فجرت الاستحقاقات التي تشهدها مصر حالة حراك داخل الأحزاب والتي انطلقت من الاستفتاء علي الدستور الذي نجح في تحويل هذه الأحزاب إلي خلية عمل لا تهدأ مع الاستعداد للانتخابات الرئاسية والبرلمانية ومساعي كل حزب أن يكون له تواجد ومنهم حزب المحافظين الذي استطاع أن يفرض نفسه علي الشارع السياسي بمواقفه وأفكاره ليؤكد المهندس أكمل قرطام رئيس الحزب دراسة التحالفات المطروحة للدخول إلي البرلمان القادم. مشيراً إلي أن الدستور الجديد سوف يفرض علي الأحزاب النزول إلي الشارع والاحتكاك بالناس. * بما تصف الإقبال الكبير علي الاستفتاء؟ ** صحوة الشعب المصري للتصويت علي أفضل الدساتير في تاريخ مصر وجاءت مليونيات الصناديق والطوابير الممتدة بالكيلو مترات رسالة للعالم بأن المصريين انحازوا للاستقرار ورفضهم التام للأعمال الإرهابية التي تستهدف إفشال خارطة المستقبل. * من يصلح لقيادة مصر في هذه المرحلة؟ ** أتمني أن يكون المشير عبدالفتاح السيسي رئيساً لمصر لأننا في حاجة إلي رئيس يحظي علي أغلبية ساحقة حتي يتمكن من تنفيذ برامجه للنهوض بالبلاد وأعتبر أنه بترشيحه للرئاسة فيه تضحية منه لصالح مصر وهذا واجبه تجاه الشعب الذي أجمع عليه. * أين المشروع القومي للمحافظين؟ ** لدينا عدة مشروعات تنهض بمصر في مقدمتها تطبيق اللامركزية في الإدارة المحلية حتي تصبح مصر من الدول المتقدمة خلال خمس سنوات الذي يجعل كل محافظة مستقلة بمواردها من ضرائب ورسوم لإنفاقها علي شعبها مع تخصيص 40% من هذه المواد للدولة ولنا أيضاً أهداف مهمة لجعل مصر المركز الطبي في الشرق الأوسط وجامعاتها هي مركز التعليم في المنطقة وتفعيل النشاط السياحي ونمتلك خططاً لتنفيذ هذه المشاريع. المواقف القومية * أين الحزب علي الساحة السياسية والخدمية؟ ** نتعامل مع المواقف القومية ولا نعارض من أجل المعارضة وإنما هدفنا بناء الدولة ولدينا برنامج خدمات كبير منها القوافل الطبية التي تجوب المحافظات وإنشاء عدد من المراكز الطبية تقدم العلاج والدواء بالمجان ومراكز كمبيوتر ومشروع محو الأمية وأسسنا مقراً للحزب علي مستوي الجمهورية لأن الدور الاجتماعي لا يقل عن السياسي في هذه المرحلة الحرجة. * ما هو النظام الانتخابي الأنسب في رأيك؟ ** مصر تحتاج إلي نظام انتخابي يدعم تواجد الأحزاب في البرلمان حيث ينص الدستور علي أن نظام الحكم في مصر نظام ديمقراطي يقوم علي التعددية الحزبية وفي ذات الوقت الناخب اعتاد علي النظام الفردي لأنه يدعم حق المواطن في الترشح وفي الانتخابات فلا تفرض عليه الأحزاب قوائمها لذلك اقترحت نظام الفردي الحزبي الذي يجمع بين الحسنيين أو أنه يدعم حق الأحزاب في ترشيح كوادرها طبقاً لبرامجها ويمنع المستقلين مما لم ترشحهم الأحزاب في الترشح وحتي يحقق هذا النظام أغراض الدستور فلابد أن يفرض القانون علي المرشح المستقل أن يتقدم بتوكيلات علي الأقل 2000 توكيل من أهالي دائرته يزكونه للترشيح. * وما هي مميزات هذا النظام؟ ** تحقيق جدية المرشحين المستقلين يمنع من يترشحون من أجل الحصول علي أموال أو تقديم الطعون والأهم من ذلك أنه يجنب البلاد أزمات في تشكيل الحكومات ويمنع وجود فراغ حزبي داخل مجلس النواب. * كيف تري أسلوب تعامل الدولة مع الإخوان وحلفائهم؟ ** هذه الجماعة انتحرت شعبياً وسياسياً بعد هذه الأعمال الإرهابية لذلك أري تطبيق القانون بقوة وحسم وعدل وفضح مخططاتهم بالأدلة حتي يكون الرأي العام علي بينة بما تقوم به هذه الجماعة دون تهويل أو تهوين. * هل سيدخل الحزب في تحالفات انتخابية؟ ** هذا هو توجهنا ولكننا نطمح في تحالفات سياسية أيضاً حيث إن البرلمان القادم هو في رأيي برلمان تأسيس الجمهورية الجديدة ولابد في هذا البرلمان أن يخلو من المصالح الحزبية وأن يغلب عليه التوافق لبناء الدولة العصرية علي أسس ديمقراطية ومكافحة الفساد ومحاسبة المقصرين. * تردد أنكم ستندمجون مع حزب الوعي؟ ** نعم لأننا نتفق في معظم المبادئ والأهداف وأزعم أنهم ونحن لا تحركنا أية مصالح شخصية أو حزبية أو حتي مطامع سياسية. * هل تتوقع تزاحم المرشحين علي منصب الرئيس؟ ** إذا ترشح المشير السيسي فأعتقد أن العدد سيقل بشكل كبير وسيقتصر الأمر علي اثنين أو ثلاثة مرشحين علي الأكثر. * كيف نمنع المهازل التي حدثت في الانتخابات الرئاسية الماضية؟ ** لا يستطيع أحد أن يمنع أي مواطن من سحب أوراق الترشح فهذا حقه الدستوري ويمكن أن نقطع الطريق علي مجانين الشهرة بوضع شرط لسحب الأوراق يتعلق بعدد من التوكيلات من المواطنين. * ما هو دور الأحزاب في المرحلة القادمة؟ ** في هذه المرحلة القصيرة لابد من العمل علي إنشاء تحالفات سياسية وانتخابية وعلي المدي البعيد عليها تقوية أوضاعها لتصبح مدارس سياسية للعمل في الشارع ومخاطبة عقول المواطنين فالأحزاب اليوم وليدة في الديمقراطية ليس لها كوادر تدافع عن معتقداتها وأهدافها وبرامجها. * هل استعددتم للانتخابات الرئاسية والبرلمانية؟ ** بالنسبة للرئاسة ننتظر المرشحين حتي نحسم قرارنا ومن الذي سندعمه وسيكون دعمنا في محاولة التأثير إعلامياً وميدانياً لكسب أكبر عدد من المؤيدين للمرشح الذي نختاره أما البرلمانية نستعد بعقد سلسلة لقاءات مع القيادات الشعبية والطبيعية والشباب لقبول طلبات الترشيح ودراستها وإعداد قائمة بالأسماء في عدد كبير من الدوائر. * بوصفكم خبيراً اقتصادياً كيفية الخروج من الأزمة الحالية؟ ** الحل الأساسي هو زيادة الإنتاج ومعدل إنتاجية الفرد وهذا يتحقق بإنشاء مشروعات جديدة واستثمارات ضخمة وهذا لن يأتي إلا بمجموعة قوانين تشجع الاستثمار والتصدير وعلي سبيل المثال المؤسسة التي تستخدم أرباحها في التوسع أو إنشاء فروع جديدة تحصل علي ميزات وكذلك الأرباح التي يحصل عليها الأجانب بالمضاربة في البورصة يجب أن تكون هناك فترة قبل أن يسمح له بتحويلها للخارج والأرباح الموزعة يجب زيادتها ولابد من التخلص من الدعم علي فترة زمنية لا تتعدي خمس سنوات وتغليظ عقوبة الفساد ومنح الموظفين العموميين الثقة حتي لا تتعطل مصالح المستثمرين حتي نحول المجتمع المصري إلي مجتمع منتج وتغيير ثقافة المواطن والمسئول.