رغم انخفاض حرارة الجو إلا أن أسعار ملابس الأطفال نار وبشكل غير مسبوق وهو ما دفع الكثير من الأسر المصرية للعزوف عن الشراء والاعتماد علي ملابس العام الماضي بينما لجأ البعض إلي شراء الصينية رديئة الصنع وربحت "البالة" المعركة. أحمد عبد الرحمن "موظف حكومي" يشكو من غلاء أسعار ملابس الأطفال الشتوية فهو لديه ثلاثة أبناء لم يستطع كسوتهم هذا العام لغلاء الأسعار فعندما اصطحبهم إلي محلات العتبة المعروفة برخص بضائعها مثلما يفعل كل عام فوجئ بأن الأسعار نار وأن المبلغ لا يكفي سوي قطعة واحدة. ممدوح طه "نقاش" يتساءل عن هذا الغلاء الفاحش في أسعار الملابس قائلا أخذت ابني لكسوته بأحد محال ملابس الأطفال بشبرا وجدت ثمن الجاكت لوحده 200 جنيه والبنطلون يبلغ 100 جنيه اكتفيت بشراء طقم واحد. وتشير منيرة وائل "موظفة" وتسكن بشبرا الخيمة أن لديها أربعة أبناء وعلي الرغم من أنها تتقاضي راتباً جيداً بالاضافة إلي راتب زوجها إلا أن الغلاء الفاحش التهم كل شيء والراتب أصبح لا يكفي سوي لمتطلبات البيت من طعام وأكل ودروس خصوصية وبالتالي لكي اشتري لابنائي كسوة الشتاء هذا العام قررت أن أعمل جمعية مع صديقاتي ولما اتقاضاها اشتري كسوة الشتاء. الدولار السبب سيد عبدالله صاحب محل ملابس أطفال بشارع 26 يوليو أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع أسعار ملابس الأطفال هذا العام يعود إلي ارتفاع الدولار والجمارك مما يجعل المستوردين والتجار يعوضون خسائرهم برفع السعر علي المستهلك بجانب اختفاء الأيدي العاملة المصرية وارتفاع أسعار المواد الخام مؤكداً أن المستهلك يفضل المستورد رغم ارتفاع أسعاره لعدم جودة المنتج المصري مشيراً إلي أن حركة البيع والشراء بمحلات الأطفال تعاني كساداً ملحوظاً رغم موسم أعياد المسيحين. هاني شنوده مهندس كمبيوتر يقول استعداداً للعيد خرجت لمنطقة وسط البلد لشراء ملابس العيد لأطفالي ففوجئت بأن أسعار الأطقم مبالغ فيها حيث أن أبسطهم في الشكل والسعر لا يقل عن 450 جنيهاً وأنا دخلي لا يكفي.. لذا قررت أن أشتري لكل بنت بلوفر وبنطلون. وتشاركه ماريان رمزي قائلة أنها بعد أن رأت أسعار ملابس الأطفال ستضطر أن توافق الألوان وشراء كل قطعة من مكان مختلف وتؤكد أميرة نجاح أنها حزينة جداً لعدم مقدرتها علي شراء ملابس لنفسها أو لزوجها بسبب انفاق كل ما أدخرته علي ملابس طفليها. مفيش بيع كريم مصطفي "صاحب محل ملابس بشبرا الخيمة" أعرب عن ضيقه بسبب كساد حركة البيع والشراء لملابس الأطفال قائلا أن الزبائن تأتي للفرجة فقط ويبررون السبب بارتفاع الأسعار ويقول أنهم مضطرون لذلك بسبب ارتفاع الجمارك علي استيراد الملابس وارتفاع الضرائب ومضاعفة أسعار الكهرباء وأجر العمال بالمحل عن الأعوام السابقة حتي يستطيعوا أن يعملوا في جو نفسي مناسب لهم يساعدهم علي مواجهة الغلاء في الأسعار. ويتعجب تامر منصور "صاحب محل ملابس أطفال بوسط البلد" من ازدحام المواطنين علي باعة الأرصفة وتركهم لملابس المحلات المضمونة علي الرغم من معرفتهم أن ملابس الأرصفة معظمها بالة وأقمشتها ليست مصنعة من القطن وتصيب الأطفال بالأمراض الجلدية والحساسية ولكن رخص الثمن يجذبهم إليها. ويضيف محمود جمال "تاجر" أن نقص الانتاج المحلي جعلنا نكثر من استيراد الملابس الصينية وبالطبع تكاليف عمليات نقلها للمحلات وجماركها وأجرة العمال جعلنا نرفع الأسعار وبالتالي نطالب المسئولين بتسهيل اجراءات استيراد البضائع بالاضافة إلي زيادة الاستثمارات التي تساعد علي زيادة بناء المصانع وزيادة الإنتاج. يقول محمود عزت "رئيس شعبة الملابس الجاهزة" الملابس ليست هي السلعة الوحيدة التي ارتفع سعرها والغلاء ظاهرة عامة فرضت نفسها علي جميع السلع بداية من فواتير الكهرباء والمياه وكلپما يأكله المصريون.. ويرجع السبب وراء ارتفاع أسعار ملابس الأطفال هذا العام إلي زيادة سعر الدولار والاستيراد هذا بالإضافة إلي ارتفاع سعر قناطر القطن المصري الذي بلغ 1800 جنيه مع اختفاء الأيدي العاملة وارتفاع أسعار الصباغة والألوان ويري أن الحل الأمثل هو تشغيل المصانع وعودة الأيدي العاملة ورفع المرتبات حتي يتمكن المستهلك من شراء ما يحتاج إليه. بينما يشير محمد المرشدي رئيس الغرفة التجارية للغزل والنسيج إلي أن سبب في ارتفاع أسعار الملابس الأيدي العاملة وتوقف العديد من المصانع والأسواق تعرض خامات مستوردة من الصين وغيرها بأسعار تناسب محدودي الدخل لكن خاماتها غير جيدة.