في بعض المهرجانات السينمائية يوجد برنامج اسمه "مهرجان المهرجانات". وهو برنامج يعرض الافلام الفائزة في المهرجانات الاخري. والمخرج قيس الزبيدي فعل ما يشبه هذا البرنامج في كتابه "في الثقافة السينمائية" الذي صدر في القاهرة عن سلسلة "آفاق السينما" التي تصدرها الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة تحرير الناقد د.وليد سيف. قيس الزبيدي عراقي المولد سوري الاقامة الماني الجنسية. يعشق الجانب الاكاديمي في السينما كما يظهر ذلك بوضوح في كتابه. الذي يقع في 192 صفحة ويضم 12 فصلاً ويحتوي علي عشرات المقالات عن عشرات الكتب السينمائية التي يعرضها المؤلف ويحتفي بها. ويبدو ان المخرج قيس الزبيدي يكتب بانتظام في الصحافة ويهتم بشكل اساسي بتقديم الكتب السينمائية الجديدة او القديمة التي يحاول القاء الضوء عليها كما فعل في الفصل الثاني عندما اشار إلي كتاب صدر في القاهرة عام 1951 عن "اتحاد خريجي الفنون الجميلة العليا" ومؤلفة يدعي مصطفي حسنين والكتاب اسمه "فن الفيلم" وكتب المؤلف تحت هذا العنوان: "بحث علمي شامل لحرفية الفيلم وعرض لآراء قادة الفكر السينمائي في العالم".. وفي الكتاب يسرد آراء: ايزنشتين وبودنكين وارتهايم وجريفت وبول روثا وروجر مالديف ورينيه كلير وبيلا بلاش. وبدون مبالغة لايترك قيس الزبيدي كتابا سينمائيا باللغة العربية صدر خلال العشرين عاماً الاخيرة دون ان يقتبس منه او يناقش افكاره الاساسية ويستشهد باجزاء منه مثل كتاب "السينما التجريبية" لجان متري ترجمة عبدالله عويشق و"فلسفة الصورة" للفرنسي جيل دولوز و"كتابة النقد السينمائي" لتيموثي كوريجان و"التذوق السينمائي" لآلان كاسبيار ترجمة وداد عبدالله و"السينما والحداثة" لجون اور ترجمة محسن ويفي و"حياتي وافلامي" لجان رينوار ترجمة حسن عودة و"جودار يكتب عن جودار" وفيه يصف جودار هتشكوك قائلاً: لقد اعاد للصورة قوتها وترابطها. وجعل الناس يبتهجون وهو يري افلامه بعينيه قبل ان يراها الجمهور. وهو الشاعر الملعون الوحيد الذي حقق نجاحا تجاريا واسعاً. وامتلك حرية عمل افلامه دون تدخل من احد واكتشف اسرار تركيب الفيلم. ويضم الكتاب مقالاً لقيس الزبيدي عن الناقد الكبير سمير فريد تحت عنوان: "مغامرة ام ملحمة" يلخص خلاله رحلة سمير فريد مع السينما والدور الكبير الذي يقوم به سواء من خلال نشر الكتب او الاشراف علي المهرجانات والمشاركة في لجان التحكيم ويقول: "ان يصبح النقد مشروع حياة. فهل نسمي هذا المشروع مغامرة؟ كلا سمير فريد لم يغامر بل مضي في سفر طويل كما فعل جلجامش يبحث عن سر خلود الفيلم السينمائي. كما يعرض الزبيدي كتب للناقد علي ابوشادي وفتحي العشري وامير العمري ورفيق الصبان ووليد سيف وحسن حداد وصلاح ذهني". كما يعرض الكتاب لمذكرات المخرج السوري محمد ملص التي صدرت بعنوان "مذاق الملح" ويحكي ملص عن تعرفه علي الاديب المعروف صنع الله ابراهيم اثناء دراسته في موسكو ويعود في الفصل السادس إلي الجانب الجمالي في نظريات السينما وفي الفصل السابع يتحدث عن نجيب محفوظ. ويستمر قيس الزبيدي في كتابه الذي يستحق وصف "كتاب الكتب" علي غرار "مهرجان المهرجانات".