مهما زعم المتربصون وادعي المغرضون.. فلن تعود مصر للوراء.. وستمضي قدما للأمام بدون "وجوه" أفسدت وذهبت.. وبلا "رموز" بغت وولت.. وسوف تنطلق المسيرة الوطنية.. تبني وتعلي. تدفع وتدعم. تؤسس وترسخ. تزرع وتحصد سنابل الخير والتقدم والرفاهية. لم يكن الاختبار الأول ولن يكون الأخير.. الذي يثبت فيه المصريون مدي أصالتهم وحسن معدنهم.. وحرصهم علي بقاء دولتهم.. وسعيهم الدءوب لإعادة الوطن إلي مكانته وريادته.. فقد انتصرت الإرادة.. وغلب الولاء وعظم الافتاء.. وتعانقت رايات التكافل.. رافضة المساس بأمن الوطن.. في نفس الوقت الذي انكسرت فيه "حربة" الفوضي والإرهاب.. وخارت قوي البغي والضلال.. وفشلت مخططات التخريب.. ليدرك دعاة الشر الآن.. من الأضعف حشداً وناصراً.. ومن الأقل عدداً وتأثيراً!! بقي في مشوار المواجهة.. خطوتان حاسمتان.. أولاهما التعامل بحكمة وحنكة مع فئة ضالة من الشباب.. تحكم علي الأمور بقلوب ثائرة.. وتري الأحداث بعيون طائشة.. وصارت حاليا في أمس الحاجة إلي من يوقظ عقولها ويصحح مفاهيمها. ويسعي لاحتوائها وضمها إلي الصفوف المخلصة.. لاسيما وأنهم في الأصل خرجوا بحثا عن العيش والحرية والعدالة.. إلا أن اندساس الخونة والعملاء بينهم.. شوه صورتهم. وتلاعب بأهدافهم ودفعهم إلي الخروج عن الصعف..!! ينبغي أن يعي الشباب "المغيب".. أن سنوات عديدة ضاعت من عمر الوطن.. في معارك وصراعات خاسرة.. بل أطاحت بالاقتصاد. وانهارت بالخدمات الحياتية.. وهددت بسقوط الدولة.. وها هو الأمل يتجدد كي تعود مصر قوية شامخة.. شريطة الكف عن التظاهر والاحتجاج والاعتصام.. وايقاف التشاحن والتنابز وإسالة الدماء.. وليتفرغ "الجميع" بلا استثناء.. لبناء وحماية الوطن. "التصدي للانحراف الإعلامي".. يمثل الخطوة الثانية من المواجهة.. فقد أصبح لازما تغيير خطابه المربك والمضلل.. ووضع ميثاق حازم.. يلفظ الدخلاء ويستبعد المرتزقة والمنفلتين.. ويمنع التهوين والتهويل ويفرض النزاهة والأمانة.. خاصة وأن التطرف الفكري صار منهاجا لكثير من الفضائيات.. فإما مع أو ضد.. لا تعرف الصدق والموضوعية ولا تتبع الصراحة والشفافية.. وفي سبيل الاثارة والاستحواذ علي نسبة مشاهدة عالية.. تضرب بالقواعد والأصول عرض الحائط..!! أما الإعلاميون.. فالقليل فقط من يرتدي ثوب الوطنية بحق.. لكن الآخرين يبدعون في التحول والتقلب.. فهذا يغير آراءه ومواقفه الصباحية مع حلول المساء.. طالما تعلق الأمر بالمآرب الشخصية و"السبوبة".. والتلاعب بمشاعر البسطاء.. وذاك يملك "سيناريوهات عديدة" للقضية الواحدة.. تتبدل طبقا للهوي والغرض.. ولذلك آن الأوان لتوضيح الرؤية أمام المشاهد.. حتي يتمكن من الفصل بين الإعلامي المنحاز لصالح الوطن والمواطن.. وبين "المغرض" الذي يبيع أفكاره وآراءه لمن يدفع أكثر.. والذي يجب اجتثاثه من فوق منبره.. ومنعه من التمادي في افساد الشاشة.. والاطاحة بالقيم والإساءة للمهنة النبيلة! إن الأجواء مهيأة لاستكمال "المشوار".. بعد أن تهاوت دعاوي الشر ولاقت مخططات الفتنة الفشل الذريع.. وتبدد الخوف وحلت السكينة.. وانقشع الرعب والفزع.. وبزغ التكامل والتضامن.. وارتفعت راية الاستقرار.. بتلاحم الشعب.. وتماسك صفوفه. والتفافه حول جيشه وشرطته.. ولم يعد أمام "المخلصين" سوي لم الشمل وسد الطريق أمام محاولات التشرذم والانقسام.. والانصهار في بوتقة العمل والإنتاج.. والسير بخطي ثابتة نحو تنفيذ آخر بند في خارطة المستقبل.. لكي يأتي "برلمان" يمثل كل المصريين.. ويؤسس لدولة الحرية. والعدالة الاجتماعية. والكرامة الانسانية.