تباينت الآراء حول حق طلاب الجامعات في ممارسة العمل السياسي داخل الجامعات فذهبت بعض الآراء إلي أن السياسة حق أصيل لهم مؤكدين ضرورة البعد عن التحزب وعقد ندوات ثقافية في الجامعات لتثقيف الطلاب وتنمية الحس السياسي لديهم وأنه لن يحرم طالباً من ممارسة دوره الوطني داخل الجامعة. لقد اتفق فيه الطلاب مع بعض أعضاء هيئة التدريس والرأي الآخر الذي اتفق حول منع ممارسة السياسة في الجامعة بتاتاً. أكد الدكتور ياسر صقر - رئيس جامعة حلوان أنه من حق أي طالب في داخل الحرم الجامعي ممارسة السياسة طالما لم تؤثر علي سير العملية التعليمية أو تعطل اليوم الدراسي وتكون ضمن الضوابط والمعايير التي وضعها القانون فحق ممارسة الطالب للسياسة حق أصيل له إذا كان يريد التعبير عن رأيه بشكل سلمي دون التعدي علي الممتلكات أو المنشآت. أوضح أن ممارسة الطلاب للسياسة داخل الحرب الجامعي ليس معناه التحزب والانتماء إلي حزب وفرض آرائه داخل الحرم مشيراً إلي أن مهمة الطالب هي ان يكون له رأي ويقوم بالتعبير عنه بشكل سلمي ومتحضر. ومن جانبه أوضح الدكتور أحمد سلماوي - الاستاذ بكلية الفنون التطبيقية بجامعة حلوان أن الشعب المصري كله تغير تماماً بعد القيام بثورتين أصبح مثقفاً ويتحدث في السياسة مشيراً إلي أن طلاب الجامعات لو منعوا من ممارسة السياسة في الجامعات أصبح لديهم كبت سياسي وهذا يؤثر بالسلب عليهم داخل الجامعة. أكد أنه يجب ممارسة السياسة في إطار من الاحترام للآخر أن يكون لي حق في التعبير عن رأي واحترام الرأي الآخر مشيراً إلي ضرورة تعلم ثقافة الاختلاف وعدم الاستهانة بالغير وهذا ضمن ضوابط ومعايير واضحة وصارمة في حالة تجاوز أي طالب والخروج عن المنهج والمسار الصحيح للتعبير عن رأيه السياسي. اتفق الدكتور السيد مهدي - عميد كلية العلوم بجامعة حلوان مع ضرورة منع ممارسة السياسة داخل الجامعات مشيراً إلي أن تكون في حدود أبداء الرأي والاستماع للرأي الآخر دون أي تحزب أو الانتماء لأي حزب أو تيار سياسي. أكد محمد بدران رئيس اتحاد طلاب مصر أن ممارسة السياسة حق أصيل للطلاب ولكن مع البعد عن التحزب داخل الجامعات ولا سيطرة لأي فصيل سياسي داخل الجامعة.. مشيراً إلي أن تمثيله لطلاب مصر داخل لجنة الخمسين المنوط بها كتابة دستور مصر سيكون هدفه الأساسي فيها التعبير عن رأي طلاب مصر وأن يكون هناك قانون طلابي يضمن حركة طلابية مستقلة تعبر عن الشارع الطلابي وآماله وغير تابعة لوزارة التعليم العالي أو أي جامعة مؤكداً أنه سيتلقي مقترحات الطلاب ورغباتهم عبر شبكة التواصل الاجتماعي. وأوضح محمد صلاح نائب رئيس اتحاد طلاب جامعة عين شمس أن من أهداف ثورة 25 يناير هو أحقية الطلاب في ممارسة السياسة وحرية الرأي والتعبير وليس النشاط الحزبي داخل الجامعة.. مشيراً إلي ضرورة تفعيل برلمان الجامعات كما في الدول الأوروبية الذي يتكون علي عدة مراحل وهي هيئة برلمانية بالكلية ثم يتكون برلمان مستوي الجامعة وأخيراً برلمان للجامعات المصرية ليتمكن الطلاب من ممارسة السياسة علي قواعد وأسس. وشدد علي دور اللجان الثقافية المنتخبة داخل الجامعات من خلال عقد ندوات لتنمية الحس السياسي لدي الطلاب حتي لا يستطيع تيار معين السيطرة علي عقول الشباب ومنعاً للاستقطاب. قال د. حامد طاهر نائب رئيس جامعة القاهرة الاسبق انه يؤيد العمل السياسي داخل الجامعة ولكنه ضد العمل الحزبي لأن هناك فرقاً بين الاثنين لأن الاشتغال بالعمل السياسي يعني حضور الندوات والمؤتمرات واستضافة الشخصيات السياسية سواء من الحكومة أو المعارضة لشرح الوضع الحالي والمستقبلي للطلاب وإجراء حوار بينهم حتي لا يخرج الطالب من الجامعة وهو جاهل للأمور العامة أما بالنسبة للعمل الحزبي هو الذي يسبب التجمعات ونشأة فكرة التعصب التي تؤدي للنزاع والخلاف وأحيانا يصل الأمر للصراع اليدوي ومن هنا علي مسئولي الجامعة منع هذه الممارسات واللجوء للقانون لمن يخرج علي القانون. واتفق معه د. شريف صفي عميد كلية الاكاديمية الدولية