يشكل استهداف الصحفيين في العراق منذ بداية الحرب الأمريكية عليها في عام 2003 وحتي الآن أزمة حقيقية تواجها الجماعة الصحفية في العراق حيث اشار تقرير الاتحاد الدولي للصحفيين "IFJ" إلي أن العراق يعد واحدا من اخطر البلدان في ممارسة العمل الصحفي حيث شهد مقتل ما يزيد علي 360 صحفيا واعلاميا منذ سقوط النظام السابق وحتي الآن. فيما اعتبرت منظمة "مراسلون بلا حدود" المدافعة عن حقوق الإعلاميين في العالم ان انعدام الأمن المتواصل وتفشي ظاهرة الافلات من العقاب الذي يستفيد منه المسئولون عن هذه الجرائم يشكلان خطرا داهما يهدد حرية الإعلام والصحافة الأمر الذي لا يجب التهاون بشأنه. من جهته أدان مؤيد اللامي نقيب الصحفيين العراقيين. تكرار استهداف الصحفيين في بلاده مشيرا إلي أن هناك قوي ظلام مازالت تجهل الدور الذي تلعبه الصحافة والإعلام في خدمة البناء وإعادة اعمار العراق وان هذه الجهات تحاول فرض لغة الغاب علي نهج الحوار والديمقراطية وأشار إلي أن نقابة الصحفيين العراقيين نددت بجريمة اقتحام فضائية صلاح الدين يوم الأحد الماضي واستشهد واصيب علي اثرها عدد من العاملين فيها من الصحفيين والفنيين لافتا إلي أن هذا الحادث يأتي بعد عدة أيام من حادث اغتيال الصحفية نورس محمد النعيمي مقدمة البرامج في قناة الموصلية الفضائية والتي تعد جريمة ضمن سلسلة الجرائم التي تستهدف الصحفيين العراقيين وطالب الجهات الأمنية بتكثيف جهودها لكشف ملابسات الجريمة الجديدة والجهات التي تقف وراءها وتدفع بهذا الاتجاه لاستهداف المصادر الإعلامية النزيهة والعاملين فيها بقصد اسكات صوت الحق. يؤكد حاتم زكريا الأمين العام لاتحاد الصحفيين العرب ان تنظيم القاعدة ومسلحيها وراء استهداف الصحفيين العراقيين لافتا إلي أن الاتحاد لاحظ تصاعد العنف ضد الصحفيين العراقيين خلال عام 2013 وفقا لما سجله مرصد الحريات الصحفية حيث بلغت الانتهاكات ضد الصحفيين العراقيين 293 انتهاكا وصنفت حيث بلغت الانتهاكات ضد الصحفيين العراقيين 293 انتهاكا وصنفت ب 68 احتجاز واعتقالا و95 حالة منع وتضييق و68 حالة اعتداء بالضرب وسبع هجمات مسلحة و51 انتهاكا متفرقا و13 حالة اغلاق وتعليق رخصة عمل لمؤسسات اعلامية محلية واجنبية كما سجل هذا العام ايضا مقتل 6 صحفيين وهو ما يؤكد ان البيئة الأمنية والقانونية للعمل الصحفي لاتزال هشة ولا توفر الحد الأدني من السلامة المهنية في العراق. واشار زكريا إلي أن اتحاد الصحفيين العرب والاتحاد الدولي ونقابة الصحفيين العراقيين ادانوا ظاهرة "الافلات من العقاب" فيما يرتكب في حق الصحفيين العراقيين من جرائم لافتا إلي انهم شددوا علي ضرورة ان يتم اتخاذ الاجراءات اللازمة لضمان محاكمة مرتكبي هذه الأفعال المتطرفة من العنف ضد الصحفيين والتحقيق في هذه العملية غير الإنسانية وتقديم مرتكبيها إلي العدالة. واضاف ان الاتحاد حذر في بيانه الصادر هذا الاسبوع من ان البيئة الأمنية والقانونية للعمل الصحفي في العراق لا توفر الحد الأدني من السلامة المهنية في ظل تزايد العنف ضد الصحفيين في الآونة الأخيرة والذي كان أخره مقتل صحفي من الموصل يدعي علي محسن حسنين والذي هاجمه