ننام علي مصيبة ونستيقظ علي كارثة.. هذا هو حال المصريين الآن. فعبر عشرات الآلاف من الأخبار التي أتابعها بحكم تخصصي في مهنة لا تعرف الرحمة ولا الراحة لم أقرأ خبرا يسر الخاطر قبل أن تجف دماء قتلي قطار دهشور بفعل الاهمال الذي يضرب بجذوره في عمق الدولة المصرية فجع قلوبنا حادث الغدر الذي تعرض له ضابط الأمن الوطني الشهيد محمد مبروك ولم تكد تكتمل متابعتي للخبر المؤلم حتي فاجأتنا كارثة سقوط 11 شهيدا وأكثر من 30 مصابا من جنودنا أبناء أهالينا الفلاحين في قري ظلت تحلم علي مدي ما يقرب من ثلاث سنوات بالعيش والحرية والعدالة الاجتماعية والكرامة الانسانية.. هي الآن تحلم بالهدوء والأمن فقط حتي ولو علي حساب كل أحلامنا الأخري.. تحلم بابن يعود سالما من خدمته الوطنية أو فتاة تذهب لمدرستها دون أن تقلق أمها.. أبسط حقوق الحياة.. ضحينا بكل الأحلام.. لعن الله السياسة وكرسي الحكم الذي فرقنا شيعا وأحزابا.. علي مدي ساعات العمل اليومي تتغير الأرقام وتتوه الحقائق ويتبدل الجرحي بقتلي وتحولنا إلي ما يشبه العداد ولكن هذه المرة "عداد جثث" مشهد عبثي اختفت معه ملامح الدولة يعيشه المصريون علي مدي الأربع والعشرين ساعة يوميا.. يحتاج إلي "دكر" يوقفه عند حده.. خلاص فاض الكيل وطفح وغرق معه المواطنون بينما بقيت الحكومة مرتعشة.. ضعيفة.. غير قادرة علي اتخاذ قرار.. حكومة عاجزة عن تشغيل مرفق السكة الحديد في دولة كانت الثانية علي مستوي العالم التي تعرف هذا النوع من وسائل المواصلات.. فاشلة في ضبط ايقاع السوق وحماية قوت الغلابة.. مرتعشة أمام جماعة محظورة بحكم القانون والقضاء دوخت جموع المصريين.. حكومة بهذه المواصفات وجب عليها أن ترحل فورا قبل أن تحل بنا كوارث جديدة.