أكثر من 15% من إجمالي عدد البالغين في مصر يعانون من مرض السكر أي ما يقترب من 13 مليون مريض بسبب التدخين والعادات الغذائية السيئة وزيادة تناول الأطعمة السريعة.. وتزداد آلام مرضي السكر بسبب الآثار الجانبية لأدوية السكر التي تؤثر علي القلب والأوعية الدموية وزيادة أو نقصان الوزن. قالت فتحية أحمد من شبرا الخيمة: أعاني من مرض السكر منذ 20 عاما وتوجهت للاطباء المتخصصين وتناولت الكثير من الأدوية سواء الحبوب أو الأنسولين ومازلت أعاني من ارتفاع نسبة السكر بالدم وأدي ذلك إلي ضعف الابصار لدرجة شديدة مما دفعني إلي إجراء عدة عمليات جراحية بها. وأضافت سيدة عبد الحميد أعاني من السكر منذ خمس سنوات وتناولت بعض الأدوية المعالجة للمرض ولكني فوجئت بزيادة وزني بدرجة كبيرة منذ تناولي لهذا العلاج وعندما توجهت للطبيب ابلغني بأن هذا الدواء له آثار جانبية وهي زيادة الوزن ولا يستطيع تغييره نظرا لحالتي الصحية. أشارت كريمة محمود من بولاق بأن ابني أحمد ولد بمرض السكر وكسل بالبنكرياس ومنذ عامين شعر بالآلام بالقلب وعلمنا بأن أدوية السكر أثرت فيپكفاءة القلب والأوعية الدموية ولابد من تغيير الأدوية وبالفعل بدلت جميع أدويته إلي نوعية أخري ولكن باهظة الثمن!!! الآثار الجانبية أكد الدكتور أحمد العوضي استشاري أمراض الباطنة والسكر بأنه شهد العالم تطوراً هائلاًَ في علاج بعض الأمراض المزمنة وخاصة مرض السكر حيث كان الأطباء منذ زمن طويل يعالجون المرضي ببعض العقاقير المعروفة لعلاج السكر مثل مادة "البياجواليد" التي تساعد علي خفض نسبة السكر في الدم عن طريق تقليل كمية الجلوكوز وابطاء افرازه ولكن لهذه المادة الكثير من الآثار الجانبية مثل الغثيان والقيء والإسهال وآلام بالبطن وآثار سلبية علي مرضي الكبد والكلي والقلب.. إما مادة "السلفونيل يوريا" وهي تخزين سكر الدم عن طريق تحفيز البنكرياس علي إنتاج المزيد من الانسولين إلي أنها تؤدي إلي زيادة ملحوظة في الوزن وغالبا ما يحدث معها نوبات انخفاض في سكر الدم .. أما مادة "الجليتازون" وقد اكتشفت في مراحل أحدث وهي تعمل علي تخفيض مستوي السكر في الدم عن طريق زيادة الانسولين وتحسن مقاومته ولكن تؤدي أيضا إلي زيادة وزن المريض وتراكم السوائل في جسمه فترهق مرضي القلب والكبد. وأشار د. العوضي إلي وجود اكتشافات جديدة اكتشفها العالم في علاج المرض ومنها مادة " السيتاجلبتين" و"السليداجلبتين" وهما مادتان تعملان علي زيادة قدرة الجسم الذاتية لخفض السكر عندما يرتفع الدم عن طريق افراز الانسولين وجلوكاجول أقل لأنها لا تؤدي إلي أعراض جانبية خطيرة مثل الانخفاض الحاد في سكر الدم ولا تؤدي إلي زيادة أو نقصان الوزن. مثبطات الأنزيم أوضح الدكتور رأفت رشوان أستاذ الغدد الصماء بجامعة الزقازيق أن الطفرة العلاجية كانت في مثبطات الإنزيم وكانت البداية والسبق لعقار السيتاجلبتين الذي يتميز بسلامته علي خلايا البنكرياس وأيضا عدم تعرض المريض لخطورة نقص السكر في الدم. كما ننصح دائما باستخدام مادة "السيتاجلبتين" في إنتاج أدوية علاج السكر . بإضافة إلي أننا في حاجة إلي إعادة النظر في المركبات الدوائية وطرق استخدامها بشكل رشيد. كما أشار فرق كبير بين