الكرم. نحن للأسف الشديد تحكمنا بطوننا.. في الافراح لابد من بوفيه فاخر وكلما زادت وتنوعت المأكولات كان تحاكي الناس عن ليلة العمر.. وفي المأتم لابد من عزومة للمعزين.. وإذا رفض أحد تناول الطعام كان كارها للفقيد وشامتا في موته. ورمضان هو النموذج الأمثل لقصة البطون التي تحكمنا خصوصا إذا كان لديك مدعوون علي الإفطار.. أطعمة تكفي جيشا ومشروبات تروي عطش فرق كاملة.. وحلويات تكون نهاية معظمها صناديق الزبالة. الفنادق الفاخرة اكملت منذ شهور حجوزات الإفطار والسحور فيها وهي نوعية من الولائم لا يعرفها الكثيرون وتتعمد الفنادق الافراط في الكميات وكله علي حساب الزبون ولولا ان الجمعيات الخيرية انتبهت كانت الزبالة مصير البواقي التي تزيد عن نصف الولائم. اذهب من الآن إلي المتاجر الكبري والسوبر ماركت الشهيرة ستجد زحاما فظيعا علي شراء المكسرات والبندق والفستق وتخزين اللحوم والدواجن وما لذ وطاب كأننا خارجون علي مجاعة أو مقدمون علي مجاعة مع أننا نستعد لشهر العبادة. الفوانيس معركة كل عام.. نحن نستورد فوانيس ب 2 مليون دولار سنويا.. من أجل مظهر لا اعتقد ان له علاقة بالتدين أو الإسلام وانماأصبحت للتباهي. الاسوأ هو إهدار كرامة الفقراء في مأدبة الرحمن.. صحيح أن هدفها نبيل ومحبب ولكن الطريقة التي تتم بها.. والأموال التي تقام بها محل شك كبير.. هل يصح مأدبة بأموال الفاسدين والمرتشين والراقصات.. وهل من يحضر مأدب الرحمن هم الفقراء فعلا؟ يارب اجعل هذا الشهر الكريم شهر عبادة وتقرب إليك وابتعاد عن المعاصي.. وارحمنا من شهوة البطون وبشاعة البذخ والإسراف. وكل عام وأنتم بخير.