مسلحون مجهولون بمسدسات وأردوه قتيلا في الحال وسبق ذلك حادث مقتل الصحفي وضاح الحمداني الذي يعمل لحساب قناة بغداد الفضائية في البصرة برصاص مسلحين. وأشار إلي أن البيان تضمن ايضا مناشدة الحكومة العراقية ضرورة تقديم المسئولين عن هذه الجرائم إلي العدالة للقصاص منهم وليكونوا عبرة لمن تسول له نفسه الاعتداء علي الصحفيين والاعلاميين مشيرا إلي ضرورة اعادة النظر في مشكلة "حصانة القاتل" من عقوبة ممارسة العنف ضد الصحفيين في العراق. وقال كارم محومد سكرتير عام نقابة الصحفيين المصريين وعضو الأمانة العامة لاتحاد الصحفيين العرب ان استهداف الصحفيين العراقيين بهذه الصورة المؤسفة يأتي نتيجة احداث العنف والفوضي والحروب والقتال والمعارك الداخلية هناك لافتا إلي أن هذه الأوضاع جعلت الصحفيين والإعلاميين مستهدفين بحكم طبيعة عملهم الميداني ولأنهم دائما متواجدون في الخط الأول من المواجهة سواء بالكلمة أو بالصورة أو بنقل حقائق الأوضاع علي الأرض مضيفا ان عمليات استهداف الصحفيين آليات وأسلوب رخيص هدفه اسكات الحقيقة وكرد فعل مع المخالفين في الرأي. وأوضح كارم محمود ان اتحاد الصحفيين العرب طالب الحكومة العراقية بحماية الصحفيين والغاء "حصانة القاتل" وهو المبدأ الذي يحمي القاتل والمحرض علي العنف من عقوبة في ظل تزايد ممارسة العنف ضد الصحفيين في العراق بعد خطورة الوضع الأمني المتدهور الذي يعيشه الصحفيون هناك. فيما أكد الاتحاد الدولي للصحفيين في بيان له علي دعوته للحكومة العراقية لانهاء الافلات من العقاب في الجرائم المرتكبة ضد الصحفيين وذلك عقب الاغتيال البشع للإعلامية نورس النعيمي يوم الأحد 15 ديسمبر الجاري في مدينة الموصل بشمال العراق موضحا انه بوفاة الصحفية النعيمي يصبح عدد الصحفيين الذين قتلوا هذا العام في العراق منذ أكتوبر الماضي ستة صحفيين خمسة من هذه الجرائم جرت في مدينة الموصل التي أصبحت واحدة من اخطر المدن في العراق علي الصحفيين. واطلق الاتحاد الدولي للصحفيين في أكتوبر حملة بعنوان "انهاء الافلات من العقاب" الذي يدعو فيها حكومات العراق وروسيا وباكستان للتحقيق في عمليات قتل الصحفيين وتقديم مرتكبيها إلي العدالة. وعلي الجانب الآخر أعربت منظمة "مراسلون بلا حدود" عن استياءها البالغ ازاء هذه الجرائم بحق الاعلاميين في العراق علي خلفية عملية اغتيال نورس النعيمي مقدمة البرامج في القناة الفضائية المحلية واستنكرت ايضا سياسة الانتظار والترقب التي تنهجها السلطات المحلية والوطنية في مواجهة هذه الحملة الدموية التي تستهدف الفاعلين الاعلاميين في العراق وطالبت المنظمة مجددا سلطات بغداد باتخاذ جميع الإجراءات الضرورية لإجراء تحقيقات مستقلة في هذه الجرائم لا تستثني فرضية العمل الاحترافي إلي أن تقود إلي مرتكبي هذه الجرائم وآمريهم وتقدمهم للعدالة. واضافت "مراسلون بلا حدود" انه ورغم كون قوات الأمن علي علم منذ سنوات بوجود قائمة تضم اسماء 44 صحفيا مهددين ب "التصفية الجسدية" في محافظة نينوي فإنها لم تتخذ أي إجراء لضمان حماية هؤلاء الصحفيين مطالبة هذه السلطات محلية منها ووطنية بالقيام بواجبها فورا من أجل حماية الصحفيين.