لعلوم الهندسة والإعلام أن الجامعة مكان أكاديمي فهي تؤهل الطالب للعلم وسوق العمل في النهاية وليس ممارسة العمل السياسي لأنه ليس من تخصص الجامعة وأن الوضع الحالي الذي تمر به البلاد لا يتحمل افكاراً أو معتقدات خاطئة ولهذا علينا تركها للمتخصصين بها ولهذا يجب اقامة العديد من الندوات والمؤتمرات لشرح الوضع العام أمام الطلاب من قبل خبراء ودارسي علم السياسة. ويري د. محمود همام عميد كلية العلوم الاسبق جامعة حلوان أن الجامعة ليست مكاناً لممارسة العمل السياسي وهناك العديد من المنابر المتاحة للممارسة أي نشاط أو فكر تابع لجماعة أو حزب وإنما يقتصر دور الجامعة في التثقيف والتوعية بالحقوق والواجبات والدستور والانتخابات والتعبير عن الرأي وبناء الطالب تعليمياً حتي يتخرج وبعدها يكون الطالب حراً في اختيار نوع الفكر أو الحزب الذي سينضم له. أكد د. محمد أحمد اسماعيل رئيس قسم التشريعات الاجتماعية لحقوق بني سويف انه منذ قيام ثورة يناير أصبحت لنا العديد من الافكار والانتماءات وشاهدنا المزيد من المشاجرات والمشادات التي اشارت لنسبة الكبت لدي المصريين وتعصب كل من الآخر لفكرته دون سماع وجهة نظر الآخر ولم نفكر يوماً في اننا ننتمي جميعاً لبلد واحدة. أضاف أنه من الواجب ان يحذر الطلاب من ممارسة أي عمل سياسي داخل الجامعة لأن هدفه الأول والأخير هو إكمال العملية التعليمية للطالب حتي يتخرج ويواجه سوق العمل وليس لمواجهة التيارات والأحزاب التي لا تسعي سوي لكسب الشو الإعلامي ومن هنا طالب الشباب أن من لديه رغبة في الانحياز لفكر أو فصيل بعينه عليه دراسته أولا ومن ثم الانحياز له وتعلم لغة الحوار وليس لغة التعصب والعمل علي محاولة إصلاح وتقدم البلاد وليس الكلام فقط. مشيراً إلي أن صغر سن الشباب يؤدي لتحمس وتعصب كل منهم لفكرته حتي وإن كان علي خطأ مما قد يؤدي لحدوث المشاجرات والمشادات الدامية التي نراها الآن ولهذا فهو لا يؤدي تماماً فكرة ممارسة العمل السياسي داخل أسوار الجامعة. علي الجانب الآخر رفض العديد من الطلاب هذا القرار واعتبره البعض كبتاً للحريات وعودة البلاد لحكم الملكية حيث عبر خليل الحاوي - طالب بتجارة حلوان أنه ضد كل من يتخذ قراراً بشأن منع الممارسة السياسية داخل الجامعة لأننا نعيش ببلد ديمقراطي وبهذا القرار نكون قد عدنا للعصور الملكية والطغاة وبالنسبة للمنتمين للاحزاب عليهم اللجوء للغة الحوار وليس للتعصب لأن هذه المشادات قد تؤدي بالنهاية لقمع هذه الحركات أو منعها تماماً. رفض أحمد البرديني - طالب بكلية الآداب وعضو بحزب الدستور انه لا يجوز حظر السياسي في الجامعة وخاصة ان الفئة الشباب هي التي نعتبرها أمل المستقبل وإذا نظرنا للواقع نري أن شباب حركة "تمرد" هم من شجعوا الشعب علي عزل الرئيس وقيام ثورة 30 يونيو علي عكس جبهة الإنقاذ والتي شملت كبار السياسيين ولهذا فإن حظرها سيخلق طالباً مشوهاً غير قادر علي المشاركة السياسية أو التعبير عن رأيه. أشار حسن زينهم - طالب بكلية الآداب اننا نعيش ببلد ديمقراطي فلماذا نمنع ممارسة العمل السياسي؟ وأنه من الصعب فعل ذلك لأن الطالب إذا منع من الممارسة داخل الجامعة سوف يمارسها بالخارج مشيراً إلي أنه ضد الممارسة الخاطئة التي تحدث من قبل بعض الشباب سواء في التشدد أو التعصب لأننا وبالنهاية ننتمي لبلد واحد وعلم واحد وعلي المسئولين مساندة الشباب ودعمهم باختيار كوادر ذات خبرة من أجل تصحيح الصورة العامة وعدم الانحياز لطرف بعينه خاصة أنه بعد ثورة يناير أصبحنا فصائل وأحزاباً متعددة. وأضاف عوض محمد رئيس اتحاد طلاب المعاهد العليا أنه مع ممارسة السياسة وليس التحزب داخل الجامعة وعدم سيطرة فصيل سياسي معين علي النشاط داخل الجامعة فالطلاب قوة مؤثرة داخل الجامعهات. واعترض إسلام فوزي رئيس اتحاد طلاب جامعة حلوان علي منع السياسة من الجامعات مؤكداً ضرورة منع النشاط الحزبي منها وأن ممارسة الطلاب للسياسة حق مشروع يكفله القانون لهم في حدود التعبير عن الرأي بشكل سلمي.