عد نلسون مانديلا رمزا عالميا للحرية والمصالحة الوطنية والعالمية. بعد رحلة نضال طويلة ضد الفصل العنصري. وهو الذي دعا شعوب ¢الربيع العربي¢ للاقتداء بعمل لجنة ¢الحقيقة والمصالحة ¢ التي اسسها في بلاده والتي جعلت الاطراف تتصارح وتتصالح ويسامح كل منهما الآخر تجنبا لحدوث الحرب الأهلية والانقسام. مؤكدا أنها خطوة يجب علي بلدان الربيع العربي التمسك بها. كان مانديلا قد شكل لجنة الحقيقة والمصالحة التي تولي رئاستها توتو. واصبحت نموذجًا يطبق في الدول التي تشهد اعمال عنف. فرغم أنه امضي 27 عامًا في السجن من 1964 الي 1990. نتيجة نشاطه كزعيم لنضال السود ضد النظام العنصري الابيض الذي كان سائدا بقوة في جنوب افريقيا. الا انه عاش مناديا بالمصالحة والتسامح في موطنه وفي جميع انحاء العالم. قال عنه الاسقف الانجليكاني ديسموند توتو ارث إنه نجح في أن يحول جنوب افريقيا دون حقد. الي ديموقراطية مستقرة متعددة الاعراق. واصفا اياه بأنه اضحي رمزًا عالميًا للمصالحة. وكان مانديلا قد وجه في 31 يوليو 2011 رسالة فور قيام ثورات الربيع العربي إلي ثوار العرب عموماً. وأبناء تونس ومصر خصوصاً . أوضح فيها أهمية وضرورة التسامح والمصالحة خاصة مع انظمة الحكم القديمة ومؤديها . وخاطب الثوار قائلا: ¢خرجتم للتو من سجنكم الكبير.. إقامة العدل أصعب بكثير من هدم الظلم. فالهدم فعل سلبي والبناء فعل إيجابي¢. حذر من الوقوع في فخ التشفي والإقصاء تحت ادعاءات أن الثورات لا تكتمل الا بالانتقام والابعاد . وبحجة أن مؤيدوا النظام السابق كانوا يسيطرون علي المال العام وعلي مفاصل الأمن والدولة وعلاقات البلاد مع الخارج. وكان قد قال ناصحاً: ¢عليكم أن تتذكروا أن أتباع النظام السابق في النهاية مواطنون ينتمون لهذا البلاد. فاحتواؤهم ومسامحتهم هي أكبر هدية للبلاد في هذه المرحلة. ثم إنه لا يمكن جمعهم ورميهم في البحر¢.