شيعت ظهر أمس في جنازة عسكرية مهيبة جنازة الشهيد العميد عاطف الاسلامبولي مفتش مباحث جنوبالجيزة.. الذي لقي مصرعه برصاص الغدر أثناء مطاردته وقوة أمنية لعصابة مسلحة استولت علي سيارة نقل أموال أثناء سيرها بالطريق الدولي أمام منطقة الصف. حضر تشييع الجثمان القيادات الأمنية واللواء طارق نصر مساعد الوزير لأمن الجيزةواللواء محمد فاروق مدير الادارة العامة للمباحث وزملاء العقيد بالمديرية الذين احتشدوا في ساعة مبكرة من صباح أمس وأقيمت صلاة الظهر والجنازة من مسجد الاسلامبولي بالبدرشين مسقط رأس الشهيد.. ووسط الدموع والهتافات "لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله" ودع أهالي المنطقة ابنهم الذي عرف وسطهم بخدمته للصغير قبل الكبير وتفانيه في العمل. أكد مصدر أمني بالجيزة ان العميد الاسلامبولي متزوج ولديه ولدان وابنة بالجامعة وانتقل للعمل جنوبالجيزة بعد أن حقق نتائج جيدة في ضبطه لكثير من العناصر الارهابية والخارجين علي القانون.. وآخرها عصابة مسلحة أول أمس لسرقة السيارات من الطرق بعد تهديد أصحابها. كشف المصدر عن كواليس استشهاد العميد حيث تبين ان اللواء محمود فاروق مدير الادارة العامة للمباحث الجنائية قد تلقي بلاغاً في ساعة متأخرة بوقوع سطو مسلح علي سيارة نقل أموال بداخلها أكثر من 5 ملايين جنيه أثناء سيرها علي الطريق الدولي أمام منطقة الصف في طريقها الي أسيوط.. انتقلت قوة أمنية باشراف العميد محمد أبوالفتوح رئيس مباحث قطاع الجنوب.. وكعادته دائماً طلب الاسلامبولي تقدم الصفوف للقوة الأمنية التي تلاصق المجرمين حيث وصل لمكان الحادث ومجرد أن شاهدتهم العصابة أطلقوا الرصاص عليهم مما دفع القوات لتبادل الرصاص معهم وخلال ذلك تلقي الاسلامبولي ثلاث رصاصات سقط علي الأرض غارقاً في دمائه وطلب من زملائه تركه وملاحقة المجرمين.. بينما قام المقدم محمد عبدالشكور رئيس مباحث الصف والقوة الأمنية في ملاحقة المتهمين وتحرير سيارة نقل الأموال وسائقها بينما قامت قوة مرافقة للحملة تتبع خط سير الجناة الذين هربوا للمناطق الجبلية المتاخمة للصف وأطفيح. وانتقلت الأجهزة الأمنية الي مكان الحادث وفريق من النيابة الذي قام بمعاينة الواقعة وتم نقل جثمان الفقيد لمشرحة المستشفي لمعاينة الجثة والتصريح بالدفن.. ثم بعد ذلك تم نقلها الي مسقط رأس الشهيد بمنطقة البدرشين. أكد مصدر أمني ان الشهيد راح فداء للوطن حيث عمل بعدة أماكن شرطية وترأس العديد من أقسام ومراكز الشرطة وتم نقله للعمل مفتشاً لمباحث جنوبالجيزة وحقق نجاحات شهد لها الجميع وتم تكريمه. انتقلت الجمهورية الي مسقط رأس الشهيد العميد عاطف الاسلامبولي بالبدرشين حيث أكد الأهالي وأقارب الشهيد أنه كان مثالاً للأخلاق وشهامة ابن البلد الذي يحرص علي خدمة أهل البدرشين وبلده الأم مصر.. وأكدوا ان الشهيد كان يتحدث معهم دائماً بأنه يتمني الشهادة في سبيل الوطن.. وأنه ليس أقل من الذين استشهدوا في حروبهم مع الارهابيين والعصابات الاجرامية التي تروع الآمنين. أضافوا ان أبناء العميد الاسلامبولي في حالهم ولا نسمع لهم صوتاً الا خلال ذهابهم وإيابهم إلي جامعاتهم.. ومحبوبون من الجميع وعزاؤنا الوحيد أننا نحسبه عند الله شهيداً.