المؤامرة.. اسمها "ألتراس"

مواقع الإنترنت تحدثت عن الكارثة قبل وقوعها

أدان الشارع المصري وخبراء الأمن والسياسة حجم المؤامرة في مأساة مباراة الزمالك وإنبي التي راح ضحيتها العديد من الشباب مطالبين بضرورة فتح تحقيق موسع مع المقصرين والمتسببين في الحادث.. وهناك أياد خفية تتلاعب بهؤلاء الشباب لإحداث حالة من الفوضي والشغب في المرحلة الحرجة التي تمر بها البلاد مؤكدين أن هناك مؤامرة حقيقية وراء الحادث.
يقول حمادة علي أحد المصابين في المباراة إنه علم أن إدارة نادي الزمالك أعلنت عن توزيع 10 آلاف تذكرة بالمجان فذهبت مع زملائي للمباراة ولكننا فوجئنا باكتمال العدد المطلوب بمدرجات الاستاد فقامت قوات الأمن المسئولة عن التأمين بمنعنا من الدخول فتدافعت الجماهير المتواجدة واستغل بعض مثيري الشغب ذلك لإحداث بلبلة وفوضي بيننا مما أدي لحدوث بعض الوفيات والعديد من الإصابات.
محمود محمد موظف للأسف كرة القدم منذ فترة مبارك كانت تستغل سياسيا كوسيلة لتغييب الرأي العام عن مجريات أمور البلاد والآن الوقت غير ملائم لإقامة أي مباريات وخاصة بحضور جماهيري.
يضيف حسين صبري سايس ما حدث فوضي وسفك لدماء المصريين بدون وجه حق ولا نستطيع الحكم من الجاني ومن المجني عليه فمن وجهة نظري كان لابد أن تقام المباراة بدون جمهور منعا للمشادات ويري أن الألتراس بالرغم من وجود أخطاء له إلا أنه يضيف بهجة للكرة المصرية.
يلتقط محمد مصطفي موظف طرف الحديث قائلاً: الألتراس سلاح ذو حدين فهو يفعل ما يشاء بدون قيود وبحرية مطلقة مما يؤدي إلي وقوع الكثير من الأخطاء واستغلال طاقته بطريقة سلبية لذا يجب علي الدولة أن تضع له إطارا قانونيا يسمح لهم بممارسة الأنشطة بطريقة صحيحة تحت إشراف وزارة الشباب والأندية.
يؤكد ميخائيل صبري موظف أن هذه الأحداث ما هي إلا مؤامرات ومخططات لتخريب البلاد خاصة في تلك الأوقات بالتزامن مع زيارة الرئيس بوتين إلي مصر وإقامة المؤتمر الاقتصادي فلابد من الضرب بيد من حديد لكل من تسول له نفسه العبث بأمن البلاد.
يوضح وليد بيومي سائق أن الكرة هي لعبة وروح المنافسة الشريفة ولكن للأسف في الفترة الماضية أدت إلي إزهاق الكثير من الأرواح منذ بداية أحداث بورسعيد وما يتبعها من أحداث الدفاع الجوي وإذا استمر الأمر علي هذا النحو فمن وجهة نظري بأن يتم إلغاء الدوري العام والاتجاه للعمل والبناء.
يري سيد أبوشامة سائق أنه كان لابد من تشديد وتكثيف الاستعدادات الأمنية أكثر من ذلك حيث انها كانت أول مباراة بحضور الجماهير ولكن للأسف تحولت من عرس للكرة المصرية إلي مذبحة جديدة في تاريخنا الكروي.
يؤكد علي محمد مدرس من الضروري إلغاء ظاهرة الروابط الكروية أو ما يسمي بالألتراس نظرا لكثرة الأقاويل حول تلك الروابط ومصادر تمويلها وعلاقتها بالجماعات الإرهابية.
يقول أحمد عادل طالب إن مثل هذه الأحداث تؤثر تأثيرا سلبيا علي الاقتصاد المصري الذي لم يستقر بعد نظرا لبعض حالات العنف التي تطل علينا كل فترة لذلك أناشد الحكومة بالتصدي لمثل هذه الأفعال حتي تسير عجلة الإنتاج بتوفير الأمن للمواطنين.
