المشكلة التي تواجه معظم المراقبين الشأن العام وما يدور من أحداث وارتباطه بالحياة اليومية للمصريين تتمثل في الايقاع السريع الذي يتحرك به الرئيس عبدالفتاح السيسي. وعدم توقع الكثيرين للخطوة أو الخطوات القادمة منه والتي مازالت تشكل عبئا كبيرا كما تشكل أزمة حقيقية لأجهزة المخابرات الدولية والإقليمية التي ترصد وتراقب وتحلل تحركات الرئيس. إذا نظرنا إلي الشهر الحالي "مارس" ينتهي اليوم سوف نلاحظ حجم التحركات الدبلوماسية التي تقوم بها الدولة المصرية بقيادة الرئيس.. بداية من مؤتمر شرم الشيخ الاقتصادي والذي نظم بشكل اذهل الكثيرين علاوة علي ما شهده من نسبة الحضور المرتفعة ومؤسسات التمويل الدولية وكذلك المستثمرون من كل حدب وصوب كما يقولون. مما اضطر ممثله البنك الدولي أن تعيد صياغة كلمتها الرسمية في افتتاح المؤتمر وقوة الموضوعات التي نوقشت في جلساته.. ناهيك عن حجم الاتفاقات الاقتصادية التي وقعت وأيضا حجم الاستثمارات التي تم اقرارها. من تلك الشركات العالمية بعدما شعرت بأن الدولة المصرية جادة في تحقيق نهضة حقيقية وبجدية ملحوظة بالاضافة إلي تزايد الاستقرار وارتفاع نسبة الأمن وأن مصر عادت لتقود المنطقة كما كانت في السابق وبالتالي هناك فرص استثمار حقيقية وان الرئيس السيسي يعيد الروح للدولة وشعبها الذي يؤمن بقدراته وإخلاصه للوطن والشعب. عقب قمة شرم الشيخ وما ترتب عليها من قرارات تحرك الرئيس في خطوة شجاعة انتظرها الكثيرون من أبناء الوطن منذ السنوات الاخيرة لحكم مبارك ومن بعده لحسم قضية الأمن المائي المصري.. التحرك كان للخرطوم واديس بابا لاقرار اتفاق مبدئي حول السد الاثيوبي الذي شهد أزمات متلاحقة بهدف وضع النقاط فوق الحروف كما يقولون بعد ماراثون مفاوضات بين الخبراء القانونيين بالدول الثلاث اعلم عنها الكثير لصياغة إعلان المبادئ بما يضمن حقوق هذه الدول الثلاث في مياه النيل خاصة من المائي المصري ليكون عقب الانتهاء من تنفيذه نموذج أمام باقي دول حوض النيل وأمام القوي الخارجية التي حاولت ومازالت في دق اسفين الشقاق والنزاع بين القاهرة واديس بابا مستغلين الظروف التي تمر بها المنطقة والدولة المصرية وهو ما اثلج صدور المعارضين قبل المؤيدين للتحركات المصرية بزعامة السيسي نحو القارة الافريقية وعودة مصر الدولة والشعب إلي حضن القارة والعكس. فور الانتهاء من خطاب الرئيس لأعضاء البرلمان الاثيوبي في بيتهم يعلن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز عن بدء الحملة العسكرية "عاصفة الحزم" بمشاركة ايجابية من دول الخليج العربي وبعض الدول العربية لإعادة الأمن والاستقرار للشعب اليمني الشقيق اليمن السعيد سابقا وبالتعاون الوثيق واللصيق مع الجيش المصري منذ فترة كانت هناك المناورة العسكرية السنوية بين مصر والسعودية بالبحر الأحمر والمعروفة باسم مرجان حيث استطاعت القوات البحرية المصرية السيطرة المطلقة خلال ساعات قليلة علي مضيق باب المندب هذه السيطرة اذهلت الجميع مدخل قناة السويس الجنوبي الحالية والجديدة التي من المقرر افتتاحها اغسطس القادم. إن عاصفة الحزم التي تنفذ حاليا والمتوقع لها ان تستمر لفترة ليست بقليلة اعادت الروح للشعوب العربية بعد سنوات عجاف عانت منها نتيجة اسباب متعددة ليس هذا وقته.. هذه العودة ما كانت تتحقق دون وجود زعامات عربية حقيقية تؤمن بأهمية الأمن القومي العربي وأيضا قيادة مصرية تدرك تماما أمن بلادها القومي تحافظ عليه وتملك أيضا قوة الردع والقدرة علي اتخاذ القرار المناسب في الوقت المناسب وفق رؤية استراتيجية مستقبلية وان مصر "قلب العرب"..إن ما يحدث حاليا من إنجازات عسكرية علي صعيد مواجهة حوثيي اليمن "الامتداد الايراني بمنطقة البحر الأحمر" لإعادة الشرعية والاستقرار للشعب اليمني وحماية الأمن القومي العربي والمصري لا ينفصلان تسبب في حدوث ارتباك داهل مؤسسة الرئاسة الأمريكية والعديد من دول الاتحاد الأوروبي نتيجة عنصر المفاجأة وسرعة التحرك والتخطيط واختيار التوقيت المناسب مع الخطة العسكرية التي تعكس خبرات قتالية متعددة ومتنوعة كما أن السيطرة الجوية تتيح نجاح أي عمليات عسكرية قادمة "لنا في حرب اكتوبر 73 نموذجا ناجحا" أيضا حققت مقولة الرئيس السيسي حينما أعلن مرارا أن أمن الخليج العربي من الأمن القومي المصري وانه خط أحمر "والمسألة مسافة السكة". إن ما تقوم به إيران منذ تولي آيات الله البلاد وهي في حالة أزمات متلاحقة لرغبتهم في إحياء الدولة الفارسية بالتدخل في الشئون الداخلية لدول الجوار "العراق تفتت ومازالت تعاني. في سوريا تلعب دورا مشبوها وسمحت بظهور الطوائف الدينية" داعش وغيرها في لبنان مازالت تعاني من فراغ سياسي لا تجد له مخرجا بسبب التواجد الإيراني بقوة بالحياة السياسية. واخيرا في اليمن ودعمها المعلن للحوثيين.. كل هذا يؤكد أن هناك دولا إقليمية تدرك معني الكلمة دورها وحجمها مثل مصر والسعودية ودول لا تدرك ذلك مثل إيران وتركيا لذا لزم التنويه. خارج النص: إن الإيقاع السريع الذي يتحرك به السيسي يتطلب منا جميعا ان نبذل المزيد من الجهد وحسن إدارة وقتنا وقيمته لتحقيق طموحاتنا وأحلامنا التي لا تنفصل عن الأحلام القومية للدولة المصرية.