تحديات كبري تواجه مستقبل مصر واستقرارها الآن. ففي الوقت الذي ركز فيه رجال الجيش والشرطة عملهم وانتباههم في الحرب الشرسة ضد دعاة الظلام والارهاب والدمار أصيبت شوارعنا بالشلل والتوقف لتضيف معاناة أخري لهموم المصريين الذين استيقظوا علي ضربة أخري ممن كنا نعتقد انهم أصدقاء وحلفاء بتجميد المعونة الأمريكية العسكرية. فالمغيبون المسمون بالجهاديين يصرون علي زعزعة الاستقرار وعدم عودة الدولة ينفذون أجندات لخراب مصر يختفون كالثعابين ليدسوا سمومهم وسط الظلام فيقتلون أبرياء وييتمون أطفالاً ويسوقون أرواحهم إلي مصير لا يعلمه إلا الله وهم يحسبون انهم مجاهدون ولا نعرف ضد من ولمصلحة من هذا وفي أي دين وقد حرم ربنا قتل الأنفس وحرم الأشهر التي يتسابقون لقتل أنفسهم فيها. الإرهاب اتخذ منحنيات خطيرة خلال الأيام الماضية بتحوله للعمليات الانتحارية التي جعلت من المجندين الغلابة القادمون من أعماق القري والريف لا ذنب لهم إلا انهم يخدمون أمن الوطن وضعوهم هدفا لهم وكأنهم جنود اسرائيل الذين يغتصبون ساحات الأقصي ويدنسونه لكن ما يسمون أنفسهم بالمجاهدين خاصة الفلسطينيين منهم الذين تركوا ساحة الجهاد الحقيقية واندسوا في جبال وربوع سيناء لا يرونهم كافرين ولا يعنيهم ما يفعلونه في القدس ويكتفون بالجهاد ضد أبناء دينهم..فهذا هو الجهاد يا من تفتقدون النور. رجال القوات المسلحة والشرطة يتحملون الآن أعباء لا حدود لها ومسئوليات هائلة لإعادة استقرار الوطن يتساقط منهم كل يوم شهداء في سبيل الله وأمن المواطنين بمن فيهم الذين يقتلونهم ويستهدفونهم بعملياتهم الارهابية لكن هؤلاء صخور لا يمكن أن تنكسر وعزائم لا يمكن أن تمل أو تلين لإيمانهم بقضية الوطن ومصيره وعشقهم لترابه ولتأمين مستقبله. وبقدر تقديرنا لدورهم وتعظيمنا لجهدهم وشكرنا لتضحياتهم إلا اننا نلوم عليهم كثيرا فيما نعيشه من حالة الفوضي التي تضرب مصر الآن خاصة ان البلطجة أصبحت سلوكاً لا رادع له وان لم يتم التحرك سريعا فسوف تتضخم لدرجة لا يمكن تحملها.. فالمواطن لا يشعر بوجود الأمن والكل يفعل ما يريد وقلة من السفهاء تمكنوا من وضع عبارات الانحلال والتردي الأخلاقي علي كل شبر من حوائط بيوتنا ومؤسساتنا تخدش الحياء وتسب الشرفاء ولا أحد يتحرك ضدهم وهم يستغلون فترات حظر لينتشروا كالخفافيش ليلوثوا شوارعنا وكافة وسائل النقل بكلماتهم التي تكشف حقيقة تدني أفكارهم.. فأين دوريات الشرطة في أوقات الحظر في الشوارع الرئيسية وكيف تدخل السيارات المفخخة إلي مباني الأمن العام والداخلية والكمائن لتقتل وتصيب في من هم مسئولين عن الأمن. وأين رجال المرور من الفوضي التي تعيشها شوارعنا وبسلوكياتنا أنفسنا خاصة بعد الغروب لنخلق أزمات تخنق مصر وتجعلها مشلولة الحركة .