مادة "السيتاجلبتين" والمواد الأخري من الفئة التي تستخدم لعلاج أمراض السكر. حيث أصبح الاتجاه العالمي قوي لهذه المادة لما تتميز به تجنب بعض الآثار الجانبية المحتملة علي القلب والأوعية الدموية. عدم تراخي المريض وأكد دكتور إبراهيم الابراشي عميد معهد السكر السابق وأستاذ الباطنة والغدد الصماء بجامعة القاهرة وعضو اللجنة القومية لمكافحة السكر أن هناك طفرة دوائية وليست جراحية في علاج مرضي السكر فنحن كأطباء نشعر بالرضا المهني عندما نقدم استشارات وعقاقير طبية تسهم في تخفيف الآلم المرضي ودائما ما نتمني عدم الوصول إلي مرحلة التدخل الجراحي. وأكد بأنه يجب علي مريض السكر عدم التراخي في متابعة أحدث أنواع العلاج الجديدة والمناسبة لحالته . وأن يبادر بسؤال طبيبه الخاص واستشارته في أحدث أدوية وعلاج السكر والتي قد تكون سببا في العلاج دون احداث أية مضافعات وبضرورة التركيز علي المادة الفعالة التي تمنع حدوث المضاعفات أو الآثار الجانبية مثل السمنة وارتفاع بأنزيمات الكبد والتأثير علي القلب والأوعية الدموية. صحة الفم والأسنان وقال إن مرض السكر من الأمراض الشائعة بين الشعوب في كل دول العالم . حيث أن غدة البنكرياس هي المسئولة عن افراز مادة الانسولين عبر جزر لانجرهانز. ويتم السيطرة علي نسبة الجلوكوز في الجسم سواء بالزيادة أو بالنقصان. وتشير أحدث الدراسات بوجود علاقة بين أمراض اللثة ومرض السكري وأن أكثر الناس عرضة للاصابة بأمراض اللثة وتسوس الأسنان هم مرضي السكري. وأن التهاب اللثة المزمن يسهل دخول البكتيريا إلي الدورة الدموية مما قد يسبب الاصابة بمرض السكري. تأثيره علي الفم يقول د. محمد ياسين القباني - مدير إدارة طب الأسنان بشبين القناطر واستشاري أمراض وجراحة الفم والأسنان - أن هناك أعراضا تربط ما بين مرض السكري والفم وهي: العطش من السمات التي يتميز بها مريض السكري نقص افرازات الغدد اللعابية قد تصاب الأسنان بمرض تسوس الأسنان والتهابات اللثة. مما يساعد طبيب الأسنان في التشحيص فيما إذا كان المريض لديه سكر أم لا. فيصاب مريض السكري لخلخلة أو قلقلة بالأسنان وخاصة الأمامية منها. مما يشير إلي تأثر الأنسجة الداعمة للأسنان. وانبعاث رائحة كريهة من الفم: يكون مصدرها اصابة المريض السكري حيث تعتبر الرائحة من مميزات هذا المرض بالرغم من الوقاية ومن علاج الاسنان. بالإضافة إلي اضطراب قد يصيب الغدد اللعابية وتأخر في التئام الجروح واضطراب في حاسة التذوق والتهابات في اللثة حادة أو مزمنة وترجع اللثة عن الأسنان. وحدوث خراجات لثوية متكررة ونزيف لثوي متكرر واصابة الفم بالفطريات وخاصة في اللسان واللثة والخدين من الداخل. ووجود قيح أو صديد يخرج من بين اللثة والأسنان عند أقل لمسة وحصول فراغات بين الأسنان وتغير في أطباق الأسنان. ويقولد. محمد ياسين أن مجموعة من الباحثين من معهد كولومبيا الجامعي لطب الأسنان في نيويورك وجدوا أن طبيب الأسنان يستطيع قبل غيره تشخيص الاصابة بالسكر قبل أن ينتبه إليه أي طبيب آخر. واعتبروا أن تمكن أطباء الأسنان من تحديد اصابة أشخاص بالسكر يجعل من الفحص الدوري للاسنان فرصة للمساعدة في مكافحة هذا المريض الذي يعد وباء علي البشرية.