كثير من الأسر لا تستطيع الاستغناء عن الرغيف الطباقي والسياحي.. فالمدعم يختفي سريعاً من الأسواق وإذا وجد لا يؤكل فحاله لا يسر عدواً ولا حبيباً وفي غياب الرقابة استغل أصحاب المخابز ذلك ورفعوا سعر الطباقي والسياحي من 25 قرشاً إلي 50 وأخيراً إلي 75 قرشاً وتلاعبوا في الوزن. أصحاب المخابز يتعللون بأنهم يشترون الدقيق من السوق السوداء وانه لابد من تقنين حصولهم علي ما يحتاجون من دقيق هذا بخلاف الرشاوي والاكراميات فيضطرون لتقليل الوزن ورفع السعر دائماً ليدفع المواطن الثمن في النهاية. اعتدال محمد - ربة منزل - تشكو من معاناتها في الحصول علي رغيف الخبز المدعم للزحام الشديد ونظراً لكبر سنها لا تستطيع تحمل الانتظار لساعات في الطوابير مما يجبرها علي شراء الرغيف السياحي فئة 25 قرشاً إلا ان حجمه يتضاءل يوماً بعد يوم حتي صار "لقمة". محمود صابر - بائع متجول - يقول اشتري يومياً ب 5 جنيهات خبز استقطعها من دخلي الذي لا يفي أصلاً متطلبات الحياة ولكن منذ شهرين وجدت ان حجم الرغيف يصغر حجمه ويخف وزنه لاضطر في النهاية لشراء عدد أكبر من الأرغفة. رقابة غائبة دانيال جرجس - تاجر - يطالب المسئولين بوزارة التموين بزيادة الرقابة علي المخابز حيث ان مخابز الطباقي تعمل لمدة ساعتين فقط من التاسعة وحتي الحادية عشرة صباحاً لذلك أصبح الخبز السياحي هو الحل. يتفق معه مصطفي حافظ - طالب - ويؤكد انه يضطر لشراء الرغيف السياحي علي الرغم من ان سعره مرتفع لأن المسئولين عن المخابز المدعمة يعاملون المواطنين اسوأ معاملة وكأنهم يأخذونه بالمجان ويجبروننا علي أخذ الرغيف السحلة ومن يرفض ينال أفظع الشتائم ويرفض البيع له وكل هذا بسبب غياب الرقابة التي جعلتنا تحت سطوة أصحاب المخابز. علي الجانب الآخر يقول محمد بخيت - صاحب مخبز سياحي -: نعاني من صعوبة استخراج تراخيص المخابز المسئولون بوزارة التموين أخذوا يماطلونني علي مدار عامين وأنا كعب داير علي مكاتب موظفي الوزارة اضطررت للعمل بدون ترخيص وكنت اشتري جوال الدقيق من السوق الحر بمبلغ 180 جنيهاً بالاضافة لأجور العمالة التي تتزايد وتجبرني علي خفض وزن الرغيف. يتفق معه عبدالله عبدالعزيز - بائع خبز - قائلاً: نحن مجموعة من شباب الخريجين قمنا بإنشاء هذا المشروع لتوفير مصدر دخل لأسرنا ولا نستطيع دفع الرشاوي والإكراميات كما يفعل الكثيرون ممن حصلوا علي التراخيص. الدقيق مضروب سيد محمد - صاحب مخبز سياحي - يشير إلي جودة الدقيق الذي يصرف من وزارة التموين فالخبز السياحي لابد من ان يصنع من دقيق قمح فاخر ولكن الحصة التي تصلنا تكون "مضروبة" عبارة عن دقيق قمح مخلوط بالذرة البلدي بالاضافة لكثرة الشوائب وهذا يؤثر علي جودة الرغيف إلي جانب ارتفاع الأجور فالعجان يحصل علي 7 جنيهات عن كل شيكارة يقوم بتجهيزها وعامل السحلة يحصل علي يومية 35 جنيهاً خلاف أجر البائعين ومصروفات الكهرباء والسولار فنحن نتحمل الكثير من الأعباء في ظل ظروف اقتصادية ومعيشية صعبة. مواجهة بمواجهة عبدالله غراب رئيس الشعبة العامة للمخابز والسكرتير العام لاتحاد الغرف التجارية قال: ان تراخيص المخابز السياحية نوعان إما ان يقوم صاحب المخبز بالتوجه مباشرة إلي مديرية التموين التابع لها للحصول علي موافقة مبدئية بالترخيص وفي حالة منحه الموافقة يحصل علي حصة دقيق من الوزارة حسب نوعية المنتج والآخر ان يتجه إلي الوحدة المحلية للحصول علي الترخيص وفي هذه الحالة لا يجوز له الحصول علي حصة دقيق من وزارة التموين ويقوم صاحب المخبز بشراء الدقيق بالسعر الحر وتحديد سعر الرغيف طبقاً لمتطلبات سوق العرض والطلب. اضاف غراب ان عدد المخابز علي مستوي الجمهورية 25 ألف مخبز منهم 6 آلاف مخبز طباقي فئة 20 قرشاً و19 ألف مخبز بلدي علي مستوي الجمهورية وان سبب أزمة الرغيف الطباقي ترجع إلي عامي 2006 و2007 حيث لم تنظر الحكومات المتعاقبة إلي تكلفته بل ازداد الأمر سوءاً بارتفاع تكلفة الإنتاج وأجور العمالة التي زادت بشكل ملحوظ نظراً لغلاء المعيشة وفي القريب العاجل سوف تنتهي مشكلة الرغيف الطباقي باستخراج دقيق 76% وزيادة الوزن إلي 150 جراماً بنفس السعر 20 قرشاً للرغيف لانتاج منتج جيد.