في الوقت الذي أرجأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما قرار توجيه ضربة عسكرية ضد سوريا إلي ما بعد موافقة الكونجرس واصلت الولاياتالمتحدة وحليفتها فرنسا تقديم التبريرات للقيام بعمل عسكري من خلال تقديم أدلة تزعم مسئولية نظام الرئيس السوري بشار الأسد عن الهجوم الكيماوي الذي وقع قرب دمشق الشهر الماضي. قالت الصين أحد أبرز حلفاء سوريا إلي جانب روسيا إن الجانب الأمريكي أطلعها علي أدلة فيما يتعلق باستخدام أسلحة كيماوية من جانب نظام الأسد في الهجوم الذي أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص بينهم أطفال ونساء. قال المتحدث باسم الخارجية الصينية إن الصين تعترض علي استخدام أسلحة كيماوية من جانب أي طرف وأن الصين تؤيد قيام خبراء الأممالمتحدة بإجراء تحقيق مستقبل وموضوعي. لكن المتحدث نقل قلق الصين البالغ بشأن الاستعدادات من جانب دول معينة بالقيام بعمل عسكري منفرد. وقال إن أي عمل من جانب المجتمع الدولي يجب أن يحترم قواعد ميثاق الأممالمتحدة والأعراف الأساسية للعلاقات الدولية وتجنب تعقيد قضية سوريا أكثر وتجنب مزيد من الكوارث في الشرق الأوسط. في هذه الأثناء. كشفت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية أن هناك انقساماً واختلافاً كبيراً داخل الكونجرس الأمريكي بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي حول القرار الواجب اتخاذه بشأن سوريا. مما يجعل اتخاذ القرار صعباً للغاية. في سياق متصل أفادت مصادر حكومية فرنسية أن الحكومة الفرنسية ستضع في تصرف البرلمان وثائق تتضمن مجموعة من الأدلة توضح مسئولية نظام الأسد في الهجوم الكيميائي في 21 أغسطس. قالت المصادر إن الأمر يتعلق بوثائق رفعت عنها السرية وبعضها قد ينشر علناً تمهيداً للنقاش المقرر أن يجري في الجمعية العامة الفرنسية غداً بدون تنظيم عملية تصويت وبعد تراجع أوباما بشأن توجيه ضربة عسكرية إلي سوريا يخضع نظيره الفرنسي فرنسوا هولاند لضغوط المعارضة وكذلك عدد من النواب الاشتراكيين وقسم من حلفائه من أجل إجراء عملية تصويت في البرلمان حول تحرك عسكري محتمل ضد نظام الأسد غير أن إليزابيث جيجو رئيسة لجنة الشئون الخارجية بالبرلمان افرنسي قالت إن الحكومة لن تدعن لهذه المطالبات مضيفة أن فرسنا ستكون في مأزق في حال صوت البرلمان لصالح توجيه ضربة عسكرية لسوريا ثم صوت الكونجرس الأمريكي علي رفض ذلك. في المقابل أكد مصدر أمني سوري أن الجيش النظامي سيبقي "في حالة تأهب" رغم إرجاء الضربة العسكرية الأمريكية المحتملة ضد نظام الأسد. قال المصدر الذي رفض كشف اسمه أن التدخل الأمريكي المباشر عبارة عن وجه من أوجه الحرب المستمرة ضد سوريا دعماً لما سماه "الإرهاب" المدعوم من الولاياتالمتحدة والدول الغربية وبعض الدول العربية. من جانبه اعتبر نائب وزير الخارجية السوري فيصل المقداد أن أوباما لم يفكر بعمق في عواقب الحملة التي يشنها ضد سوريا وقراره الأخير بشن هجوم علينا وأكد أن الهدف الأساسي للهجوم أو العدوان علي سوريا هو القضاء علي إمكانياتها العسكرية كما تم القضاء علي الإمكانيات العسكرية العراقية. من جهته أعلن الجيش السوري الحر عن تدمير 18 آلية عسكرية في اشتباكات بمنطقة القلمون بريف دمشق. قالت الشبكة السورية لحقوق الإنسان إن الطيران الحربي أغار صباح أمس علي منطقة جبل الأربعين بريف إدلب كما تعرضت مدينة انخل بريف درعا لقصف مدفعي. يأتي هذا بعد أن قصف الجيش النظامي حي الشيخ خضر ومدينة السفيرة ومحيط سجن حلب المركزي الذي يحاصره الثوار وقالت شبكة شام إن الجيش الحر استهدف بالمدافع تجمعات عسكرية في أحياء الإذاعة ومساكن السبيل والأشرفية وجبل شويحنة وجبل معارة الأرتيق كما دارت اشتباكات في أحياء العامرية والشيخ مقصود وتزامن ذلك مع قصف من مدفعية النظام.