أخيرا كشف اللواء سمير فرج في حواره مع الزميلة رانيا بدوي في "المصري اليوم" عن أسباب عدم ظهور فيلم عن حرب أكتوبر طوال سنوات حكم مبارك. وسمير فرج نموذج للضابط المثقف الذي تميز في كل المواقع التي شغلها سواء عندما كان مديرا لإدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة. أو رئيسا لدار الأوبرا ثم رئيسا لمدينة الأقصر. وقد حكي في حواره عن محاولاته الدؤبة لصنع فيلما عن حرب أكتوبر تقوم بإنتاجه القوات المسلحة. وحدث ذلك عام 1995 وقد رصدوا 25 مليون جنيه لانتاج هذا الفيلم بالاضافة الي الاتفاق مع الكاتب الراحل الكبير أسامة أنور عكاشة والمخرج شريف عرفة. ولكن حملة صحفية لجريدة أخبار اليوم تحت رئاسة ابراهيم سعده أطاحت بالحلم. والسبب كما قالوا ان أسامة أنور عكاشة ناصري ولن ينصف السادات ودوره في الإعداد لحرب أكتوبر وادارة معاركها. ما ذكره اللواء سمير فرج يلخص بشكل واضح كيف كانت تدار الأمور في فترة حكم مبارك. وكيف كان ينظر ذلك النظام للثقافة بشكل عام وللسينما بوجه خاص. حيث كانوا يتعاملون مع السينما كوسيلة إعلامية أقرب لفكر الرعاية عند النازي. يرفضون أكبر كاتب للدراما عرفته مصر لأنه ناصري ويريدون استبداله بكاتب ساداتي والعجيب انهم يرشحون الراحل الكبير أنيس منصور. ورغم احترامنا الكامل له الا أنه لم يكتب الدراما بشكل عام ولم يكتب للسينما تحديدا. والحمد لله أن المشروع فشل ولم يكتمل وإلا أصبحت خسارة 25 مليون جنيه مؤكدة. لأن صناعة فيلم ليست مثل كتابة المقال ومما زاد من ميزانية ذلك المشروع أنهم كانوا يريدون الاستعانة بثلاثة مخرجين أجانب لمعارك القوات الجوية والبحرية والبرية. مرة أخري يثبت سمير فرج مدي ثقافته واحترامه للتاريخ. عندما استبدل مشروع الفيلم الروائي الضخم عن حرب أكتوبر. بمجموعة من الأفلام الوثائقية مع قادة حرب أكتوبر ومنهم الفريق سعد الدين الشاذلي وقد قام بالتسجيل معه بنفسه. لقد أجاب اللواء سمير فرج عن السؤال الذي يتردد كل عام. لماذا لم تصنع مصر فيلما عن حرب أكتوبر.