حقائق مفزعة وأخري سعيدة كشفها 300 طبيب عالمي وعربي ومصري لأمراض الكبد بمدينة دبي.. المفزع منها هو ما أشارت إليه التقارير الطبية بوجود 150 مليون شخص علي مستوي العالم مصابون بفيرس "سي" المزمن يموت منهم أكثر من 350 ألف سنوياً.. مع اضافة 4 ملايين حالة إصابة جديدة بهذا الفيروس كل عام. أكد خبراء الطب أن مصر الأعلي عالميا في الاصابة بالفيروس سي وترتفع نسبة الاصابة بين سكانها بمعدل 14%.. كما كشفت التقارير الطبية أن هناك 800 ألف شخص بمنطقة الشرق الأوسط يصابون كل عام بهذا الفيروس منهم أكثر من 500 ألف في مصر. ورغم هذه الحقائق الكارثية إلا أن المؤتمر أعلن أن الالتهاب الكبدي سي مرض قابل للشفاء ويمكن القضاء عليه وهو ما أكدته منظمة الصحة العالمية بإعلانها أن عام 2020 هو عام القضاء علي فيروس سي مثلما تم القضاء علي البلهارسيا في السابق. هذه الحقيقة يؤكدها الدكتور أيمن يسري رئيس قسم الأمراض المتوطنة والجهاز الهضمي والكبد بقصر العيني مشيراً إلي وجود 40 دواء يتم تجربته عالمياً لعلاج الفيروس "سي" كلها يتم تناولها عن طريق الفم وهي الآن في مراحل متفاوتة من التجارب والاختبارات.. واحد من هذه الأدوية متوقع الموافقة عليه من قبل هيئة الأدوية والتغذية الأمريكية في ديسمبر القادم وربما يطرح في السوق العالمية خلال مارس أو إبريل 2014 ومن مميزات هذه الأدوية بالاضافة إلي أنها تؤخذ بالفم فإن فترة العلاج بها أقصر من 3 أشهر وبعضها لمدة 6 شهور وتعطي نتائج التخلص من الفيروس سي بنسبة 80% إلي 90%. ويؤكد د. أيمن يسري أن هذا الدواء الجديد أمل جديد لمريض الالتهاب الكبدي الوبائي ستخرج به من مرحلة العلاج فقط إلي مرحلة الشفاء التام ويكون وسيلة للقضاء علي الفيروس علي مستوي المجتمع.. كذلك سيساعد في ارتفاع نسب النجاح في عمليات زراعة الكلي حيث ترتفع نسبة العدوي لمرضي الفشل الكلوي بالفيروس سي يحتاجون قبل الزرع إلي علاج الكبد والعلاج المتاح حاليا لعلاجهم الانترفيرون وريبافيرن رغم مضاعفاته الشديدة ونسبة نجاحه من 40 إلي 60%.. أما الأدوية الجديدة فتجعل عمليات زراعة الكلي آمنة ولا تؤدي إلي مضاعفات كبدية. وأوضح الدكتور هشام الخياط أستاذ ورئيس قسم الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس للأبحاث أن إحصاءات وزارة الصحة تشير إلي أن نسبة الاصابة بفيروس "سي" 14% بينما تؤكد منظمة الصحة العالمية أن 20% من المصريين مصابون بالمرض يعتقد ان هذا الرقم هو الأقرب للحقيقة. اضاف د. هشام الخياط أن مصر موبوءة بفيروس "سي" ولكن للأسف فإن الحكومة المصرية ترفض الإعلان عن ذلك مطالبا الحكومة بالاعتراف بهذه الحقيقة حتي تستفيد بدعم الصحة العالمية وشركات الأدوية العالمية ومنظمات المجتمع المدني ويمكن القضاء علي المرض. وكشف د. الخياط أن معهد تيودوربلهارس يجري دراسات علي دواء البوسيبر يفير الجديد الذي يعد باكورة الأدوية الجديدة التي تؤخذ بالفم ويتم استخدامه مع الانترفيرون لعلاج مرضي الكبد الوبائي "سي".. وأن هذه الدراسات أثبتت فعالية الدواء الجديد حيث ارتفعت نسبة الشفاء بين المرضي إلي 75% بدلا من 40% باستخدام الانترفيرون منفرداً. وقال د. مصطفي عبدالعزيز أستاذ الجهاز الهضمي أن مريض الكبد الوبائي يمكن أن نطلق عليه مريض الصدفة حيث يكتشف الشخص إصابته بالفيروس "سي" في مراحل متأخرة من المرض ويرجع ذلك إلي أن أعراضه تتشابه مع أعراض أمراض أخري وغالباً ما يخطئ في تشخيص الاصابة بعدوي المرض الحادة لأن 80% من المصابين لا تظهر عليهم أعراضها. وكشف د. سالم عوض أستشاري الجهاز الهضمي والرئيس السابق لجمعية الإمارات لأمراض الجهاز الهضمي فيكشف حقيقة غاية في الأهمية وهي أن مصر رغم ان بها أعلي معدلات العالم في الاصابة بالفيروس "سي" فإنها بريئة من تصدير هذا المرض إلي الدول العربية الأخري عكس ماكنا نعتقد في السابق.. حيث قمنا بعمل دراسات وأبحاث في هذه القضية واكتشفنا أخيراً أن الاصابة بالفيروس "سي" من النوع الجيني الرابع في كل دولة عربية يختلف عن النوع الرابع في مصر ومعني ذلك أن لكل دولة خصائص خاصة للفيروس. أوضج د. رمزي مراد المدير التنفيذي لشركة الرعاية الصحية العالمية المنظمة للمؤتمر ان حجم الاستثمارات في الأبحاث العلمية لمكافحة الأمراض خاصة الالتهاب الكبدي الوبائي تقدر ب7 مليارات دولار.. ورغم أن كثيراً من الشركات خفضت حجم استثماراتها في تلك الأبحاث إلا أننا في إم إس دي نركز علي المريض وليس العائدات والأرباح.. لذلك سوف نستمر في البحث والتطوير لتوفير متطلبات المرضي ومنهم علي طريق الشفاء.