بعد أكثر من مائة يوم عملها محافظاً.. لم يخف اللواء مهندس عمر الشوادفي ضيقه من حصار المطالب الشعبية المشروعة في ظل موازنات هشة.. ووزارة مالية تمتص للأسف دماء صناديق المحافظات.. فلا الوزارة "اغتنت".. ولا تركت الصناديق تنتشل "مشروعات المحافظات" تستكمل. .. حتي الموسرين الذين كانوا يغدقون علي المحافظة تبرعاً.. توقفوا.. بعد أن وجدوا أموالهم تذهب 20% إلي وزارة المالية.. فانكمشوا.. ومن أراد الاستمرار منهم استبدل تبرعه المادي بتبرع "عيني" حتي لا يتسرب إلي غير مستحقيه. .. جلسنا معه.. ناقشناه في هموم المواطن مصالحه.. ونظافته.. وغيرها. * قلنا لمحافظ الدقهلية اللواء مهندس عمر الشوادفي: إن كثيراً من المشروعات لاتزال مفتوحة رغم أنه كان مخططاً لها أن تنتهي وتفتتح منذ سنوات.. فلماذا تأخرت؟ ** قال المحافظ: كلنا يعرف الظروف الاقتصادية التي أحاطت بمصر في العامين الأخيرين.. وانعكس ذلك علي الموازنة العامة للدولة وموازنات المحافظات التي انكمشت كثيراً. * قلنا.. وما هو دور صندوق التنمية والخدمات.. في دعم مشروعات التنمية ** قال المحافظ اللواء عمر الشوادفي: إن لسان حال الصناديق الخاصة حالياً هو "حسنة قليلة تمنع بلاوي كثيرة" فالصناديق خاوية وما يوجد بصندوق الخدمات الرئيسي بالمحافظة لا يتعدي المليون و100 ألف جنيه فقط ورغم أن المحافظة كانت أولي المحافظات دعماً لخطة التنمية والمشروعات بالجهود الذاتية لمواطنيها إلا أن المواطنين أحجموا عن التبرعات المادية وأصبحوا يفضلون التبرعات العينية لرغبتهم في أن تعود تبرعاتهم إليهم كاملة وليست منقوصة خاصة بعد قرار وزارة المالية بتحصيل 20% من قيمة التبرعات بالصناديق. وقال المحافظ: إنه في إحدي المناطق العشوائية بالمنزلة.. احترق 74 كشكاً ومحلاً.. وفوراً تبرع أحد الأهالي بالتعاون مع إحدي الجمعيات الخيرية بمبلغ 250 ألف جنيه.. ووجهها لشراء مواد البناء لإعادة بناء الأكشاك المحترقة كسوق نموذجي وقامت المحافظة بدعم أصحابها بمبلغ 2000 جنيه لكل منهم ولو كان لدي فائض في صندوق المحافظة لكنت سأزيد من التبرعات والإعانات.. وليس سهلاً علي أي مسئول أن يبدو أمام مواطنيه عاجزاً عن دعم وإغاثة مواطنين يعانون حالات من العجز أو أسر منكوبة أو صرف مبالغ بسيطة كحافز لتشجيع صغار الموظفين ومحدودي الدخل. أشار المحافظ الي أن هذه الصناديق ليست مناجم ذهب كما يشاع ولكنها تستخدم في استكمال بعض المشروعات التي لا تسمح الميزانية باستكمالها أو في رصف بعض الطرق في الحالات الضرورية وفي تحسين الخدمة الصحية بالمستشفيات مثل شراء بعض الأجهزة والمعدات والمستلزمات الطبية وصرف مرتبات العمالة المؤقتة كالعاملين بقطاع النظافة مثلاً وغيرهم. مستوي النظافة * قلنا للمحافظ.. المواطنون غير راضين عن مستوي النظافة وأداء عمالها. ** قال: أنا غير راض تماماً عن مستوي وحالة النظافة