في اولي خطواتها قامت اللجنة الثورية التي شكلها الحوثيون لادارة اليمن بتعيين محمود الجنيد مديرا لمكتب رئيس الجمهورية وهو المنصب الذي خلا بإلقاء جماعة أنصار الله القبض علي الدكتور أحمد عوض بن مبارك مدير مكتب الرئيس اليمني المستقيل والافراج عنه بعد 12 يوما مع إجباره علي مغادرة البلاد. ومحمد الجنيد كان ممثلا لأنصار الله في مؤتمر الحوار الوطني الذي عقد مؤخرا بمشاركة ممثلي كل القوي السياسية اليمنية علي الساحة. كما أصدرت اللجنة قرارات بتعيين 4 موظفين آخرين في المكتب وفور صدور القرارات قامت مجموعة من أنصار الله بالتوجه الي المكتب وأجبرت عددا من الموظفين علي المغادرة . في نفس السياق صرح زعيم الحوثيين عبدالملك الحوثي إن الفراغ في السلطة كان مؤامرة ضد اليمن وشعبه وذلك بعد إصدار الإعلان الدستوري الحوثي. اضاف إن استقالة الرئيس عبدربه منصور هادي ورئيس حكومته هدفت لخلق فراغ في السلطة وتعطيل مؤسسات الدولة وإحداث فوضي. مشيراً إلي أن يديه ممدوة لكل الفصائل السياسية للشراكة. وفي سياق متصل أفادت مصادر مطلعة أن الحوثيين يُجرون اجتماعا مغلقا في صنعاء مع قادة سياسيين وعسكريين وعلي رأسهم وزير الدفاع في الحكومة المستقيلة اللواء محمد محمود الصبيحي. أشارت المصادر إلي أن الصبيحي رفض عرضا من الحوثيين للدخول في المجلس الرئاسي. ونقلت المصادر عن الصبيحي قوله إن ميليشيات جماعة الحوثي اقتادته بالقوة من منزله لحضور الاجتماع ولم يكن يعرف إلي أين يأخذونه. ويأتي هذا التطور في وقت اتسعت ردود الفعل المحلية والدولية الرافضة ¢لانقلاب¢ جماعة الحوثي علي السلطة في اليمن ففي حين تواصل نزول اليمنيين للشوارع تنديدا بالخطوة ارتفعت وتيرة الاعتراض الدولي علي هذا التحرك. ووصف مجلس التعاون الخليجي تحرك الحوثي بأنه انقلاب وتصعيد خطير مرفوض ولا يمكن قبوله بأي حال ويتناقض بشكل صارخ مع نهج التعددية والتعايش الذي عرف به المجتمع اليمني. ورفضت أحزاب سياسية مختلفة في اليمن تأييد الخطوات التي أقدم عليها الحوثيون علي مدار اليوميين الماضيين. وعبر حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم السابق بزعامة الرئيس السابق علي عبد الله صالح عن ¢أسفه¢ في بيان رسمي وقال إن ما حدث ينتهك خطة دولية للتحرك نحو الديمقراطية بعد تنحي صالح في 2011. من ناحية اخري عاد مبعوث الأممالمتحدة الخاص لليمن جمال بن عمر إلي صنعاء واستأنف اتصالاته مع الفرقاء السياسيين من أجل إيجاد وسيلة للخروج من الأزمة المتفاقمة من جراء استيلاء الحوثيين علي السلطة. يذكر ان بن عمر قد غادر فجأة إلي المملكة العربية السعودية الأسبوع الماضي حيث يعتقد أنه كان يجري مشاورات مع الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الذي كان يزور المملكة.