ثارت من حوله القصص والروايات وانتشرت عنه الأساطير والشائعات وقال الناس ان أسفله كنزاً كبيراً من الذهب والمجوهرات كما حمل اسمه واحد من أشهر المستشفيات.. والحوض المرصود عبارة عن وعاء كبير من الحجر الصوان الأسود طوله 270 سنتيمتراً وعرضه من الأمام 138سم ومن الخلف 178 سنتيمترا وارتفاعه 192 سنتيمتراً كان يستخدم في الأصل كسبيل لمياه الشرب. والاحجر الصوان من أشد الأحجار صلابة يقترب من صلابة المعادن استخدمه القدماء في صناعة الأدوات الحادة والقاطعة والاسلحة وأدوات الزراعة مثل الفأس والمحراث والمنجل وغيرها وهو أحد مكونات السيليكا الرسوبية ومن أشكاله الأسود والرمادي والبني والاصفر والأحمر. يقول المؤرخ الكبير عبدالرحمن الجبرتي في تاريخه المعروف "عجائب الآثار في التراجم والأخبار" إنه في يوم العاشر من جمادي الأولي سنة 1201ه الموافق 28 فبراير سنة 1778 طلب الوالي العثماني علي مصر اسماعيل باي 1777-1778 حوضا لعمل حنفية "للشرب" فأخبروه بوجود الحوض الكائن بمنطقة قلعة الكبش بالسيدة زينب المعروف بالحوض المرصود.. أمر الوالي بإحضاره فأرسل اليه عدداً من الحمالين الأشداء والرجال الأقوياء حاولوا رفعه من مكانه واجتمع حشد كبيرمن الرجال والنساء من أهل المنطقة والمناطق المجاورة عندما علموا بذلك ليشاهدوا ما شاع وثبت في روعهم أنه تحت الحوض كنز ثمين وأن هذا الحوض مرصود علي عجائب كثيرة وقالوا ان الوالي يريد الكشف عن الكنز. شق علي الرجال والحمالين تحريك الحوض لأنهم ليسوا من أهل الخبرة في حرفة جر الأثقال ونجحوا في تحريكه من مكانه قليلاً وبلغ الوالي ما جري فأمر بتركه وانتشرت الاشاعات وقال الناس انه حوض مسحور وأنه عاد الي مكانه بعد انصراف رجال الوالي ونسجت من حوله الشائعات والأساطير وارتبط بعلاج الأمراض الجلدية والمرصود في اللغة الغربية يعني المخصص لعمل الخير أو لأمر ما. أوالمنظور أو المراقب وأيضاً المحروس من الجن وفي أوائل القرن العشرين انشيء في نفس المكان مستشفي لعلاج الأمراض الجلدية حمل اسم مستشفي الحوض المرصود بشارع قدري رقم 22 بحي السيدة زينب بالقاهرة وتم تجديد المستشفي سنة 2004 وهو من أقدم وأكبر وأشهر المستشفيات في هذا التخصص في مصر. ويروي ان علماء الحملة الفرنسية 1798- 1801 التي جاءت الي مصر بقيادة نابليون بونابرت رفعوا الحوض المرصود وأرسلوه الي باريس مع عدد من الآثار المصرية من أشهرها حجر رشيد ثم سلمتها إلي بريطانيا سنة 1802 بمقتضي اتفاقية بين البلدين وأنه موجود الآن بمتحف لندن في الجناح المخصص لعرض الآثار المصرية ومن يملك معلومات اضافية عن هذا الأمر يرسلها مشكوراً. بدأت القصة من قاريء لم أشاهد له مثيلاً طوال فترة عملي بصفحة مع "الناس" التي امتدت 15 عاماً دخل المكتب وسلم علي كل الزملاء والزميلات وبدلاً من الجلوس علي المقعد الموجود أمام المكتب حمل الكرسي وجاء ليجلس بجواري وأخذ يسحب الكرسي حتي ضاقت المسافة بيننا الي عدة سنتيمترات كنا في فصل الصيف والناس يرتدون القمصان القصيرة التي تكشف عن أجزاء من الذراعين والكفين.. أخذ القاريء يتحدث عن صفحة "مع الناس" ودورها في خدمة القراء وانه كان يتمني ان يراني منذ وقت طويل.. تحدث الرجل بيديه أكثر من لسانه وشفتيه وأخذ يضع يده علي يدي وذراعي وبعد هذه المقدمات الطويلة تحدث عن المشكلة التي جاء من أجلها ويبحث عن حل لها. قال القاريء: انه أصيب بأحد الأمراض الجلدية المعدية ويطلب مساعدته في العلاج في أحد المستشفيات المتخصصة في علاج الأمراض الجلدية.