بعد قرار رئيس مجلس الوزراء المهندس إبراهيم محلب بوقف عرض فيلم ¢ حلاوة روح¢ وإعادته للرقابة انقسمت الآراء بين مؤيد ومعارض بدعوي حرية الإبداع وأنه من العار علي السينما وقف الفيلم كما قال منتجه محمد السبكي في اتصال هاتفي بقناة الحياة الفضائية وتأكيده بأنه لا يرغب في الحصول علي مقابل مادي من الفيلم وسيعرضه مجانا للجمهور وكأن الملايين التي أنفقها في إنتاجه لا تعنيه لأنه في رأيي سوف يتمكن من استعادتها من التوزيع الخارجي . هذا الفيلم قال منتجه عن قصته إنها واقعية وعاشها بنفسه في الحارة المصرية وأعتقد ان هذه مبالغة من السبكي فالمرأة المصرية المعيلة تدخل السجن في ديون تثقل كاهلها لأنها تقوم بدورها في رعاية أبنائها وتجهيز بناتها للزواج , وهي تعمل أعمالا متواضعة كالخدمة في البيوت أو بيع ¢ الفجل والجرجير ¢ لتحصل علي قوت يومها بعيدا عن استعراض مفاتنها وإثارة غرائز الرجال بملابسها الملتصقة بجسدها والتي تظهر أكثر ما تخفي من عوراتها.. وقد نال الفيلم شهرة بهذا المنع من العرض ولكن إعادته للرقابة مرة أخري كان أفضل حل حتي يري الرقباء الذين اعترضوا في يناير الماضي علي الكثير من مشاهده في السيناريو ما تم تنفيذه من ملاحظات طلبوها للسماح له بالتصوير ثم العرض والتي لابد لهم من التأكد منها في حقيقة حذفها أوبقائها وعدم مخالفة قانون الرقابة رقم 430 لسنة 1955 والذي ينص علي عدم جواز إجراء أي تعديل أو تحريف أو إضافة أو حذف بالمصنف بعد تصريح الرقابة له وإبداء موافقتها. وبعيدا عن هذا الجدل الدائر الآن أقول إن الفيلم مقتبس عن ¢ مالينا ¢ الفيلم الإيطالي بطولة مونيكا بيلوتشي واقتباس الأفلام ليس جديدا علي السينما المصرية فالكثير من الأفلام القديمة تم تمصيرها عن قصص أجنبية ولكنها كانت تقدم بما يناسب المجتمع المصري من قيم وعادات وتقاليد وما كانت تدعو إليه من مباديء وتعاليم إنسانية تهدف إلي الرقي بالمجتمع وبث روح المحبة بين الناس والتعاون والشهامة التي يتميز بها المصري الأصيل في الحارة المصرية زمان ومساندة الجيران بعضهم لبعض في الشدائد وقضاء حاجات المحتاجين ومساعدة الفقراء ومن لا عائل لهم علي متطلبات الحياة بكرامة لا استغلالهم والطمع فيهم وفي مفاتنهم نظير هذه المساعدة.. إن منع الفيلم علي الرغم من أنه يناقض حرية التعبير والإبداع إلا أنني مع قرار منعه لأن كل عمل فني يجب أن يكون له هدف واضح من عرضه علي الناس كأن يدعو إلي قيم أويصحح سلوكيات أو ينقل الواقع ولكن بغير مبالغة بغرض تغييره والتخلص من المشين فيه من ظواهر لا أن يكون العمل الفني مجرد مشاهد تخاطب الغرائز بالعري والإثارة وتبث الفاظ بذيئة وسلوكيات يتعلمها النشء وتخالف قوانين الطفل وحمايته من الانحراف بدعوي أنه فيلم للكبار فقط.