تفاءل النقاد والصحفيون بالخطوة التي اتخذتها مجموعة قنوات ام بي سي بتصريحاتها وتوضيحها للحقيقة في أزمة التطبيع مع الكيان الصهيوني مؤكدة ان جميع المتسابقين في ارب ايدل يحملون جنسيات عربية ولا وجود لاي جنسيات اخري بالبرنامج وان هيثم ومنال يحملان الجنسية الفلسطينية ونشأوا في فلسطين يأتي هذا بعد ان شهد البرنامج عاصفة من الهجوم والانتقادات العربية واتهامات بالترويج للتطبيع مع اسرائيل.. وقوبلت تلك الظاهرة برفض قاطع من الكثيرين الذين عبروا عن رفضهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي الذين تمسكوا بموقفهم الرافض للتطبيع مع اسرائيل وكان الموقف غريبا حينما علم الجميع ان مجموعة قنوات ام بي سي قد ضمت من بين المتسابقين منال موسي وهيثم خلايلة اللذين يحملان جواز سفر اسرائيلي. كما اكد علي ذلك المطرب الفلسطيني محمد عساف خلال البرنامج الاذاعي بصراحة في الدورة الثالثة لبرنامج ارب ايدول والذي يذاع حاليا علي مجموعة قنوات ام بي سي المشرفة علي البرنامج كل هذا كان قد انتهي بعد التصريح الذي اطلقته المجموعة لكن ما اشعل الموقف مرة اخري ظهور المتحدث العسكري الاسرائيلي افيجاي ادرعي بانه يتمني التوفيق والنجاح لمواطني اسرائيل تعتبر لبنان كيانا معاديا له وتمنع مواطنيها من السفر اليها وتصل عقوبة كسر ذلك اربع سنوات سجنا او دفع غرامة مالية باهظة ومن المتوقع محاسبتها فور عودتهما الي اسرائيل. وهذه ليست المرة الاولي التي تحاول مجموعة ام بي سي طمس الهوية الفلسطينية والدليل علي ذلك ما قام به برنامج اراب ايدول في حلقته الاولي من الموسم الثالث باستبدال اسم دولة فلسطين باسرائيل علي الخريطة التي تظهر البلدان التي أتي منها المتسابقون. ونتيجة لذلك هوجمت قنوات ام بي سي كثيرا من المتابعين علي مواقع التواصل الاجتماعي واعلن الكثير منهم مقاطعتهم الكاملة للقناة والبرنامج حتي وصل الامر بالمطالبة بوقف البرنامج وان تتقدم القناة باعتذار للشعب الفلسطيني والعربي الا ان ذلك لم يحدث واكتفت القناة بحذف اسم اسرائيل من علي الخريطة دون وضع اسم فلسطين وهذه ليست المرة الاولي التي تحاول فيها الفناة ضم متسابقين يحملان الجنسية الاسرائيلية اثناء اختيار المواهب بضم شاب وفتاة من عرب اسرائيل ويحملان الجنسية الاسرائيلية ليكونا في مقدمة الطليعة لعبور الجنسيات الاسرائيلية الي البرنامج ومنها الي الفن العربي لكن بعد الهجوم الذي تعرضت له ام بي سي تم استبعاد الشاب والفتاة واليوم بعد مشاكة هيثم ومنال اصبح البرنامج حصان طروادة لعبور اسرائيل داخل الوطن العربي وقد كان لهم ذلك بمنح تأشيرة دخول اسرائيل في المسابقة وخرج علينا مؤخرا المتحدث العسكري الاسرائيلي يفتخر بأصلهما الاسرائيلي وانه اراد ان يعلم الجميع بأصولهما الاسرائيلية. ان ما حدث يعد انخطاطا ثقافيا وضربا تحت الحزام لكل ما هو عربي وخرقا واضحا للموقف الثقافي العربي الموحد من قضية التطبيع واذا كانت ادارة قنوات ام بي سي تريد ان تغرد بعيدا عن السرب العربي فليس من المعقول ان تبحث في الاختلاف. اما الغريب في الامر هو مشاركة لجنة التحكيم المكونة من نانسي عجرم ووائل كافوري واحلام وحسن الشافعي في هذه المهزلة وارادت ادارة القناة ان يكون برنامج اراب ايدول هو المدخل الثقافي والفني لتمرير اسرائيل لقلب الوطن العربي. وانني متعجب من موقف النجوم المشاركين في البرنامج لماذا لم ينسحبوا حينما علموا ذلك واعلنوا هذا الانسحاب للصحافة والتليفزيون انني عاتب عليهم.. وخاصة الموسيقي المصري حسن شافعي ادعو مجلس ادارة نقابة الموسيقيين لاتخاذ موقف حاسم تجاهه لان هناك قرارا من اتحاد النقابات الفنية منذ عهد الراحل سعد الدين وهبة ومجلس النقابات الفنية الثلاث "التمثيلية والسينمائية والموسيقية" عام 1981 هو نفسه قرار المجلس الحالي والقادم وهي ثوابت لن تتغير مادامت اسرائيل تنتهك حقوق الفلسطينيين. وتستمر في اعلانها ان دولة اسرائيل من النيل الي الفرات بعدم التطبيع مع اسرائيل وان عقوبة الداعين الي التطبيع مع اسرائيل بأي شكل من الاشكال تصل الي شطب عضويته.. ان الموقف واضح لمن تسول له نفسه التفكير في التطبيع بأي شكل من الاشكال مع اسرائيل وان هناك قرارا بعدم التعامل مع اسرائيل بجلسته المنعقدة في 19/1/1981 بحظر التعامل مع اعضاء النقابات الفنية السفر أو التعامل مع اسرائيل والا عرض العضو نفسه الي الفصل. كما ان ادارة قنوات ام بي سي لم تخبر أيا من ضيوف البرنامج العرب بأن هيثم ومنال يحملان الجنسية الاسرائيلية وسيكونان بصحبتهم طيلة أيام المسابقة. ان المفترض في ادارة بحجم ام بي سي الا يخدعوا ضيوفهم والا يحرجوهم بوضعهم في مواقف امام شعوبهم يخجلون منها. وهنا يكمن السؤال هل سيكون هناك احد جريئ في الانسحاب من البرنامج عندما يعلم بوجود اسرائيليين في البرنامح واعتراضه علي عسف الصهاينة وجبروتهم وجرائمهم التي لاتنتهي ام سيضعف امام المكسب المادي ويسكت عن وجود اسرائيليين تسرحون وتمرحون في البرنامج ويغنون عبر شاشات ام بي سي. ام ان ادارة قنوات ام بي سي تتبني مطلب التطبيع الذي تتبناه الولاياتالمتحدة من خلق واقع جديد يؤسس الي فكرة تثبيت التسوية عبر علاقات اقتصادية ومصالح بينهم. انني احذر من ان التطبيع سوف يخلق طبقة اجتماعية لها مصالح استراتيجية مع العدو الصهيوني في ظل ان القضية الفلسطينية تمر بمرحلة من أصعب المراحل واكثرها ضبابية بسبب الوضع الفلسطيني الداخلي. وكذلك الوضع العربي الذي أصيب بالشلل.