بنايات بسيطة لا يتجاوز ارتفاعها خمسة طوابق فواصل الجدران وشروخها عميقة جدرانها الخلفية متآكلة بسبب مواسير الصرف المتهالكة يعبر إليها قاطنوها عبر مداخل ضيقة منخفضة تتوسطها أكشاك عشوائية تزيد من ضيق الشوارع. أكوام القمامة المنتشرة في أروقة منطقة المساكن تزكم أنوف المارة برائحتها الكريهة الكلاب الضالة تنهش في صغارهم وكبارهم الصورة السابقة لمساكن الزلزال والسبعين فداناً علي حافة جبل المقطم. عبدالوهاب زهران "موظف": مساكن الزلزال تمتد علي مساحة تقترب من 50 فداناً بنهاية شارع 9 أشهر شوارع المقطم بالقرب من زهراء مدينة نصر أنشئت في أول التسعينيات لتعويض المواطنين الذين تهدمت مساكنهم بسبب زلزال .92 يقول حمدي عبدالكريم حسني "بالمعاش": إنه كان يقطن بمصر القديمة حتي تهدم بيته بسبب الزلزال وتم نقله إلي المقطم مشيراً إلي أنه جاء للسكن بهذه المساكن قبل ما يقرب من 20 عاماً وكان يتسم بالهدوء والنظافة علي عكس الآن واكتظت بالسكان بعد الثورة مشيراً إلي أن مسئولي حي المقطم كانوا يريدون الحجز علي الشقة مقابل سداد 10 آلاف جنيه بحجة أنها فلوس متأخرة لكن الثورة رحمتنا منهم. ويتأسف عبدالله فهمي موظف علي الحالة التي وصل إليها الناس في المكان الذي لم يغير من وجهة نظره قائلاً.. الناس تغيرت للأسوأ المشاجرات لا تنتهي بخلاف السمعة السيئة لانتشار المسجلين خطر والبلطجية. ويصرح أيمن محمود شرف الدين قائلاً المسئولون تركونا بدون خدمات ولا صيانة حتي الكلاب المسعورة تطارد الكبار والصغار ابني عقره كلب ضال.. والقمامة تحاصرنا والمباني متصدعة والحشرات الزاحفة في كل مكان. نجاح عبدالظاهر بالمعاش يضيف منذ عشرات السنوات قامت الهيئة العامة للتعاونيات بإنشاء مجمع سكني أطلق عليها السبعين فدان "مساكن التعاونيات" أسفل جبل المقطم وتركتها بلا خدمات. ويضيف حسين عبدالعال "أرزقي" يقول نقطن هنا من عشرات السنوات بعد أن حصلنا علي الوحدات من خلال القرعة العلنية للوحدات السكنية الخاصة بالهيئة العامة للتعاونيات وهذه المساكن تتعدي ال 200 عمارة سكنية ونعاني أشد المعاناة للحصول علي رغيف الخبز. ويصرخ ياسين مصطفي صاحب محل من تدني مستوي الخدمات بالمنطقة قائلاً.. لا توجد مستشفيات بالمساكن. ويشير حلمي محمود إلي أن الشوارع عبارة عن برك صرف صحي والبالوعات دون أغطية والقمامة متراكمة في الشوارع وعمال النظافة لا يأتون المنطقة نهائياً رغم سدادنا لرسوم النظافة علي ايصالات الكهرباء.. مؤكداً أن الرمال المتطايرة من أعلي جبل المقطم تغلق النوافذ والمداخل والمخارج للمنطقة والحي لا يسأل. ويعود عبدالله فهمي للحديث قائلاً.. في البداية كان يوجد أتوبيس نقل عام "77 و86" وقامت الهيئة بإلغائها تماماً من المنطقة والمواصلات الخاصة مرهقة تماماً مما جعل معظم السكان يرفضون إلحاق أبنائهم وفتياتهم بالمدارس لعدم وجودها بالمنطقة ولا أسواق ولا مستشفيات ولا مطافئ.