ويتفق معه في الرأي مصطفي محمود طالب قائلاً إن المؤامرات التي تدبر ضد الشعب والحكومة لا تؤدي للبناء بل للهدم وهناك مشكلة أخري تتمثل في الخلاف القائم بين الوايت نايتس ورئيس نادي الزمالك مرتضي منصور من الأسباب التي أدت لهذه الكارثة الإنسانية لذلك لابد من إيجاد حل لمثل هذه الخلافات حتي لا يدفع ثمنها الأبرياء.
يوضح سلامة عبدالمسيح صاحب أحد المحلات لا يجب أن نربط الأمن بكل مشكلة تحدث فهناك عوامل كثيرة مشتركة تسببت في مثل هذا الأمر ومنها خلافات رئيس النادي المستمرة ودعواته للجمهور بالحضور لمؤازرة فريقه بمباريات الدوري العام.. حسام مصطفي طالب يؤكد وجود علامات استفهام حول ما حدث بالمباراة بداية من منع دخول الجمهور لحضور المباراة بوضع ممر حديدي لا يتناسب مع أعداد الجمهور الغفيرة المتواجدة خارج الاستاد لابد من مساءلة الجميع عن هذه الكارثة.
يعرب حسام عدلي طالب عن أسفه حيال هذه الحادثة مع اعتقاده أنها مدبرة من جهات تحاول التخريب بالبلاد ونشر الفتن والقلاقل بين فئاته حتي في أوقات الترفيه مثل حضور أسر بأكملها لتشجيع فريقهم فيتحول ذلك إلي مأتم.
رضا يعقوب مساعد وزير الداخلية الأسبق ومؤسس مكافحة الإرهاب الدولي بوزارة الداخلية بالتأكيد هناك أياد خفية استغلت هؤلاء الشباب لتحقيق أغراضها الدنيئة وتدبير المؤامرات في هذا الوقت الراهن التي تقف فيه مصر علي بداية الطريق لتحتفل أخيرا بتحقيق أهدافها فنحن علي مشارف زيارة هامة للرئيس الروسي بوتين والانتخابات البرلمانية والمؤتمر الاقتصادي بشرم الشيخ.
فؤاد علام الخبير الأمني يري أن المؤامرة الحقيقية هي ترك الدولة لهؤلاء الشباب فريسة سهلة للمخربين واستقطابهم حتي وصل الأمر إلي خلق عداء تام بينهم وبين القيادات سواء السياسية أوالمتمثلة في الجهاز الشرطي أو القيادات الرياضية المتمثلة في إدارات الأندية واتحاد الكورة فالعديد من هؤلاء الشباب أبرياء كل ما كانوا يتمنونه حضور المباراة وتشجيع ناديهم ولكن استغل الطرف الثاني الأزمة لصالحهم للترويج لأفكارهم ومعتقداتهم.
يري صفوت العالم استاذ الإعلام السياسي بجامعة القاهرة أنه علي صاحب القرار أن يبحث وراء من يصنع هذه الأزمات مهما كانت توجهاته فهناك تداخلات وعناد متبادل بين جميع القوي السياسية.
اتحاد نوعي
أكد خالد مسعود مدير إدارة علم النفس والروابط الرياضية بوزارة الشباب اننا خلقنا هذه المؤامرة بأيدينا لأنه طالما هناك فوضي هناك اختراق يسهل استغلاله من قبل أي طرف مهما كان انتماؤه ورداؤه الحزبي فبدراسة هذه النوعية من الروابط سواء من الالتراس أو الوايت نايتس أري أنهم يتميزون بعدة صفات فهم شباب متحمس للغاية لديهم طاقة جبارة يجب استغلالها استغلالا أمثل وإلا تحولت إلي طاقة مدمرة وأهم ما يميز هؤلاء الشباب هو رفضهم للطرف الآخر فهم يرفضون تماما لأي رأي يتعارض مع أفكارهم ومعتقداتهم لذلك هناك صعوبة في التعامل مع هؤلاء الشباب بالمواجهات الأمنية بل يجب أن يتم التعامل النفسي الدقيق معهم.
شريف إدريس منسق حركة شباب التحرير هناك تخاذل من المسئولين هو السبب الرئيسي وراء أحداث هذه المؤامرة فلجنة الاندية أصرت علي حضور الجماهير في وقت لا تتحمل فيه البلاد مزيدا من الاحتقان السياسي داخل الشارع خاصة في ظل التفجيرات والاغتيالات المتلاحقة ومع وجود زيارة هامة للرئيس الروسي في اليوم التالي.