بالمحافظة وأطلب من المواطنين التعاون والتكاتف مع المحافظة لأنها مسئولية مشتركة ولا يمكن أن تقوم المحافظة بتعيين عامل نظافة لكل مواطن ولكن يجب أن يشعر المواطن بمسئولياته ويشارك بنفسه في تجميل ونظافة منزله وشارعه وأن يقوم كل مواطن بوضع القمامة في أماكنها ولا يلقيها بصورة عشوائية وكشف المحافظ أنه في إحدي زياراتي لمركز شباب وجدت حجرة الأنشطة تنتشر بها أعقاب السجائر وأكياس الحلويات والأتربة عندما سألت مدير المركز تحجج بعدم وجود عامل نظافة بالمركز وهو ما زاد استيائي وقمت شخصياً بكنس الحجرة بنفسي وأردت أن أوصل رسالة للجميع بأن المسئول مهما كان منصبه عليه أن يؤدي عمله علي الصورة الأكمل وإذا كان لديه عجز في أحد العمال فعليه أن يقوم به بنفسه ولا يتركه مهملاً. المواقف العشوائية * قلنا للمحافظ: إن المنصورة أصبحت مختنقة زحاماً وتكدساً وفوضي؟ قال الشوادفي: إن المنصورة تعاني تكدساً وازدحاماً مرورياً شديداً وسيتم نقل المواقف العشوائية بمداخل المنصورة علي مراحل خارج المدينة بعيدة عنها. وندرس تشغيل الأتوبيس النهري لتحقيق الانضباط والسيولة المرورية وإعادة تجميل الطرق الرئيسية والحدائق بالمنصورة بزراعة أشجار الورود والأزهار بدلاً من الأشجار الخضراء فقط لإضفاء لمسات الجمال البصري والنفسي للمواطنين. بالإضافة لدراسة إنشاء مطار بمدينة المنصورة الجديدة المزمع إنشاؤها غرب مدينة جمصة علي الطريق الدولي الساحلي والتي ستكون علي أعلي مستويات التخطيط لعمراني للمدن الجديدة. الباب المفتوح * قلنا للمحافظ: في ظل ندرة الامكانيات تظهر قيمة "سياسة الباب المفتوح" والتواصل المستمر بين قيادات المحافظة والقواعد الشعبية بالقري والمدن. ** قال اللواء مهندس عمر الشوادفي: في أول لقاء لي مع قيادات الجهاز التنفيذي بالمحافظة.. في المديريات.. ومجالس المدن طالبتهم باللقاءات المباشرة مع المواطنين.. والاستماع لشكاواهم والعمل علي الاستجابة لمطالبهم في إطار القانون وحدود الامكانيات المتاحة. تقييم أنفسهم وقال المحافظ: طالبت منهم مراجعة حساباتهم وإعادة تقييم أنفسهم خلال شهر ليتم بعده محاسبة كل جاد ومقصر بأسلوب الثواب والعقاب. وقال: أنا لا أنسي طالما أنا مسئول لأن آفة المسئول في بلدنا النسيان وأكد المحافظ أن سرعة الاستجابة لحل المشاكل والتحقيق الفوري في أسباب القصور وعلاجه هو أحد معايير التقدم. وقال: أؤمن أن العمل والمحبة والعلم والعدل.. أركان النجاح الذي أسعي لتحقيقه بمعاونة الجهاز التنفيذي.. وأنا رجل لا أحب الكلام المذوَّق وأعشق التواجد بين الناس ووجبتي المفضلة "ساندويتش الطعمية" بطرشي الليمون وأحرص علي الاستماع لشكاوي المواطنين والانتقال بنفسي إليهم لحل مشاكلهم. المجلس التنفيذي دورياً بالمراكز * قلنا: وماذا عن مراكز المحافظة بخلاف عاصمة الإقليم؟ ** قال المحافظ: قررت عقد اجتماع المجلس التنفيذي للمحافظة بمدن المراكز بصفة دورية للتعرف علي مشاكل المدن والقري وللقضاء علي الجزر المنعزلة فالمسئول مكانه بين الناس وقال فوجئت مثلاً بصدور أحكام قضائية تصل عقوبتها للسجن والغرامة ضد بعض الأهالي بقرية الأحمدية مركز شربين لإلقائهم مخلفات الصرف الصحي بإحدي الترع المائية رغم أن القرية لا يوجد بها صرف صحي وعلي الفور اتصلت بالمهندس السيد العشري رئيس الهيئة القومية لمياه الشرب والصرف الصحي ووافق علي إنشاء بيارة تجميع وخط طرد لأقرب محطة لأهالي القرية وسأتدخل لإيقاف الأحكام التي صدرت ضدهم. شيوع المخالفات * قلنا للمحافظ: انتهز البعض حالة الاسترخاء الأمني.. فانتشرت المخالفات بالتعلية بدون ترخيص.. والاستيلاء علي الأراضي.. وغيرها.. فكيف العلاج؟ ** كشف المحافظ عن وجود 6 حالات تمثل مخالفات جسيمة بالإدارات الهندسية يجري التحقيق فيها وأنه صمم نموذجاً للتقدم ببلاغ للنيابة العامة مباشرة في حالة إقامة أي منشآت أو أدوار بدون ترخيص لأنها تهدد الأرواح وبالتالي تعد جريمتها كالشروع بالقتل مشيراً إلي أنه سيتم إزالة جميع المباني المخالفة وأنه ليس من المنطقي أن يحصل دور علي براءة فيقوم صاحب العقار بتعليته كبرج ليحصل علي البراءة لجميع الأدوار كما كشف عن واقعة قيام إحدي جمعيات استصلاح الأراضي بمنطقة أبو ماضي بالاستيلاء علي 293 فداناً كانت مخصصة لإنشاء مركز للبحوث الزراعية لجامعة المنصورة حيث خصص لجمعية 5000 فدان من عام 1985 إلا أنها استولت علي 293 فداناً ولم يكشفها سوي الرفع المساحي للمنطقة بعد إنشاء طريق وكوبري وترعة. مصيدة للسيارات والبشر * قلنا للمحافظ: إلي متي يستمر اهمال صيانة الطرق.. وقد تحولت إلي مصايد للسيارات والبشر؟ ** قال المحافظ: إنه يجري حالياً ترميم وإصلاح كافة العيوب بطرق المحافظة خاصة بطريق رافد المنصورة جمصة وسيتم تحديد موعد للانتهاء منه بالكامل وطريق المنصورة ميت غمر وإعادة تهذيب المطبات الصناعية وفقاً للمعايير الهندسية وبعدها سيتم إبلاغ الينابة العامة عن الشركة المنفذة إذا تسببت عيوب الطريق في حالة وقوع حادث وأنه تم تسليم الكباري الجاري انشاؤها بالمحافظة والتي توقف العمل بها لفترة إلي القنوات المسلحة لاستكمال تنفيذها والانتهاء منها. منطقة صناعية وكشف المحافظ أنه سيتم إنشاء منطقة صناعية جديدة تضم ورش المسابك والصناعات الصغيرة بتل المقدام بالسنبلاوين بتكلفة 89 مليون جنيه علي مساحة 23 فداناً ويتوسطها مركز تكنولوجي لدراسة وحل المشاكل التي تواجهها هذه الصناعات. وأشار لتجربة المحافظة في زراعة جسور الترع بالتعاون مع مديرية الزراعة بأشجار الزيتون والجوجوبا والتوت غير المثمر لتربية دودة القز بدلاً من الأشجار غير المثمرة وأنه سيتم البدء بزراعة زمام قرية كفر الحصص بمركز شربين كما سيتم زراعة عباد الشمس وبعض النباتات الأخري بين الزراعات.