الأضحية شعيرة من شعائر الإسلام ولها ضوابط يستحب مراعاتها عند الذبح والتوزيع ويوم عرفة تغفر فيه الذنوب وتشهده الملائكة. ومن خاف أن يخرج وقت العصر وصلاه قبل ميعاده لا مانع. كانت هذه أسئلة القراء نقدمها مع إجابات العلماء عنها. ** تسأل القارئة ف.م.ع من الإسكندرية قائلة: علي من تكون الأضحية وما كيفية توزيعها. وهل يستحب الذبح يوم النحر أم بعده؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور صبري عبدالرءوف أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر يقول إن الأضحية سنة مؤكدة لمن كان قادراً عليها وقد شرعها الإسلام إحياء لسنة الخليل إبراهيم عليه السلام وقد سئل رسول الله صلي الله عليه وسلم فقيل له: "يا رسول الله ما هذه الأضاحي"؟ قال: سنة أبيكم إبراهيم قالوا: فما لنا فيها؟.. قال: بكل شعرة من الصوف حسنة والأضحية تجزئ عن الإنسان وعن أسرته التي يتولي الانفاق عليها. والدليل علي ذلك أن رسول الله كان إذا ذبح أضحيته قال: "اللهم تقبل مني ومن أهل بيتي". وكان يقول للسيدة عائشة رضي الله عنها "يا عائشة: قومي إلي أضحيتك فاشهديها فهذا يدل علي أن الأضحية تجزئ عن الإنسان وعن أهله اقتداء بفعل رسول الله. ويتم تقسيم الأضحية أثلاثاً يأخذ صاحبها الثلث يأكل منه ويدخر. ويتصدق بالثلث للفقراء والمساكين ويهدي الثلث لأقاربه وأصدقائه وجيرانه. وهذا معناه أن الإسلام يرغب في التكافل الاجتماعي في مثل هذه الأيام المباركة. والمستحب في الذبح أن يكون عقب صلاة عيد الأضحي لقوله تعالي: "فصل لربك وانحر". ولقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "إن أول ما نبدأ به في يومنا هذا أن نصلي ثم ننحر. فمن فعل ذلك فقد أصاب سنتنا. ومن نحر قبل الصلاة فإنما هو طعام قدمه لأهله ليس من النسك في شيء. ويمتد وقت الذبح حتي اليوم الثالث من أيام التشريق وهي الأيام التالية لعيد الأضحي. ويستحب للمضحي أن يذبح أضحيته بنفسه إن كان يحسن الذبح كما فعل رسول الله فإن لم يكن يحسن الذبح أناب غيره ولا يجوز أن يكون الأجر من الأضحية بأي حال من الأحوال وينبغي للمضحي أن يبتغي بأضحيته وجه الله تعالي حتي ينال رضوانه وعظيم ثوابه. والله أعلم ** يسأل القارئ حسين إبراهيم محمد من السويس قائلا: هل المغفرة للحجاج في يوم عرفة تشمل الكبائر؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور عزت عطية الأستاذ بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر يقول: ما ورد في مغفرة الذنوب عموماً بسبب الأعمال الصالحة وفي الأوقات الفاضلة محمول علي ما يتعلق بحقوق الله عز وجل ومقيد بالمشيئة. فالله سبحانه وتعالي يتفضل بالمغفرة إذا شاء علي من يشاء قال تعالي: "لله ما في السماوات وما في الأرض وان تبدوا ما في أنفسكم أو تخفوه يحاسبكم به الله فيغفر لمن يشاء ويعذب من يشاء والله علي كل شيء قدير". وبناء علي ذلك فما ورد عن المغفرة يوم عرفة لا يتعلق بحقوق العباد لأن حقوق العباد لابد من الوفاء بها لأصحابها. وإذا وضعت حقوق العباد فإن أصحاب الحقوق يكونون مغبونين إلا إذا عوضهم الله عز وجل وأرضاهم. وذلك لا يكون إلا في الآخرة والذي نراه في النصوص الواردة في المغفرة في مثل هذه المواطن أنها محمولة علي الصغائر لتعلق الكبائر بحقوق العباد دائماً. وإن هذه المغفرة تتعلق بالعبادة التي تقوم علي أساسها المغفرة. فهناك ذنوب تكفرها الصلاة. وذنوب يكفرها الوضوء وذنوب يكفرها الصوم ولا تقوم عبادة مقام أخري في تكفير الذنوب التي تكفر بها ومن أجل ذلك يعود الحاج وقد غفرت له ذنوب وتبقي الذنوب الأخري التي لا تكفر إلا بعبادة أخري جمعت بين النصوص في ذلك. لكن يختص الحج بأن صاحبه يعود وقد فتح صفحة جديدة وزال أثر معاصيه عن القلب بعد الحج ولا شك أن عمل العاصي الذي بقي أثر معصيته في القلب أقل ثواباً وسلامة ممن طهر الله تعالي قلبه من أثر المعاصي بسبب الحج. وصار عمله خالصاً من آثار هذه المعاصي. مع أنها ستحسب عليه في الآخرة وهذا ما نراه مراداً بقول رسول الله صلي الله عليه وسلم: "من حج فلم يرفث ولم يفسق رجع كيوم ولدته أمه". أي له العمل بعد الحج وكأنه لم يرتكب ذنباً. والله أعلم ** يسأل القارئ مصطفي عبدالهادي محمد من أسيوط قائلاً: ما حكم الدين فيمن يصلي العصر قبل وقته خوفاً من خروج الوقت؟ ** يجيب عن هذا السؤال فضيلة الدكتور محمد راشد أستاذ الفقه المقارن بكلية الشريعة والقانون بجامعة الأزهر يقول: الجمع بين الصلاتين في شريعة الإسلام اجازه جمهور الفقهاء في السفر حيث أجازوا الجمع بين صلاتي الظهر والعصر جمعا خوفا من ضياع وقت الفرض. ويجوز الجمع والقصر بعد تجاوز مدة القصر وهي 84 كيلو متراً وكذلك المغرب والعشاء والجمع أما أن يكون جمع تقديم أو تأخير تبعاً لحالة المسافر وظروفه ويذهب الحنفية إلي أنه لا يجوز جمع الصلاتين الظهر والعصر والمغرب والعشاء إلا في عرفة ومزدلفة فقط. ولكن ثبت عن رسول الله صلي الله عليه وسلم أنه جمع بين الصلاتين في غير سفر وفي غير عرفة ومزدلفة. وفي غير المطر. وبناء علي ذلك فيجوز للمسلم الذي ليس في سفر وعنده عذر أن يجمع بين الصلاتين بسبب هذا العذر كالذي صلي الظهر في وقته وخاف أن يخرج وقت العصر منه بسبب ظروف خارجة عن إرادته كالزحام الشديد في الطرقات وهو في سيارته ولا يمكنه النزول في الصلاة أن يصلي العصر قبل وقته جمع تقديم صلاة تامة. والله أعلم